عبّاس الأمارة
(شاعر- العراق)
هَلْ جِئتَ..؟
أمْ ما زِلتَ تَختبئُ في صَمتِكَ..؟
يَا جَلّادَ قَلبي..!
لِسياطِ انتظاركَ حُمرةٌ مُوحِشةٌ..!
ودمٌ قرنفليٌّ عَطِرٌ…
وَشهيقُ شَوقٍ يَصعدُ إلى روحي السابعةِ..!
وَتأوّهُ حَمامةٍ برّيّةٍ ضَيّعَها الحنينُ
وَلاتعرفُ دربَ الرجوعْ..!
هَلْ جِئتَ..؟
مِعطفي الأَسودُ لَمْ يَعُدْ يَقدِرُ
أنْ يَقيَني من شتاءِ انتظارِكَ..!
وقُرْطُ أذنيَّ الغَضُّ…
ما زالَ يَحلُمُ أنْ أَرتديَهُ في حضرتِكَ..!
ولَهفتي المَجنونةُ..
ما زالتْ كُلَّ صَباحِ …
تَحتسي قَهوةَ اللِّقاءِ الجَميلِ..!
وما زلتُ أَسرجُ كُلَّ يومٍ ألفَ حصانٍ
وألفَ وردةٍ حَمراءَ لاستقبالِكَ..!
فَهلا جِئتَ…؟
يا بُقْيا النَّبضِ في الشَّريانِ..!
تَعالَ أُجلدِ الوَجعَ في الدِّماءِ
وأعلنِ اللِّقاء…
تَعالَ أجلدِ القَلقَ في عَينيَّ الخاشِعَتينِ
واستخرِجْ منهما دَمْعَ فَرحِكَ
يا جلاّدَ صَبري..
تَعالَ..
وازرعْ أَقْبيتي حياةْ..!!
(24- 5- 2015)