السيد الزرقاني
(كاتب -مصر)
جاءت تصريحات “مشعل ” ومن معه من قادة حركة حماس صادمة للبعض، ومخيبة لآمال البعض، ومحيرة للغالبية العظمي من المتابعين للقضية الفلسطينية، وكان السؤال الناطق فور سماع بنود تلك الوثيقة هو: لماذا هذا التوقيت من جانب حماس؟؟
ولماذا من الدوحة بالذات؟؟
وهل تلك الوثيقة تعبر عن تطور استراتيجي في فكر ومنهج تلك الحركة التي أعلن عن تأسيسها عام 1988على اعتبار أنها احد أجنحة جماعة الاخوان “الارهابية”، ام انها مجرد إعلان هدنه مع منتقدي الحركة في الوطن العربي وخصوصا مصر، بعد انكشاف الوجه القبيح لجماعة الاخوان الارهابية ومدى التآمر الذي كان مرتباً له بين الجماعة والحركة ضد مصر وجيش مصر؟
بالنظر إلى إعلان الحركة الاعتراف بقيام دولة فلسطينية على حدود 67 دون الاعتراف بالدولة اليهودية، وان العداء ليس مع الدين اليهودي وانما مع اليهود المحتلين لأرض فلسطين، اذا وضعت تلك المفاهيم في سياقها الصحيح ستجده مجرد تنفيذ لتعليمات التنظيم الدولي لجماعة الاخوان “الإرهابية” التي تعودنا منها تغير إستراتجيتها حسب مصالحها، والتعاون مع أي فصيل من اجل تحقيق مكاسب لها فقط، حتى ولو كان هذا يتنافى مع المنهج الأساسي للجماعة، ونذكر هنا مقولة المرشد العام للإخوان “مهدي عاكف” لي في حوار صحفي منشور في مجلة “أيامنا” في نوفمبر 2005 (نتحالف مع الشيطان من اجل مصلحة الجماعة)، وهذا يأخذنا إلى محاولة حماس الخروج من حالة العزلة الدولية المفروضة عليها داخلياً وخارجياً، ومحاولة التآلف مع وثيقة منظمة “فتح” المدعومة غربياً، أو محاولة تحسين العلاقة مع مصر التي تيقنت من تآمر حماس ضد مصر والجيش المصري، في ما بعد ثورة 25 يناير 2011،
وقامت مصر بفرض حصار شبه كامل ضد قطاع غزة الذي يقع تحت سيطرة حماس، وهذا ما دفع قيادات الحركة في قطر إلى الإعلان عن الانفصال التام عن منهج جماعة الإخوان، في رسالة إلى القيادة المصرية ربما ترضى عن تلك الوثيقة، واعتقد ان الخارجية المصرية تدرك كل الخفايا في إعلان تلك الوثيقة وتوقيتها، ولذلك لم يصدر أي تعليق عليها لانها لا تضيف جديداً لدي الإدارة المصرية التي أعلنت من قبل دعمها لمشروع “ابومازن ” لإقامة دولتين في إطار القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي الذي يمثل إرهاقاً سياسياً واستراتيجياً لها .
اعتقد ان حركة حماس خرجت بوثيقتها ونفت صلتها بجماعة الإخوان المسلمين في هذا التوقيت خاصة؛ لكي يسمح لها بالجلوس مع الجانب المصري في مؤتمر يوليو القادم الذي سيتم عقده في واشنطن، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعاهل الأردن والرئيس الفلسطيني والرئيس الأمريكي، لوضع حلول للقضية الفلسطينية، وتعتقد ان هذا يعطيها حق المشاركة الفعالة في حسم كثير من الأمور في تلك القضية، ولكن الجميع يعلم ان حماس “الاخوان” لا عهد لها وما حدث منها تجاه ايران والرئيس السوري بشار الأسد الذي احتوى كوادر وقيادات الحركة، الا أنهم انقلبوا عليها ويشاركون في ابادة الشعب السوري والدولة السورية، تحت زعم ثورة ضد الرئيس والآن تحتضنهم قطر مع قيادات الاخوان الهاربين من القضاء المصري فهل تنقلب حماس على قطر بعد حين؟؟
******
Zrkany.sa@gmail.com.