كرّمت المدرسة الأهلية الأستاذة في جامعة هارفرد د. وسماء الشربجي واحدة من متخرّجيها لعام 1961 من خلال دعوتها لتقديم محاضرة بعنوان “قد كتبوا على الطين: الجمال في كِسَرٍ متناثرة”.
حازت د. الشربجي على شهادة الدكتوراه في تاريخ الفنّ الإسلامي من جامعة هارفرد حيث انضمّت إلى العمل في كلّيتها. وتضمّ أعمال د. الشربجي فنّ الرسم على الخزف الممزوج مع فنّ الخط العربي والأشكال الهندسية وزخارف الأزهار التي عرضتها خلال المحاضرة. وعُرضت أعمالها الفنية في معارض عالمية عديدة منها متحف آرثر ساكلر في كامبريدج، المتحف الوطني للمرأة في الفنون في واشنطن، متحف سرسق في بيروت وغيرها. أما أعمالها الفنيّة في السيراميك فقد اقتنتها عدة متاحف منها المتحف البريطاني في لندن ومتحف بوسطن للفنون الجميلة وبيت القرآن في البحرين.
وخلال عرضها، شرحت د. الشربجي عن علاقتها بفنّها قائلةً: “في الطين والكلمة أجِدُ الصلة مع أجدادي وأجِدُ الإلهام الفني. فأطباق السيراميك الكبيرة التي أرسم عليها والتي تحمل رسائل تتجلّى من خلال تصاميم الخط العربي، هي للعرض البصري فقط وليست للاستخدام اليومي. وغالباً ما أصمّم القطع الفنية من خلال الزخرفة المحكمة في حين أنني أنفّذ بقيّة القطعة بأسلوب ارتجالي حرّ”.
تُظهر أعمال د. الشربجي الناحية العلمية للعمل الهندسي الذي ابتكره علماء الرياضيات العرب الأوائل والذي يلقي الضوء على عدد كبير من أشكال الخط العربي والتصاميم الهندسية.
أما عن تأثير المدرسة الأهلية في حياتها وعملها، فتقول: “أتذكّر جيّداً الأثر الذي تركته مقابلتي الأولى مع مديرة المدرسة آنذاك السيّدة وداد قرطاس والشعور العارم الذي يشعر به الإنسان عندما يعي أنه في المكان المناسب مع الشخص المناسب”.
فقد حوّلت عدم اهتمامي ورفضي لحضور صفوف مادةٍ ما إلى جلساتٍ تعليمية معها للقراءة امتدّت على مدار السنة. “فتخيّلوا فقط كم هو قويٌّ وقع هذا القرار لمديرة المدرسة على مراهقة: شعور مطلق بالقوّة والتحفيز. وقد حُفر في كياني وروحي!”
من جهتها، أشارت المديرة الحالية للمدرسة الأهلية، السيّدة رضا عيّاش إلى أن “المدرسة تكرّم إرثها الغني خلال الاحتفال بمئويّتها” وعبّرت عن فخرها بخرّيجي المدرسة الذين أبدعوا في ميادين مختلفة. وقد شهدت المدرسة تحوّلات كبيرة في العقد الأخير، ما أكسبها اعتمادَين أكاديميين من مؤسستَين أميركية وأوروبية وهي جمعيّة نيو انغلند (NEASC) للمدارس والجامعات ومجلس المدارس العالميّة (CIS). وتابعت: “يشرّفنا استقبال د. الشربجي مرّة جديدة في مدرستها الأم، مدرسة الأهلية التي لا تزال حريصة على إيلاء الاهتمام الشخصي اللازم والمساحة الكافية لطلابها لإبراز وتطوير قدراتهم”.
وخلال مئوية المدرسة (2016 – 2017)، يحتفل أصدقاء المدرسة وعائلتها بالإنجازات التي حقّقتها والأثر الذي تركته على مرّ 100 عام. وقد بدأت احتفالات المئوية في تشرين الأول 2016 مع الممثّلة العالمية فانيسا ريدغريف التي قدّمت مسرحية في بيروت بعنوان ” دنيا أحببتها: قصّة امرأة عربية” المستوحاة من كتاب كتبته مديرة المدرسة (1934 – 1975) وداد مقدسي قرطاس. وتبعت هذا النشاط ورش عمل كثيرة في مواضيع مختلفة إلى جانب معرض فني بعنوان “مئوية المدرسة: خمسة فنانين خلال 100 عام” الذي عرض أعمال خمسة فنانين مشهورين عالمياً تخرّجوا أوعلّموا في المدرسة.