كلما فكرت بجدية اجتاحتني صور إسفنجية امتصت كل الأكسجين من حولي وتركتني أغرق في كون حربائي الميزات و أختنق …
أمضي الأيام التي فرضت علي عنوة تائهة في صحراء من الخواطر المغرية بالجنون الجامح، تأسرني اغتراباتي في غربتي بسلاسل مزاجية لا إرادية تعيقني عن تقبل واقع مبهم هلامي لا أفقه له معنى ، يستعصي على قاموسي احتواء لغة هشة مطاطية، لا منجد يسعفني في ترجمة لغتي الخفية وطلاسمي الهيروغليقية، التي تجتاحني كلما غادرني حلم منكس الرأس إلى خدلانه وتلاه آخر ، فأمطار دون برق ولا رعد يبلل رأسي المخمور ومناخ استوائي معبأ برطوبة أسطورية منفرة…
فأضطرلاتخاذ اليأس نمطا رسميا للتعبير عن انكساراتي المرئية والمتوارية تحت ديباجة القوة وهيلمان الشجرة التي لا تهزها الريح، مهما كانت عاتية، تحت ألفاظ لقنت لي من صغري وأكاذيب وهمية جعلتني أحمل على عاتقي ثقلا متناقد الأقطاب، وأصدق أني في أوج الأنوثة امرأة تتخذ زينتها عند كل موعد، وفي الشدائد رجلا بقبضة نارية يمتلك حلولا سحرية.
ما أقسى الواقع المشبع بثنائيات الخيبات المتراقصة على منصة الوجع النازف بصمت وكبرياء، السابح داخل سيتوبلاسما علائقية منتبجة من كثرة الجسيمات المحللة للنوايا قبل الفعل، ما أصعب السير في أدغال من الأفكارالعاتية المتعالية المتضاربة والمتناحرة بازدواجية باثولوجية مذهلة، متفشية وضاربة في أعماق العمق التكويني للهوية المشوهة المسلوبة المعالم و الملامح، المختلة الجينات، المصابة بمتلازمات متخطية لعلم الوراثة والهاربة من أقلام المؤرخين والمفكرين …
يتعبني هذا العالم المهجن المدجن الذي يغتال ربيعه في عز انبثاقه ويُضفَى اللون الرمادي على صيفه المحرق … يحاول بعضنا هزم الموت لأن الحياة تستحق أن تعاش، إن لم يكن لأجلنا فلأجل أجيال تورطنا بمنحها مشروع موت مؤجل، وورطتها في طقوس تسمى حياة تسير بها كل لحظة نحو الفناء … كأن حكمة الطبيعة خلق الحياة كجسر عبور نحو الممات … وزاوية تصوف في تقديس الموت وما بعده بكبت الحياة وما فيها …