“المبدع”… فارس يواكيم

فارس يواكيم

الدكتور جوزيف عون

(أديب ورسام تشكيلي ونحات- لبنان)

لن ندّعي، في هذه الكلمة الموجزة، الإحاطة بنتاج الأستاذ فارس يواكيم، شكلاً ومضمونًا! وإلاّ، لَكُنّا بحاجة إلى ساعاتٍ، وجلساتٍ طوال، لإعطاء خاصيّات نتاجِه الثَّرّ، الغزير التنوّع، بعضًا مما تستحقّ من تأمُّل وتبصُّر وتحليل.

فهل ندعوه كاتبًا مسرحيًّا؟ أم كاتبًا سينمائيًا؟ أم مخرجًا مسرحيًّا؟ أم كاتب مسلسلات تلفزيونية درامية، ومسلسلات لمسارح الأطفال؟ هل هو الصحافي مبدع المقالات في الصحافة المكتوبة، ومدير المقابلات الإذاعية والتلفزيونية، ومبتكر حواراتها؟ أم هو، أخيرًا وليس آخرًا، مؤلف الكتب الفريدة في اختياره موضوعاتها؛ ومترجم لمؤلفات عالمية نادرة؟ فارس يواكيم، هو كل هذا! ومَهَمَّتُنا الآن، إلقاءُ أضواء تعريفية على ما أبدع قلم فارس يواكيم من إرثٍ تراثي، ونقول: ” إلى الآن”، لأنّ القلمَ ما يزال بين أنامله وفي عزِّ عطائه.. وإذا كان الاستاذ يواكيم بحاجة إلى هديّة، فلتكُن هديّتُنا دراسةً معمقة لما أبدعَ فكرهُ من عطاء.

بالقرب من جزين، بلدة هانئة، غنيّة بالثقافة والعلوم، وبأعلام الفنون، إنها قيتولي. إلى هذه البلدة تنتسب عائلة يواكيم. وقد هاجرت عائلة فارس إلى مصر، أسوةً بعائلات كثيرة يَمَمّت شطر وادي النيل. وفي 16 ك2 1945، كان مولد فارس في الإسكندرية.

تخرّج من المعهد العالي للسينما، في القاهرة سنة 1966، قسم الإخراج، فكان الأول بين المتخرّجين. ومع الأيام، أتقنَ اللغات: العربية، الفرنسية، الإنكليزية والألمانية؛ وألَمَّ بالإيطالية.

ويبدو أنّ وطنه الأم كان ينتظر عودته، فعادَ إلى لبنان عاقدًا العزم على الاضّطلاع بمهامّ فنيّة كبيرة: مارس العمل الصحافي، أولاً، لخمس سنوات ( 1967- 1971)، ناشرًا مقالاته في جرائد: النهار، الديار والجريدة.

أولاً- فارس يواكيم الكاتب المسرحي:

لم يلبث البيروتيون، واللبنانيون عمومًا، أن بدأوا يسمعون باسم فارس يواكيم، ويقرأونه، إلى جانب كبار أسماء الفنانين والمخرجين والمطربين والممثلين.

 -1كتب لمسرح المرحوم حسن علاء الدين المشهور بلقب شوشو، إثنتي عشرة مسرحية. في طليعتها: آخ يا بلدنا، خيمة كراكوز، الدنيا دولاب، جوّه وبرّه، فوق وتحت. وقد أخرجها القدير روجيه عسّاف، والبارع برج فازليان، إلى المخرج المصري المعروف السيّد بدير.

 -2كتب ثلاث مسرحيات غنائية للمطربة المرحومة صباح، وبعض نجوم الغناء، منها: مسرحية العواصف التي أخرجها روميو لحود؛ ومسرحية الفنون جنون، إخراج برج فازليان؛ ثم مسرحية الأسطورة، إخراج فادي لبنان، وشارك في البطولة إبن جزين المطرب جوزيف عازار.

 -3يعتبر فارس يواكيم من أوائل كتّاب الشونسونييه، في لبنان، في بداية السبعينيات من القرن العشرين. وهذا نوع مسرحي، اسكتشات تركّز على الإنتقاد السياسي الكوميدي الساخر. ولم يكن في بيروت آنئذٍ سوى فرقتين هما: Les Six Gales وLes Diseurs

 -4فارس يواكيم، هو كاتب مسرحية كرامبول، التي عرضت على مسرح البيكاديللي سنة 1991. أخرجها روجيه عسّاف، ومن بطولة: فائق حميصي وخضر علاء الدين.

 -5وهو كاتب مسرحية الشلمسطي، سنة 2003. أخرجها نقولا دانيال، ومن بطولة منير كسرواني.

6- كتب مسرحيات خصّصها للأطفال. عُرِضت فوق مسرح شوشو، وفي عواصم عربية ( دمشق، الكويت).

ثانيّا- فارس يواكيم الكاتب التلفزيوني:

-1له عدّة مسلسلات، أنتجها تلفزيون لبنان، منها: المشوار الطويل؛ أخرجه صهر بلدته قيتولي، الياس متى. وقام بتمثيله: محمود المليجي، شوشو، مارسيل مارينا، جورج شلهوب. ومسلسل أثار على الرمال، أخرجه إبراهيم الخوري، ومثّلهُ: منير معاصري، إلسي فرنيني؛ وهو مستوحى من رواية الكوميديا العالمية للكاتب المصري يوسف السّباعي. كما وله مسلسل مسرح شوشو.

-2فارس يواكيم، هو الكاتب الرئيسي لبرنامج إفتح يا سمسم المعروف وهو يعتبر أضخم برنامج تلفزيوني للأطفال، وقد انتجته مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي.

3- وله في تلفزيونات دول الخليج عدّة مسلسلات تمثيليّة، للأطفال أيضًا، منها: الشاطر حسن ( تلفزيون الكويت، 1973)؛ والإبريق المكسور، وهو مسلسل لأطفال الخليج

4- فارس يواكيم، هو معدّ البرنامج الشهير سهرة مع الماضي التلفزيوني الذي قدّمته ليلى رستم في تلفزيون لبنان.

ثالثًا- فارس يواكيم كاتب سيناريو لأفلام سينمائية:

كتب السيناريو والحوار لسبعة أفلام سينمائية روائية، قام ببطولتها: محمود ياسين، نيللي، عمر خورشيد، شوشو، دريد لحّام، نهاد قلعي، وآخرون… من هذه الأفلام: سيدتي الجميلة، إخراج حلمي رفله، وبطولة: نيللي، محمود ياسين، عمر خورشيد وشوشو. وفيلم عندما تغيب الزوجات، إخراج مروان عكاوي، وبطولة: دريد لحّام، نهاد قلعي وإيمان. وفيلم عشّاق، إخراج مروان عكاوي. وفيلم واحد زائد واحد، أخرجه يوسف معلوف، ومثّله: دريد لحّام، نهاد قلعي، وسهير المرشدي. وفيلم فندق السعادة، الذي أخرجه فطين عبد الوهّاب، ومثّله: أحمد رمزي، شمس البارودي، ناديا الجندي، شوشو. وقد شارك فارس في كتابة حواره.

رابعًا- مؤلفاته الأخرى:

وضع عدّة كتب مميّزة في عناوينها ومضامينها.

1″- كتاب ظلال الأرز في وادي النيل، يروي قصة اللبنانيين في مصر ومساهماتهم في نهضتها الثقافية والفنيّة.

2″- كتاب حكايات الأغاني، يتناول فيه رحلة القصيدة من ديوان الشعراء إلى منصّة الغناء والطرب.

3″- كتاب الإسلام في شعر المسيحيين، هدفه توحيد القلوب، ونبذ التعصّب، ومعرفة الآخروالإنفتاح عليه.

4″-   مخطوطة تاريخ زحلة للمطران غريغوريوس عطا، تحقيق وتقديم ودراسة فارس يواكيم.

5″- ترجم كتاب عنف الديكتاتورية للكاتب النمسوي ستيفان زفايغ، عن الألمانية: الديكتاتورية هي الديكتاتورية في كلّ زمان ومكان، بالأمس واليوم وغدًا. وله ترجمات عديدة، مسرحية وغير مسرحية.

6″- أمّا الكتاب حول الكاتب الموسوعي الألماني بعنوان غوته، العبقرية العالمية، فشارك فيه فارس يواكيم إلى جانب نخبة من الكتّاب، وكان له فضل الفكرة والإشراف عندما كان فارس يواكيم رئيسًا للقسم العربي بإذاعة صوت المانيا.

******

(*) القيت  في ندوة حولثلاثة من أعلام الفنّ المسرحي في قضاء جزين” الأربعاء 7 مارس 2017 ضمن المهرجان اللبناني للكتاب في الحركة الثقافية- أنطلياس (4- 19 مارس 2017).

اترك رد