لوحات العويّد وأحمد وليدة تناغم بين الطبيعة والموسيقى

القهوى لا تشرب على عجل هي كل الوقت تحتسى على مهل هي تأمل وتغلغل في النفس الذكريات (محمود درويش) – خط كوفي مربع وتعليق – اكريليك 122×175
كلود أبو شقرا
برعاية وزارة الثقافة تنظم جمعية “الإرشاد والإصلاح” معرض الخط العربي في عنوان “مقامات” في سوق الذهب – أسواق بيروت، ويستمر لغاية الخامس من مارس.
يتضمن المعرض 20 لوحة للخطاطيّن فادي العويّد وعقيل أحمد بالإضافة الى مجسمات حروفية، خرج الفنانان عبرها من الإطار الديني للخط العربي، وتطرقا الى حالات إجتماعية وحكم وجدانية ومقامات موسيقية وإرتباطها بالجانب الإنساني.
يتميز المعرض بأسلوبين حروفيين، يتجلى الأول بالحرف الكلاسيكي الواضح بحيث يمكن من قراءته بشكل واضح، اما الثاني فيخرج عن قاعدة الحرف الكلاسيكية ويعتمد على صورة بصرية تجريدية للحرف.
عقيل أحمد
عقيل أحمد خطاط وفنان تشكيلي سوري، يمزج في لوحاته بين الخط العربي والفن التشكيلي والشعر والموسيقى.
ابن مدينة جرابلس شمال سورية، ولد عقيل أحمد عام 1988، وعاش في حلب حتى اندلاع الحرب، ومنها انتقل إلى بيروت. شغفت عيناه، منذ الطفولة، باللوحات الإعلانية التي كان يصادفها في شوارع حلب وأمام المحال التجارية، وراح يقلد هذه الخطوط. وقد لفتت هذه الهواية والده فشجعه على الاستمرار فيها.
تتلمذ على يد الفنان العراقي أنور الحيالي، والتحق في ما بعد في كلية الفنون الجميلة في حلب وتخرّج عام 2014، وتابع دراسة أصول الخط على يد الخطاط والشاعر عبد الجليل عليان والفنان هيثم سلمو، وانطلق من ثم باحثاً عن أسلوبه الخاص في الخط العربي.
في بيروت عمل عقيل أحمد في ورش البناء، فتعامل بشكل مباشر مع الطين، وقد خولته موهبته الفنية إلى تحويل هذا الطين بالذات إلى جداريات رسم عليها أفكاره ورؤيته للخط العربي، مدرجاً ذلك تحت مسمى الفن الغرافيتي، وضمنها كل ما يعتمل في نفسه وقلبه من عشق لدمشق ولزوايا أحيائها القديمة، ومن ثورة وتمرد ضد الحرب، مضفياً عليها أجواء صوفية استوحاها من حبه الكبير لأرض وطنه، كل ذلك بأسلوب تغلب عليه عفوية غير متكلفة فيخال الناظر إلى هذه اللوحات أنه يتنشق ياسمين دمشق ويستمع إلى همسات نهر الفرات، وبلغة بصرية تجريدية تختزن الكثير من الجماليات.
شارك في معارض مشتركة في بيروت، وأقام معرضه الفردي الأول في قاعة “نهى الراضي” في مسرح المدينة في بيروت، ونال جائزة “البردة” للتشكيل الحروفي في دبي، ثم اشترك في “بينالي الشارقة” بمجموعة أعمال من القطع الكبير تتمحور حول النقطة ومركزيتها وماهيتها الصوفية بالنسبة إلى الكون. يبرع في الحفر على المعادن والمجوهرات.

قد غبت عنهم ومالي بالغياب يد انا النجاح الذي يلهو به السفر(سعيد عقل) – خط كوفي مربع وديواني – اكريليك 122x 175
يغلب اللونان الأزرق والأبيض على فن عقيل أحمد، الأول يرمز إلى السماء إلى الحب إلى الحرف اليدوية السورية لا سيما الخزف، والثاني لإبراز جماليات الحرف ويحوي تجريدا مطلقاً على حد تعبير الفنان، لافتاً إلى أن التجريد ليس مجرد خلط ألوان بل وعي وتفكير وإحساس بصري عالي المستوى”.
فادي العويّد
خطاط وفنان تشكيلي سوري حائز جائزة دولية في الخط الديواني الجلي. شارك في مسابقات ومعارض دولية وقدّم دراسات حول المخطوطات العربية والكتابات القديمة وترميم كتابات المنازل التراثية. يتميز فنه بمزج بين الألوان والخطوط وبين الخط العربي.
ولد فادي العويّد في قرية كفر لاها (غرب حمص) عام 1979. برزت موهبته في الخط منذ طفولته، وتعلم على ذاته في البداية، من ثم صقل موهبته بالتدريب الاكاديمي والاستفادة من نصائح المتخصصين في هذا المجال.
إلى جانب شغفه بالخط عشق الرسم، وقد أذكت جماليات الطبيعة المحيطة به في نفسه هذا العشق. في البداية تدرّب على الخط العربي من خلال كراسة هاشم البغدادي، tتعرف على طريقة كتابة الحروف وموازينها… ابتداء من 1998، راح يتردد على مكتب عدنان الشيخ عثمان في حمص، من ثم تتلمذ على يد الأستاذ محمد فاروق الحداد في معهد الثقافة الشعبية، بعد ذلك التحق بمعهد “صبحي شعيب للفنون التشكيلية” (2004) لصقل موهبة الرسم بما يفيد الخط العربي، فأتقن تقنيات الرسم على يد غسان نعنع، وتخرج عام 2006.
شارك في معارض ومسابقات فنية من بينها: معرض للفنانين في فرع الاتحاد النسائي في حمص (2005) وفي العام نفسه شارك بلوحة في بينالي الشارقة في الإمارات.
أقام معرضاً فردياً في عنوان “حروف وألوان” في كلية الهندسة المعمارية – جامعة البعث (2007)، تميز بطريقة التشكيل بين الخط العربي والرسم، وهو من أساليب الحداثة التي تعتمد على الألوان وعلى التوفيق بين الرسم والعبارة المكتوبة. في العام نفسه شارك في مسابقة الخط الدولية في اسطنبول التي أقامها مركز الأبحاث والثقافة التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وفي معارض تشكيلية للهواة في صالتي الشعب والمركز الثقافي -حمص.
حل في المرتبة الثالثة في مسابقة “عبد الحميد الكاتب” الدولية في الرقة، من خلال مساهمته بالخط الديواني الحلي، وقد اشترك في هذه المسابقة خطاطون محترفون محليون وعرب. قدم دراسة فكرية لمؤسسة الفكر العربي في بيروت ضمن مسابقة جائزة الإبداع العربي.
*****
(*) جريدة الجريدة