د. يسرى البيطار
(أديبة وشاعرة- لبنان)
هو الربيعُ أتى يا مَيُّ، وما أوْجَعَ الفَراغَ في الحقول!
هلُمّي لنمشي، تزرعين التِّلالَ بالزّهرِ فوق الخُطى. فما بها الأرجُلُ حينًا تخون؟
هلُمّي لنمشي، هناك أمسيةٌ للشِّعرِ في بيروت؛ مَن سيَصدَحُ في المكانِ ومَن سينادي: “أحبّائي”؟ أم هو الحبُّ لا شيء، سرعانَ ما يموت.
قد كنْتُ أحسَبُ أنّكِ امرأةٌ لا تَشيخُ، فمَن قالَ أنتِ امرأةٌ تموت!
يرِنُّ هاتفي، يا مَيُّ، يَسألون، مِنَ البقاعِ، والجنوبِ، وبيروت: ما بها الأميرةُ الأيّوبيّةُ العظيمةُ؟
ماذا يا مَيُّ أقول؟ لن أقولَ النّهرُ يومًا تغيَّر ! لن أقولَ لقد هُزِمَ الضّياءُ المنثورُ فوقَ السّهول!
بيتُكِ مركزٌ لبحوثِ السّلام؛ وجهُكِ يَحكي عن السّلامِ أكثر.
بيتُكِ المنتدى الأدبيّ؛ وُقوفُكِ عند المنبرِ القصيدة، مثلما تقِفينَ الآنَ في باب السَّماء. قِفي يا مَيُّ قِفي ! فكَم أَخبرْتُ أصدقاء، أنّ لِي في الشَّمالِ صديقةً دارُها حُبٌّ لا يَغيب، أنّها امرأةٌ تُواجهُ القدَرَ بالأمنيات، وتَهزمُ اللّيلَ بأغنية.
أطَلَّ الفجرُ يُكَذِّبُني يا مَيّ. ما أبشعَ القدَرَ حينَ يكونُ عدوَّ الكبار ! وبعضُ العشقِ يُعْميكَ، حتّى تظنَّ الموتَ كِذبة.
*****
(*) ألقيتُ في وداع حبيبة الشِّعر وأميرة الكلمة الدكتورة مَي الأيّوبي، في بلدتِها “النخلة” قضاء الكورة، في 25-2-2017