نهاد الحايك
(شاعرة– لبنان)
“الفن هو فناء وذوبان في حدود الذات.
هو اللمعة الوهاجة لعطاء العقل.
هو بحر من الضباب تكتشف أسراره كلما أبحرت في خضمِّه أو غصت في أعماقه وتلمَّست شعابَه.
وأنا لا أزال أحبو محاولاً ولوج هذا البحر!”
هذا بعض ما كتبه الفنان وجيه نحلة في رسالة إليّ سلمها يداً بيد عندما زار مكاتب جريدة الهدى النيويوركية في عام 1991 وكنت آنذاك رئيسة تحريرها. وقبل نيويورك، كنت قد أجريت مقابلات إذاعية معه في لبنان وتحدثت في برامجي عن معارضه وفنه الذي تخطى حدود بلدنا إلى المنطقة العربية والعالم.
وها أنا أنجرف مع “موضة” الفايسبوك حيث ينشر الناس صورهم مع المشاهير حين يرحلون، بعدما كنت أرى فيها استغلالاً لهؤلاء من أجل الظهور. ولكن سأنظر إلى الأمر من منظار آخر. ففي الحديث عن الشخص واسترجاع كلماته وصوره وأعماله، إنما تكريم له. ومن المؤكد أن كل فنان أو كاتب يطمح في أن تعيش أعماله وذكراه بين الناس بعد رحيله. وهذا جوهر الفن وحلمه. وفي هذه الذكريات التي أنشرها صوراً عن الراحل وجيه نحلة، طريقتي في تكريمه وتقديم التحية له والدعاء بأن تخلد روحه في أحضان الله.