معرض جماعي في غاليري “مارك هاشم” في بيروت
نظمت غاليري “مارك هاشم” في بيروت معرضاً جماعياً ضمّ مجموعة من الأعمال لتشكيليين من التيارات الفنية المعاصرة من بينهم: شوقي شمعون، ألفرد بصبوص، هلين خال، شربل صمويل عون، غازي بكر، بسام كيريللوس، مارك غيراغوسيان، عايدا سلوم، مصطفى علي، وغيرهم…
يتميز شوقي شمعون في أنه في بحث دائم عن لغة جمالية في ممارسة فنه، إيماناً منه بأن لغة واحدة أو أسلوباً واحداً لا يمكنهما التعبير عن طموحاته الجمالية والفنية، وهو يرى في العودة إلى الطبيعة وإلى الجذور أساليب مهمة في ابتكار أعماله الجديدة. هذه الفلسفة طبعت تطوره كفنان، وساعدته على تحديد هوية إلهاماته، ووفرت له دعماً ثقافياً لتطلعاته الفنية.
ولد شوقي شمعون في منطقة البقاع اللبنانية عام 1942، حاز دبلوماً في معهد الفنون في الجامعة اللبنانية، ودبلوم دراسات عليا في جامعة نيويورك عام 1979. شارك في معارض جماعية منذ 1968 في متحف سرسق، ومنذ 1975 ينظم معارض فردية له في لبنان ونيويورك.
أما هلن الخال، فهي أميركية من أصل لبناني، ولدت في بنسلفانيا عام 1923، درست في الأكاديمية اللبنانية للفنون في بيروت ثم في نيويورك. أقامت معرضها الفردي الأول عام 1960 في بيروت. بعد ذلك عرضت أعمالها في واشطن وعمان. شاركت في معارض جماعية في الإسكندرية وساو باولو. عام 1963 أسست غاليري “وان” في لبنان، وراحت تكتب مقالات في نقد الفن في الصحف والدوريات اللبنانية. درّست الفن في الجامعة الأميركية في بيروت بين 1967 و1976، ولديها مؤلفات عدة من بينها الرسامات التشكيليات في لبنان (1987).
تنوع وتجديد
من أبرز الأعمال المشاركة في المعرض الجماعي في غاليري “مارك هاشم” منحوتات للفنان ألفرد بصبوص. ولد عام 1924 في راشانا، وتشرّب حب النحت على يد شقيقه الأكبر ميشال بصبوص أحد رواد النحت في لبنان. في البداية كان يساعده، ثم انتهج لنفسه اسلوباً خاصاً. عام 1960، سافر إلى فرنسا ودرس فن النحت على يد كبار النحاتين في معهد الفنون الجميلة في باريس. عرض أعماله الأولى في متحف رودان في باريس، وما لبث أن اكتسب شهرة واسعة بعدما عرض أعماله في المتاحف العالمية. توفي في 2006.
كذلك يضم المعرض أعمالاً لغابي معماري. ولد في بيروت عام 1962، دبلوماً في الهندسة الداخلية، وتابع دروساً في علم الآثار واللاهوت والمسرح. منذ 1986 يشارك في معارض جماعية وينظم معارض فردية في لبنان والعالم. مثّل لبنان في المهرجان العالمي للنحت على الثلج في كندا عام 1999. عام 2008، عرض مجموعة من لوحاته تحت عنوان “جنازة شهداء 14 آذار”، وفي 2012 عرض لوحاته في جامعة البلمند تحت عنوان “طرق الضوء”.
عائدة سلوم
في المعرض مجموعة لوحات للفنانة عائدة سلوم، ابتعدت عن الطبيعة الرومانسية وأجوائها الانطباعية، وتجاوزت حدود الأمكنة والواقع المباشر لتلامس تعبيرية خاصة. في لوحة “منكسر” ثمة تحوّل تقني على مستوى التأليف واللون، إذ تختفي هوية الجذع وتتلاشى تفاصيله الواقعية .
أما في لوحة “تصاعد الأفق”، فيتجه المسار أكثر فأكثر إلى الإيجاز، وإلى الصفاء. تنهمر الألوان المشبعة وتتراكم فوق اللوحة لخلق حساسية فنية جديدة: الفضاء اللوني المتحرك والصعود الأبيض لشفافية القماش، فيتحوّل الجذع إلى فكرة، إلى لون، إلى حركة، ويصبح رمزاً لتصاعد أفقي.
أستاذة في الجامعة اللبنانية منذ العام 1998، تتميز بأسلوبها الانطباعي المتنوع وألوانها القوية. أقامت عدداً من المعارض الفردية وشاركت في عشرات المعارض في لبنان والعالم العربي. تعتبر عائدة سلوم أن العمل الفني مجال مستمر للبحث والتجريب، لذا تتابع التفتيش عن صياغة خاصة بها.