فيلم ضخم يعيد الحياة سينمائيًا إلى “وردة الجزائرية”

تتقاسم بطولته ليلى العروسي وآمال ماهر

يستعد المخرج الجزائري أحمد راشدي لتصوير فيلم جديد يتناول فيه قصة حياة سيدة الطرب وردة الجزائرية وسيرتها الفنية. وعلمت “الشبكة” من مصادر مطلعة على هذا المشروع السينمائي الضخم، أنه يتم التفاوض مع نجمة الفرقة السمفونية الجزائرية، عازفة الكمان ليلى العروسي، لتجسيد دور “وردة في سن المراهقة”، فيما يجري التفاوض مع المطربة المصرية، كلثومية الصوت، آمال ماهر، لإكمال الدور، من مرحلة الشباب حتى النهاية.

يذكر أن ليلى العروسي من مواليد1990 في فرنسا، تحمل إجازة في الحقوق، درست الموسيقى في الكونسرفاتوار منذ سن الثامنة، واختارت الكمان كألة موسيقية للعزف في الفرقة السمفونية الجزائرية،  إلى جانب مشاركتها مع “فرقة الياسمين” في إقامة حفلات أندلسية.

وفي إتصال معها، قالت العروسي إن المخرج أحمد راشدي إتصل بها، وأخبرها عن مشروعه الضخم، الذي ستتولى إنتاجه شركة “الوتر”. وأضافت أن المخرج الكبير قال لها: “رأيت فيك وردة بعيون مخرج محترف، ولا أطلب منك التصنّع… بل أن تكوني عفوية”.

أحمد راشدي

وكما يعلم الجميع، فأن وردة كانت، إلى جانب نعمتها الصوتية، عازفة كمان وقيثار أيضا، الأمر الذي دفع راشدي إلى إختيار العروسي للقيام بهذا الدور، إستنادا إلى التشابه الكبير بينهما، شكلا ومضمونا.

وكشفت العروسي أن دورها سيكون تجسيد شخصية “وردة المراهقة”، التي ولدت في باريس من أب جزائري وأم لبنانية وأصبحت لها فقرة خاصة في نادي والدها الليلي، قدّمت فيه أغنيات لكوكب الشرق وعبد الحليم، كانت قاعدة لانطلاقتها العالمية.

وختمت العروسي، ألتي ما زات مترددة في قبول العرض: “فهمت من المخرج أنني سأجسد دور وردة الشابة التي عشقت الفن واعتزلته بسبب زواجها الأول من أحد جنرالات الجزائر آنذاك، وإنجايها ولدين…. ومن ثم عودتها إلى الغناء بطلب من الرئيس الراحل هواري بومدين.. حيث غنّت في عيد الثورة سنة 1972، وبعدها انفصلت عن زوجها وشقت طريقها إلى القاهرة … وهنا ينتهي دوري، لتكمل الدور الفنانة المصرية أمل ماهر”

ليلى العروسي

يذكر أن أحمد راشدي مخرج مخضرم، وله أفلام رائعة كفيلم “مصطفى بن بولعيد”، الشهيد الذي فجر ثورة التحرير الجزائرية، ويعتبر أحد عمالقة العصر الذهبي في السينما الجزائرية في فترة ما بعد الاستقلال، ولم يكتف بوضع اسمه على أفلامه، بل حفر شخصيته عليها، ولم يقدم شيئا إلا وهو يعبر عن رسالته التي طالما نطقت بها أعماله، وهي تحرير الوطن والإنسان من أيّ احتلال، ما أهّله ليكون محلا لتكريم مهرجان القاهرة السينمائي الأخير، وأن يترأس لجنة التحكيم بمهرجان دبي السينمائي أيضا..

وُلد راشدي عام 1938 بمدينة تبسة في الجزائر، ففتح عينيه على مستعمرة فرنسية أخذ يتألم من جراء اغتصاب أراضيها من قبل المستعمر، وعندما بلغ السادسة عشرة من عمره شارك بحركة التحرير الشعبية عام 1954 التي فجرت واحدة من أقوى الثورات التحريرية في العالم، معلنة استقلال الجزائر عن السيطرة الفرنسية عام 1962.

قد لا تكون الفرصة واتته بشكل كاف في أن يحمل السلاح للمشاركة في حرب التحرير، إلا أنه منذ اللحظة الأولى التي تفجرت فيها موهبته، وهو مناضل من نوع خاص.. إذ يحمل أدواته وأسلحته الإخراجية لحماية تلك الثورة، ورفع أسماء أعلامها.

أمال ماهر

دراسة راشدي للأدب الفرنسي والتاريخ والسينما جعلته -هي الأخرى- لا يجد سبيلا سوى التعبير عن ذاته التي طالما وجدها في نضال بلاده في وجه الاحتلال، التي ظهرت في كل خطواته، بداية من مشاركته في الفيلم الجماعي “مسيرة شعب” عام 1963، ثم الفيلم التسجيلي “فجر المعذبين” 1965، وذلك بعدما أصبح مسؤولا في قسم السينما الشعبية بالمركز القومي للسينما الجزائرية، ثم مسؤولا في مؤسسة تجارة وصناعة السينما.

لاحقا قدم فيلمه الأهم: “الأفيون والعصا” 1969 الذي شارك فيه مجموعة من الممثلين الفرنسيين بجانب جزائريين، كما شارك في تأليف فيلمه “طاحونة السيد فابر”، 1973 وشارك فيه عدد من الممثلين المصريين، أبرزهم عبد المنعم مدبولي وعزت العلايلي، ثم فيلم “علي في بلاد السراب” 1979، ليعاني بعده صعوبات التمويل التي واجهت السينما الجزائرية في منتصف الثمانينيات. بعدها توقف فترة عن تقديم أفلامه، ثم عاد من جديد بعد غياب 14 عاما بفيلم “مصطفى بولعيد” عام 2009.

اترك رد