حكايات المساء

السيد الزرقاني

(كاتب وصحافي- القاهرة)

1-
في كل مساء
ينتظر الوقت
يرتب أفكاره المشوشة
منذ المساء الماضي
كان يطارده الليل بأفكار عشق
وعبق
حين انزوي في ركن الفراش المعربد
بالحنين
ينادي عبر هاتفه
لحظات الندي
المبلل بالنشوة العابرة
علي قلب أضناه البعاد
والسهاد
كانت الاجابات تأتي
من بين همسات النجوم
العالقة
كان ينصت إليها في شغف
عميق
يداري نبضات قلبه
في وهن السكون
كان يرغب
كان يحتاج
كان هائما في درب
الغرام
طائره يبحث في مكنون الليل
عن عشقه الأبدي
والحب الأبدي
والرفيق الأبدي
هنا كانت ليلته الماضية
يرسم أشرعة الوقت
تناطح سحابات
الغيوم
ويبحث عن
حلم يدوم
في زمن لا يعرف قاطنه
أين المصير
متراكمات تلك
الهموم


-2-

في اللوحة الخلفية كان يمسك
بيديه اليمني الامل
واليسري
كان يطارد أشباح الشجن
الغريق
كان منفعلا مع نبضات القلب
وسرعة الصوت
والحنين
كان يرسم في اعلي اللوحة
قمرا
ونجوما
وبعض من رحيق الربيع
كان يرسم سماء العمر
بركانا
مخضب بالينابيع
هذا نهر
هذا شجر
وتلك حقول الاماني
خضراء بلون
الصقيع
كان ينتظر كل مساء
كي ينهل من
ينبوع الورد
عمرا جديد
وحلما في كتاب العشق
بدي منذ زمن بعيد
كان يمني النفس
بلحظة مسروقة
من عبق العمر
وطائر الحظ
العنيد


-3-

في المساء
كان صوتها ياتيه
هامسا
ساحرا
كله حنين
كانت تبني قصورا من الشوق
اليقين
كان حبها سرمديا
في الليل
في النهار
كنهر عابر بالفيض
والنماء
كان الطوفان
معربد بين الضلوع
دم دافق
بلا انتهاء
كانت تتمني الموت
طول الوقت
حتي ياتيها المساء
كي تسبح في بحره
عشقا
بلا انتهاء

One comment

  1. يقول السيد الزرقاني:

    شكرا للجميع

اترك رد