شركات ماركات… ماركة نصب وماركة نهب وماركة هات

عبداللطيف فاحوري

(كاتب ومؤرخ- لبنان)

علاقة بيروت مع الشركات الأجنبية التي كانت تدير قطاعات الماء والكهرباء والتراموي وغيرها، كانت دائماً بين كرّ وفرّ.ففي سنة 1909 م انتهت مدة إمتياز شركة الماء وفي السنة المذكورة تمت قسمة البلدية الى دائرتين شرقية وغربية ، وعين بطرس داغر رئيساً للدائرة الشرقية ومنيح رمضان رئيساً للدائرة الغربية . فتقدم بطرس داغر بدعوى لفسخ امتياز شركة الماء بحجة أن تمديد المدة مخالف للقانون.وثارت الضجة حول الشركات الأجنبية فتألفت لجنة لفحص مقاولات الشركات برئاسة مفتي بيروت الشيخ مصطفى نجا . وقاد المحامي جميل الحسامي في حينه حملة شعواء ضد الإمتيازات واستبداد الشركات على أنواعها ومنها شركات الماء والتبغ والمرفأ والسكة وشركة طريق الشام.

إلا أن أقوى رد فعل على إستبداد الشركات حصل سنة 1931 م ضد شركة الجر والتنوير – فقد كانت الشركة ترفع تعرفتها تبعاً لانخفاض سعر الفرنك الفرنسي ولكنها لا تخفضها إذا طرأ تحسن على هذا السعر . فقرر الأهالي مقاطعة هذه الشركات والإستعانة بالقناديل والشموع . وشارك الفن في المعركة وأهدى يحيي اللبابيدي أنشودة الى المقاطعين بعنوان : أما شركات ماركات ماركات ماركات : ماركة ( نصب ) وماركة ( نهب ) وماركة ( هات ) قال فيها :

-1-

أول ماركة – ماركة النور

حقها أغلى – من ست بدور

نهبت الأرض – وكنا نايمين

وفيها وبلاها – اليوم عايشين

والدنا ماشية – والفلك بدور

-2-

وتاني ماركة – شوبهمها

نشف ريقنا – ينشف دمها

حاجي الطفران – منو إنسان

الميّ بأرضو – وميت عطشان

وصابر لكن – قلبو مفزور

– 3 –

وآخر ماركة – هالترمويات

ضربة سخنه – فوق الضربات

صفينا عالارض – يا رب تعين

ما سبقلها – ست ملايين

ومين راضي عنها – إلا الماجور ؟

– 4-

وما فهمنا كيف – على أي أسس

هالشركة سدت – طريق الناس

والجندرمه – عالصّفين

سكر مدوب – يخزي العين

كملوا النقلات – بها الزعرور

-5-

شبان بيروت – أكرم شبان

ما بترضى الذل – ولا بتنهان

شوف الشريف – تسلم ايديه

بضوي شمعه – بزيادي عليه

وما بينطر رحمة – شركة النور

– 6 –

مين يرضى الذل – إلا الجبان

قليل النخوه – عديم الوجدان

خلّي ( المحروس ) – يفتل سنتين

ما بنركب فيه – إلا بقرشين

مين يجبرنا ؟ – ما في شي بالزور

اترك رد