مصرع أيديولوجيا اليسار على أرض العرب

الطلياني واللاز وجهان لعملة واحدة

(الفصل الرابع)

أبو يونس الطيب

(كاتب وأديب- الجزائر)

بناء الزمن الروائي في الروايتين(زمن القصة وزمن السرد)

لقد أراد اليساري شكري المبخوت من خلال روايته الطلياني القفز زمنيا على الواقع وتبني الثورة التونسية ” الربيع التونسي” كإنجاز مضمر ومتخفي داخل التسلسل السردي  نتج بفعل نضال “عبد الناصر” الطالب اليساري في إطار الحركة اليسارية المتعددة الأوجه خلال النصف الأخير من القرن الماضي  في هذه الرواية وهو الشيء نفسه الذي طمح إليه وطار من خلال إبراز زيدان كمنظر لثورة التحرير الجزائرية وما الاختلاف الحاصل في جزيئات التناول الأسلوبي في الروايتين إلا نتيجة التفاوت  الزمني فنص وطار ينتمي إلى المرحلة التقليدية الذي اقتدى فيها بالغرب فبرزت الواقعية الاشتراكية المتأثرة  بعصر الثورات التحررية المسلحة في بلدان كثيرة من العالم ومنها فيتنام والجزائر .

وكان يمكن القول أن الظروف التاريخية وتأثير وعي الذات القومية العربية عاملان تحكما في مضمون السرد لدى الطاهر وطار باعتباره عايش الفكر الثوري التحرري واستمد جرأته من قوة المد الشيوعي باعتبار أن الشيوعية كانت في أوج قوتها ما بين 1950 و1970 فها هو الدكتور يوسف عز الدين الذي حاول في كتابه الاشتراكية والقومية وآثارها في الأدب الحديث المحرر في نيسان ط 1968 دعوة الشباب العربي لتبني الاشتراكية كمنهج وفكر حيث يقول في مقدمة كتابه “أنني عنيت بالاشتراكية أكثر من عنايتي بالقومية لأنها موضوع بكر بالنسبة للفكر العربي المعاصر “فالاشتراكية تاريخيا كانت القطب الثاني في العالم ولكنها انهزمت كفكر وثقافة في صراعها  مع القطب الرأسمالي بعد عدة عقود من الحرب الباردة ليحل محلها الفكر الإسلامي بعمقه التراثي وهو أمر جعل اليساريين ينضوون تحت لواء الفرانكفونية في محاولة منهم للانبعاث من جديد هذا التغير الجذري على كل المستويات زمني القصة والسرد في رواية الطلياني ظهرت ملامحه بوضوح باعتبار أن للسرد أطر للقصة من موقع الأيديولوجية المهزومة رغم ذلك نلمس أيضا بوضوح التنظير نفسه بوسائله البدائية  مستمرا في كل مراحل القصة كمنهج استراتيجي ملزم مع أن المرحلة مرحلة التجديد .

وهكذا فإن زمن القصة وهو زمن المادة الحكائية في شكلها ما قبل الخطابي في رواية “اللاز ” تحكي وقائع فترة محددة 1954-1962  وإن كانت البداية من سنة 1965 وبتقنية الارتداد الزمني يعود وطار بشخصياته إلى مرحلة الثورة بحيثياتها فيصنع لها عالما يساريا وصل الارتداد الزمني فيها إلى أحداث 5 مايو 1945 وانتخابات 1947 وقد خصّ الطاهر وطار هذين التاريخين بالذكر كأرقام دون غيرها من التأريخات الأخرى التي اكتفى بالإشارة إليها كأحداث فقط وهو بذلك يبغي تبسيط ما حدث فيهما وإحاطته بالشكوك للقول أن محاكمة زيدان وتصفيته إنما كانت كعمل انتقامي جماعي حاقد نتيجة الخلافات السياسية وهو ما جسدته هذه الفقرة “قالها بتأثر وصور انتخابات 1947 تتراءى له “() هذا من جهة ومن جهة أخرى لتبييض مواقف الحزب الشيوعي المخزية بعد مجزرة 1945 حين واصل دعمه لسياسة الإدماج متهما الحركة الوطنية بالوقوف وراء مظاهرات 8 مايو 1945(). وأما زمن السرد الذي يفصله عن زمن القصة عقد من الزمن باعتبار أن الرواية صدرت سنة  1974  فإن تأثيره واضح على عملية السرد وذلك لأن السارد كان يتمتع بحرية فكرية في ظل جزائر  تمارس الفكر الاشتراكي وتفرض فكره اقتصاديا وسياسيا وثقافيا فمزج بين حاضره وزمن القصة بيد أن زمن القصة في رواية الطلياني تبدأ في نهاية جوان أو بداية جويلية 1990 تاريخ وفاة الحاج محمود والد الطلياني () وبنفس تقنية الارتداد الزمني تبرز المعالم الزمنية بكل مناحي القصة مرتبطة بأحداث تاريخية واقعية حديثة أهمها عودة بورقيبة  1955 ثم الانقلاب على نظامه في نوفمبر 1987 فكان التتابع الزمني واضحا لا غموض فيه وتجلت التأريخات كأرقام أغلبها مرتبط بنضالات اليسار التونسي أو بأحداث سياسية حاول المبخوت كيساري إبراز دور اليسار فيها أو تبنيها بالكلية جزافا.وخاصة النشاطات الطلابية وما سمي بأحداث الخبز 1984 كإشارة استباقية واضحة إلى تبني ما سمي بالربيع التونسي ويبقى السؤال رغم ذلك مطروحا فيما يخص الأرقام التاريخية الكثيرة التي تخللت النص فهل كانت لغرض إعطاء مصداقية للنص على ضوء هذه الأحداث التاريخية..؟مستغلا ما  كانت”لديه من معلومات كثيرة، ومعرفة بالصراع الطلابي في تونس جيدا وربما كان جزءا منه لأنه تقريبا في عمر “عبد الناصر”() كعملية تمويهية لإخفاء الأيديولوجية المتسلطة أم هي من باب رؤية نقدية خاصة للمبخوت في ( أن الزمن هو الشخصية الرئيسة في الرواية المعاصرة ) ()..؟ فحاول انطلاقا من هذا المفهوم حشو النص بأرقام تاريخية بداع ومن دونه.مما أدى بالنص بالانزياح بعيدا عن الخيال فكل شخوص الرواية وأحداثها طغت عليها الرتابة .

* * *

الشخوص ،المصطلحات والمشاهد الجنسية

من منطلق تفسير تاريخ البشرية بالصراع بين البرجوازية و البروليتاريا (الرأسماليين والفقراء) حسب الأطروحة الشيوعية ، ذلك “الصراع الطبقي المرير الذي سيستمر حتى يرجع الناس إلى الشيوعية الأولى”حسب زعم الشيوعيين ()  تلتقي شخوص الروايتين (الطلياني/اللاز) في الكثير من الخصائص والصفات وفي تعاملها مع ما يحيط بها في تصديها للظلم والمعاناة التي ترزح تحتها بفعل المجتمع كأفراد برجوازيين ومن السلطة القائمة ،لا فرق في ذلك بين الاستعمار والأنظمة العربية (الاستعمار الفرنسي /حكم بورقيبة ) حتى تلك التي تحكم باسم الاشتراكية باعتبار أن الحكم قائم بحد القوة والسلاح وتميزها الدائم والمستمر بالثورة على واقعها فزيدان لم ينضو تحت لواء جيش التحرير لمحاربة فرنسا كمستعمر ثقافي ديني وعرقي وإنما لأنه نظام إقطاعي أي أن الصراع لا يعدو أن يكون صراعا مصلحيا حسب المفهوم الوارد بنص الرواية : .”الثورة ليست سوى التمرد على الأسياد على كل شيء على هؤلاء الأسياد كما يقول أخوه زيدان لم يفهموا ولا يريدون أن يفهموا إلا أمرا واحدا ، هو مصلحتهم ”

لقد عمد الكاتبان مبدأ الإنتاج المادي كأساس لحياة البشر وتاريخهم في تصورهما للمجتمع (التونسي/والجزائري) في الروايتين فبدا منحطا فاسدا منتكس الفطرة ومنحلا تتوارى فيه القيم الإنسانية بمفهومها العقدي انغمس فيه الرجل والمرأة في الرذيلة والإباحية على حد سواء فبدت الروابط بين أفراد المجتمع منعدمة حتى وإن ظهرت فهي إما فاترة و حذرة  أو مصلحية متوترة كما في رواية  “الطلياني” أو مبنية على علاقات شاذة منحرفة أو أيديولوجية جبرية قسرية أساسها الخوف من التصفيات الجسدية  كما في رواية “اللاز ” تصب كلها في الاتجاه الأيديولوجي الأوحد.

لقد بدت صورة المرأة في رواية الطلياني “نجلاء للاّ جنينة  ـ مريم ” ، مهزومة تقليدية وعاهرة و وصولية() حتى الأم ” الحاجة زينب “لم تسلم من التدنيس ورغم ذلك كان للمرأة دور تأثيري هام على مجرى الرواية في صراعها المرير مع الرجل (الصراع الطبقي) فزينة تريد التحرر من كل القيود حتى زواجها من عبد الناصر أرادته أن يكون مسألة خاصة لا دخل فيها للمجتمع وترى أن الرابط الوحيد فيه هو الحب وقد انتهت العشرة بانتهائه وما ذلك إلا تجسيدا لنظرية إنجلز” القائلة :”إن العلاقات بين الجنسين ستصبح مسألة خاصة لا تعني إلا الأشخاص المعنيين والمجتمع لن يتدخل فيها “ وكان للمرأة أيضا دور فسيولوجي شبقي أنثوي كـ “للاجنية .نجلاء ومريم”أو قوادة كالحلاقة ” وأخريات اللواتي كن يمثلن عاهرات الثورة البروليتارية في حين أن المرأة في رواية “اللاز” لم تكن حاضرة إلا بجسدها الشبقي فلم تؤثر البتة في الأحداث إلا من حيث هي كنتائج لفعل الرجل عليها فكانت بحق عاهرة الثورة البروليتارية ويمكن أن يكون وطار قد قزم دورها لظروف الحرب وما تستدعيه من قوة فسيولوجية  ويجعل منها مجرد أيقونة ضمن نزوات  الرجل المستبد الطاغي وفقا للأخلاق الشيوعية غير القارة في خضوعها لمصالح نضال البروليتاريا الطبقي .أما الرجل عند المبخوت فاقتسم دور البطولة بالتساوي مع المرأة فظهر الرجل العصري مضطرب السلوك بلا ثوابت منحرف ينتابه الشك في كل ما يحيط به حتى السياسيين وذوي الثقافات العالية كانوا في أغلبيتهم انتهازيين وشواذ “عبد الناصر عبد الحميد ومدير الجامعة الأساتذة ” وأما الرجل التقليدي فمحصور في معتنقي الصوفية بكل انحرافاتها بين جاهل  الحاج محمود (والد زينة) ودرويش (علالة) أو مختل سلوك (بوك علي) و ظلامية ورجعية  بين سذج وجهلة لا يميزون بين البعرة والدرة ” الفصيل الإسلامي”

 

من منطلق شيوع الملكية فشيوع الجنس وعلى خطى  الطاهر وطار” في بواكير أعماله الذي “انغمس في أجواء الرذيلة وامتهان مختلف القيم الإنسانية السامية في روايته ” عرس بغل” حيث ارتقي درجات الوصف كلها ليشّرح بالتفصيل أحط أنواع الممارسات التي قد تحدث بين شخصين، أكثر من ذلك يتفنن في تصوير المواقف المخلة بالحياء ليطعمها ببعض مشاهد العنف “ وإن كان في رواية ” اللّاز” ابتعد قليلا عن أسلوب الإثارة فإنه ارتكز في تناول أحداث روايته على وقائع جنسية مخلة بالحياء من لواط وفحشاء وزنا المحارم وسعى لشرعنتها من خلال إضفاء أدوار بطولية على مرتكبها ك”بعطوش” الذي نال من خالته “حيزية ” ثم قتلها ليكفر عن سيئاته بعد ذلك بتنفيذه لعملية عسكرية ناجحة أو “اللاز” ذلك اللقيط الذي يمارس اللواط مع قائد الثكنة ويبرر فعلته بانضوائه تحت لواء جيش التحرير و”حمو” الذي يمارس الجنس مع ثلاث أخوات ” خوخة –الدايخة–مباركة ” مجتمعات ثم عندما تحبل إحداهن تقتل جنينها وترسله له ليحرقه في فرن الحمام الذي يعمل به وقد عمد الكاتب إلى  التبسيط في تناول هذه الأفعال مجسدا نظرية “كأس الماء” التي تقول بأن تلبية الغرائز الجنسية والحاجة إلى الحب لن تعدو في المجتمع الشيوعي أن تكون أكثر من أمر بسيط تافه كاجتراع كأس من الماء وربما الخوض سردا في تفاصيل العلاقات الجنسية أبسط بكثير من شربة الماء تلك .

على نفس الخطى يبث شكري المبخوت في رواية الطلياني مشاهد شذوذ ولواط وزنا المحارم ويصنع من أكثرها متعة لنصه حتى  يُخيل للقارئ وهو يقرأ رواية الطلياني أو اللاز  أنه أمام فيلم إباحي مقيت مخرجه يدعو للمثلية تدور أحداثه داخل مجتمع غربي فاسد بهيمي الرغبات فاعتماد الوصف بدقةٍ تفاصيلَ علاقاتٍ حميميةٍ بات أمرا يلجا إليه كل روائي بدعوى أن هذه المشاهد الجنسية هي عنصر مهم وضروري من عناصر الإثارة خدمة للحبكة الفنية في الأعمال الروائية ولكني كالكثير من القراء شعرت أن إفراد فصول  وفقرات كاملة  لمشاهد جنسية تكررت فكانت بطريقة عرض بشاشة كبيرة “من شأنها تُفقد الإنسان كل قيمه الاجتماعية ليتحول إلى مجرد آلة تشتغل بأوامر الغريزة، هذا التناول المهين و المفجع لقيمة الإنسان يجعلنا نطرح تساؤلا بريئا عن الهدف الذي يتوخاه الكاتب من كل ذلك الوصف مع أن السياق العام للرواية” يشير للنضال اليساري الثوري ضد طغيان البورجوازية بوجهيها الاستعماري والديكتاتوري فهي مجرد نزوات لم تكن لضرورة يقتضيها المبنى الحكائي للنص فلا هي مسرودة بذلك المقدار الكافي ولا بالكيفية التي كان يجب أن تعالج بها المواقف الجنسية فبدا الحشو ظاهرا فكانت وسيلة للمتعة واللذة الجنسية على حساب بنية سردية  مهترئة حيث كثرت الألفاظ المقززة في وصفها لعمليات الشذوذ الجنسي (سكاكين اللحم والمصمصة الأخيرة قبل غلق المصنع )()  و هذه الحالة  تعرض إليه الكاتب الناقد الأستاذ الدكتور حبي مونسي حيث قال أن “آفة السرد الكبرى أن تُحشا الفقرات بالمشاهد كما يُحشا الوساد بالصوف”. ويقصد بذلك المشاهد الجنسية ()فحتى الأم الحاجة زينب بشخصيتها الفضة  القاسية والتي كان يفترض أن تبعد عن المشاهد الجنسية والتوليف الغرائزي المثير لمدعى إنساني أخلاقي بعيدا عن المعتقد الديني يحفظ للأمومة كرامتها كمرجع إنساني ويصونها كقيمة من كل دنس وجدناها تمارس الجنس ككل بطلات الرواية على سبيل التلميح تارة وتارة أخرى توضع موضع  شك وريبة في الكثير من المواقف وهي تهمهم بالقول عن ابنها ” ولد الحرام لا ينتظر منه غير العيب “() أو في سؤال إحداهن (من أين أتيت به ؟ ) أو البحث عن أوجه الشبه بين عبد الناصر والطلياني من خلال تعدد وتكرار التساؤل  في سياق ملؤه الريبة يقينا هي إشارة واضحة لسقوطها في وحل الخيانة وهي القناعة التي تأتي  نتيجة  التفاعل بين تخبل المروي له والنص. ويبقى التساؤل عن نسب عبد الناصر مطروحا فهل كان فرنسيا أم يهوديا ،إيطاليا أم مالطيا() رغم أن الراوي فصل في الأمر حين كناه بالطلياني .

إن إجماع الروائيين الطاهر وطار وشكري المبخوت على تجسيد صورة سلبية للمرأة العربية في كل الأحوال سواء المثقفة “زينة ” في رواية الطلياني  أو غير المثقفة “زينة ” في رواية اللاز فرغم أن زينة الطلياني كانت مثقفة عالية الذكاء ومتحررة حد التفسخ أي أنها متشبعة بالفكر الشيوعي إلا أنها كانت سلبية انتهازية عاهرة وبذلك تساوت الشخصيتان من حيث القيمة فالعنصر النسوي الذي بدا في النصين سلبيا حتى في التحرك المكثف لزينة “الطلياني” يجعل الأمر يبدو غريبا لأن الكاتبين كمنتميين لليسار الذي طالما تغنى بدفاعه عن حقوق المرأة قد عمدا لتشويه صورة المرأة العربية  وفي المقابل وكظاهرة لا يمكن تفسيرها عمدا إلى إبراز صورة المرأة الأوروبية كشخصية مثالية ، مثالية في ثقافتها وفي تصرفاتها وسلوكها مع الشخوص الأخرى بالرواية وفي علاقتها مع الطرف الآخر “الذكر”ففي رواية اللاز تظهر “سوزان . ” زوجة زيدان الفرنسية وإن لم يكن لها دور بطولي فعال في النص  ولكنه كان متميزا تمثل في ترقية زيدان والوقوف إلى جانبه حتى اكتملت شخصيته ورغم أنها غابت إلا أنها كانت بالنسبة للراوي المرأة المثالية في رقتها ونقائها إذ لم يورطها في أي فعل جنسي بل نجده يصفها على لسان زيدان وكأنها ملاك “ذات يوم قادتني من يدي إلى دار البلدية لنسجل عقد زواجنا وفي كل ليلة قبل أن ننام تقبلني وتهمس في أذني ستدخل الجامعة الشعبية  ” وليلة احتفالنا بتخرجي من الجامعة الشعبية همست سوزان في أذني : سنرحل إلى موسكو للدخول في مدرسة القيادة الوطنية “أما في رواية الطلياني فظهرت انجليكا أخت زوجة صلاح الدين في أبهى صورة ممكنة للمرأة  في عصرها .. فهل هو من باب إعجاب أصحاب هذه الأيديولوجية بالمرأة الأوروبية في تحررها وقدرتها على التأثير فيمن حولها أم هي نظرية المغلوب المولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه و نحلته و سائر أحواله و عوائده كما بين ابن خلدون في مقدمته, أم أنه مجرد تناص فكري وروائي فقط.؟

* * *

مظاهر الاستهتار والاستهزاء من المعتقد الديني  في الروايتين اللاز والطلياني كالتزام شيوعي

نحن هنا لسنا بصدد إجراء نقد عقائدي مرتبط بايدولوجيا ذات بعد ديني نعتمد عليها في أحكامنا على النص لتوضيح مخالفاته لعقيدة دينية محددة  فهذا أمر له أهله ولكن هذه الدراسة التي بين أيدينا هي التي اقتضت الخوض في هذا الجانب مثله مثل الجوانب الأخرى التي خضنا فيها وهذا لعدة أسباب أولا لتوضيح مدى تشابه كتابات اليساريين العرب وثانيا للتأكيد على مدى تعلقهم والتزامهم بالفكر الماركسي وثالثا حتى نتطرق إلى عامل الدين كأحد أسباب نفور الشعب العربي المسلم من اليساريين وعدم الانخراط في سياساتهم والتطلع إلى كتاباتهم الأدبية فالشيوعية كتنظير علماني مادي لا يؤمن بالدين كأحد مقومات الشعوب ولا ينكره فقط و إنما يقوم بمحاربته على المستويين السياسي والفكري  ويبرر لينين هجوم الشيوعية على الأديان بقوله: “إن حجر الزاوية في رأي كارل ماركس و إنجلز في الدين هو قولهما المأثور: (إن الدين أفيون الشعب). وتتجسد هذه المقولة فعليا في الكثير من مراحل الحكي عند وطار في “اللاز” في فلم يكتفي بإقصاء العامل الديني من أي دور كأحد العوامل التي فجرت الثورة التحريرية بل وجدناه يسخر من كل ما يتصل بالدين الإسلامي مبرزا الجوانب البدعية التي حاربها الشيخ عبد الحميد بن باديس  عارضا إياها على أساس أنها جزء راسخ ويقيني من الدين الإسلامي وهنا نستعرض هذا الحوار الذي دار بين شخصيات الرواية :

“ماذا كنت تشتغل قبل أن تتجند

أبيع الريح وأقبض الصحيح

معلم قران إذا  …طالب

هأهأ أتعرفون أن الطالب والكلب لا يتعاشران

ويبتسم زيدان ( الشيوعي)ويضيف كجواب

بسبب العظام هأهأ.. لا أحد منهما يطمع في الآخر هأهأ

ثم يقوم بخلط عمدي بين الفلسفة والدين وفي حديثه عن مصر فيقول على لسان زيدان (الشيوعي)””هاهي مصر تزيده تعفنا أم الدنيا ، جدتها تحاول مرة أخرى أن تبعث بموسى ويوسف واريوس وأفلوطين

والموقف الأكثر غرابة هو هذه الفقرة التي صيغت على لسان زيدان “إنني مقتنع إنني لا أستطيع الكف عن الحنين إلى هذا الشيء المحرم (يعني التدخين الذي منع أثناء الثورة التحريرية ) إلى أين يقول “لقد كان النبي محمد مثالا في حياته إلا في المرأة … لم يقهر إنسانيته في هذه القضية فعاشها حتى الأعماق ..قبل الجميع تبريراته بدون نقاش كانوا يفهمونه “ ()  نجد أنه هنا يشبه الحاجة إلى التدخين بالحاجة إلى المرأة في الظاهر ولكنه يثير قضية التعدد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم لينفذ منها إلى الاستهزاء بالدين وهو أمر سبقه إليه اليهود والنصارى. أما في رواية الطلياني فقد كان المبخوت أكثر تحفظا من وطار فهو وإن لم يهاجم الدين الإسلامي مهاجمة صريحة فإنه أقال الدين من أي دور داخل المجتمع التونسي حين صنع من خصوم عبد الناصر الإسلاميين مجرد جهلة كما سبق وأن أشرنا إلى ذلك وحاول هو الآخر إبراز ما لصق بالدين من بدع على أنه الدين الإسلامي مبرزا الطريقة الصوفية لـ “سي الشاذلي”  كإسلام وسطي وراح يبين ميزاته حيث قال الراوي “كان من الطبيعي أن يصبح سي الشاذلي أمام الخمس في المسجد  ’’ أنفق سي الشاذلي مالا كثيرا ثم إن تقواه لا يرقى إليها الشك   فسي الشاذلي فنان أيضا فنان صوفي يحفظ الأناشيد على الطريقة الشاذلية والقادرية وله تطويرات في الإنشاد الديني و.و.و منتقدا على لسان زينة التي تمثل وجهة نظر قرامشي  الكثير من الجوانب العقدية في الإسلام كالتعدد في الزواج  و إلصاق العنف بالإسلام ليصوغه في صورة الإسلام بكل طوائفه   “خصوصا أن الظرف السياسي العام وتنامي عنف الإسلاميين”

ولكن ما يستشف كفكر لدى “زينة /عبد الناصر” من خلال سلوكهما وتعاملها مع المحيط هو عدم الاعتراف بالدين داخل مجتمعهما فهم يرونه عائقا لكل تحرر وتقدم وهو أمر التزم الراوي بالتكتم عنه ولكنه في نفس الوقت لم يجهر بالإلحاد الذي هو أساس الفكر اليساري بينما في رواية اللاز نلاحظ أن الراوي بين إلحاد زيدان كشخصية شيوعية وجدت ضمن حركة التطور الديالكتيكي والواضح أن سبب هذا التباين والاختلاف في التعرض للفكر الإلحادي في الروايتين بهذا الشكل كان بسبب تغير الظروف السياسية والثقافية بين زمني السرد والقصة في الروايتين فما جعل المبخوت يلتزم بالقليل من التحفظ هو انتشار الوعي الثقافي ثم الديني لدى عامة الشعب العربي وإدراكه لحقيقة تعاليم الإسلام من جهة وتقهقر الشيوعية وانحصار فكرها من جهة أخرى  وهو سلوك برره لينين في عام 1905 وهو يجيب عن تساؤله بالقول : لماذا لا نعلن في برامجنا أننا مُلحِدون؟ إننا نفعل ذلك لكيلا نزوِّد خصومنا بسلاحٍ يهاجموننا به، فعدد المؤمنين بالله لا يزال يفوق عدد الملحدين.ثم نجده في عام 1927 يقول: إننا نقوم بالدعوة ضد الدين الآن لأننا أقوى من أن ينال خصومنا منَّا عن طريق التشهير بإلحادنا، ولقد كنَّا نحرص في الماضي على عدم إعلان إلحادنا لأننا لم نكن أقوياء،” وقياسا عليه فهو اعتراف ضمني من الراوي “شكري المبخوت ” على تقهقر الفكر الشيوعي ويعكس عند وطار القوة التي تمتعت بها الشيوعية فترة تطبيق الاشتراكية بالجزائر 1968/1978 علما أن زمن السرد في اللاز كان سنة 1974 تاريخ نشر الرواية .

تمجيد التراث الغربي في روايتي الطلياني واللاز حد الحشو

إذا كانت استجابة القارئ يقينية فإنها بلا شك  تتفاوت ملامحها بحسب الوعاء الثقافي للتلقي ولكن قد يبلغ المبدع حدا من الترميز في توظيفه لنصوص أخرى داخل نصه إما دلاليا أو تقاطعا ما يجعله مصدر إثراء لعملية التلقي فيفتحها على فضاءات ثقافية وأدبية أخرى فتكون المتعة واللذة وتزداد نسبة المقروئية ولكن ينعكس ذلك كله إذا وظف هذا التوظيف إما للتباهي بطول النفس الروائي أمام المتلقي و باتساع الاطلاع وإما للتوظيف فقط كعملية حشو ابتغاء الكم .وبعيدا عن المصطلحات والنظريات الأيديولوجية ذات التوجه الشيوعي التي احتلت حيزا واسعا في روايتي”اللاز / الطلياني” كما أوضحنا فإن الروائيين  وربما للأسباب التي ذكرناها مجتمعة  تعمدا إدغام نصوص أخرى داخل النص بشكل ملفت وربما كان هذا الأسلوب أكثر حضورا برواية اللاز  حيث كان الحضور باهتا ومعقولا لرواية ” لمن تقرع الأجراس” لهمنغواي وقويا منفرا يدعو إلى التساؤل لرواية ” تيربز دي كيرو ” لفرانسوا مورياك . فاحتلت حيزا واسعا في الرواية ورغم أن وطار حاول تبرير حضور شخصية تيريز من خلال ذلك النقاش الذي دار بين زيدان بطل رواية اللاز وأصدقائه الشيوعيين الذين تساءلوا عن علاقة ” تيريز”  بالراهن في أوضاعهم و أوضاع الجزائر ولم يجدوا جوابا مقنعا وهكذا لم يفلح وطار  في هذا التوظيف فظهرت كمجرد محاولة فاشلة لإخراج بطل روايته  من الموقف الانهزامي اليائس إلى فضاء التمرد والثورة ضد الواقع  مقلدا الشخصية  ” تيريز ” تلك المرأة العلمانية  الخائنة الغادرة التي لجأت بخساسة إلى محاولة قتل زوجها ، بعد أن عشقت رجلا آخر وبذلك ظهر النص دخيلا لا علاقة له بمرجعية النص الأساسي  فبدا كهذيان وهستيريا ما قبل الإعدام وهو ما يطرح عدة تساؤلات من بينها هل كان التوظيف مجرد نزوة تنم عن عشق وطار لهذه الرواية  كنقطة تلاقي مع الجنرال ديغول، الذي كان يكنُّ حباً خاصاً لرواية «تيريز دي كيرو”هذا الحب الذي كان سببا في شهرتها بين جمهور القراء الفرنسيين أم أنه كان إعجابا منه بتراث الغرب كتعبير عن رفض التراث العربي الإسلامي الذي لا يخلو من المواقف البطولية التي كان يمكن استحضارها في الكثير من المواقف  أم هو انبهار  بالروائي فرانسوا مورياك الصديق الحميم للجنرال ديغول .. فعلا إنها مفارقات عجيبة لا يمكن تفسيرها إلا من وجهة أيديولوجية تحتقر كل ما هو عربي إسلامي .

أما في رواية الطلياني فقد وردت أسماء كثيرة لأعلام غربيين منهم ديدرو و المركيز دي ساد وستاندال و بلزاك .دوستويفسكي.تشيوخوف وشكسبير ،مارلو بونتي ،ستارتر وروسو وبإسهاب حاول التعمق في فكر الباحث الاجتماعي الفرنسي  بيار بورديوحيث تم التعرض لعرض أطروحاته وأفكاره ولكن على غرار وطار فإن التوظيف هنا كان جيدا وفر ترابطا بين الأحداث والأفكار.

الخاتمة

على حد تعبير الدكتور منذر عياشي دائما فإن الايدولوجيا تقبل أن تكون أداة لكلما وردمن أفكار ولكن في حال الهيمنة والتسلط المطلق فإنها  تغلق النصوص وتمنع التعدد وتشجب الغياب وترتاب من الغموض وتغلق من المجاز وتعتقل القارئ لتجعله بوساطة السلطة يكرر الشعار الواحد والرؤية الواحدة   وللقارئ العربي بعد هكذا فعل أن يثور ويرفض ترديد الشعارات الجوفاء لسلطوية النص في ظل ثورات عربية فاجأت الحركات السياسية في العالم العربي وخاصة ما سمي بالربيع التونسي الذي انطلق خارج أسوار الجامعات بعيدا عن كل التنظيرات الثورية التي زكاها شكري المبخوت استباقا وما حالة التظاهر من خلال رواية الطلياني في هذا الوقت بالذات إلا نوع من أنواع القفز فوق منابر ما سمي بالثورة بغية الاستحواذ عليها وتبنيها وما محاولة نقد الماركسية فيها على لسان زينة إلا تماثل مع أفكار غرامشي الذي حاول أن يخرج المثقف من دائرة التحزب ويبعده خارج البروباغندا الحزبية لكن يبدو أن دور المثقف اليساري لم ينفذ أبدا خارج المنظومة وهو ما بدا واضحا في روايتي الطلياني واللاز لأنه حسب المفكر عزمي بشارة فإن ما قام به غرامشي  كان محاولة للتوفيق بين واقع الحركة الشيوعية وفكرها من خلال التوفيق بين الماركسية التقليدية وواقع المجتمعات الأوروبية فهو لم يكتشف دورا للمثقف داخل المنظومة الشيوعية بل كل ما قام به هو شرعنة دوره داخلها لأن الشيوعية لا يُعترف في فكرها للمثقفين بدور خاص  ويظل اجتهاد اليساريين لتفتيق طاقتهم الأيديولوجية  ضرب من الخيال.فالكاتب منهم لا يكتفي بإظهار موقفه الإيديولوجي من قضايا ومشكلات فكرية خلقية اجتماعية معاصرة أو تاريخية وتلمس اللاوعي لدي القراء لإقناعهم ضمن الوظيفة التبليغية بل نجده كمتكلم يرى أن أيديولوجيته الخاصة عقيدة تعبر عن الوفاء والتضحية والتسامي ويرى في أيديولوجيات الخصوم أقنعة تتستر وراءها نوايا خفية لاواعية يحجبها أصحابها حتى على أنفسهم لأنها حقيرة لئيمة وإن أيديولوجية المتكلم تنير الطريق فتهدي الخلق إلى دنيا الحق والعذل بينما تعمي أيديولوجية الخصم الناس عن سبيل الحقيقة والسعادة فرغم أن الطاهر وطار عايش نتائج الثورة “الحرب التحريرية “التي خاضها خصومه السياسيون وأدرك بشكل واقعي ملموس أن أيديولوجية زيدان ما كانت لتصل إلى النتائج نفسها لو لم يسلك أيديولوجية الخصوم إلا أنه ظل مصرا على اعتقاده ولم يكلف نفسه حتى مجرد انتقاد زيدان داخل النص بل وجدناه يطرحه كبديل واستمر يحتقر على أيديولوجية الخصم على لسان بطله الشيوعي زيدان الذي قال “وضع الشيوعيين في هذا الهيكل العظمي المسمى العالم العربي الإسلامي ” فهو يشبه العالم العربي الإسلامي بالهيكل العظمي لما لهذه الصفة من دلالات تنفتح في أكثرها سيميائيا على الفناء والموت وكمادة جامدة في كل الفنون فهو قمة الخواء والاضمحلال الجسدي للكائن الحي فالاستعمال هنا جاء ليعبر عن احتقار ويمكن أن يعذر كاتب اللاز لأن الشيوعية العالمية لم تكن قد أعلنت تقهقرها بعدُ زمن سرد النص ولكن المبخوت لا يمكن أن يُصنف إلا كشيوعي متحجر يباشر ديكتاتورية البروليتاريا  حين تتجلى في نصه تلك(الأنا المنتقمة )بصورة أوضح من وطار .

ومن هكذا منطلق نجد قارئ الطلياني الباحث باعتباره مرويا له عن اللذة في النص التي عرفها رولان بارت على أنها ذلك النص الذي يُرضي فيملأ فيهبُ الغبطة سيجد نفسه وهو المُخاطب  مجرورا إلى إتباع هذا النمط من السلوك المعارض في تعامله مع المتن الحكائي وما هو في الحقيقة  إلا نتاج الفعـل التأثيـري ( un acte pperlocutoire)  الذي يكتسح نفسيته في إطار العملية التواصلية فيظهر لديه نوع من التمرد  على سلوكه القراءاتي كردة فعل “اكتساب حركات جديدة” كشكل من أشكال الرفض، وقد يتعدى ذلك إلى البحث عن شخصية الراوي داخل النص ولا استثني نفسي من دائرة التأثير هذه هنا وأنا أحلل أو أؤول غير أن “لكل فعل تواصلي (acte de communication)   نتائج معينة” قد تكون معاكسة تماما لمقاصد الراوي لأن النص وقراءته شيئان منفصلان وما حالة التعارض الكبرى إلا وجه من أوجه الفشل في تأدية الوظيفة التبليغية العامة لدى الفئة المعارضة باستثناء طبعا عصبية الراوي الأيديولوجية التي تراه قد نجح في تأدية مهمته الحزبية، هذا المنحى العقائدي المكثف بجلاء في روايتي “اللاز الطلياني “فغلبت اللهجة الماركسية على المبنى الحكائي أو الحبكة وغطت بذلك على البؤرة النصية بشكل كامل معتبرة ما دونها معارضة طبقية لا جدوى منها على حد قول رولان بارت بل حتى مواطن الطبقة الأقل أو البروليتاريا أو جذوع البطاطا كما نعتها الراوي من منطلق أيديولوجيته التي ترى ما حولها بدونية لم تسلم من التهميش والاحتقار  وهذا الفعـل الإنــــجـازيun acte illocutoire)  (أو الفعل الخاص والمحدد (L’acte spécifique)  الذي يقصد المتكلم إلى تحقيقيه كما عرفه “أوستين”جعلها تطفو آو تعبر فوق النص لأن التفاضل في لذة النص لا يقوم على أساس أيديولوجي إنما هو الوحدة الأخلاقية التي يلح المجتمع على وجودها في كل إنتاج إنساني أي ذلك الذي ينحدر من الثقافة فلا يحدث القطيعة معها ولاشك أن لا أحد يعارضني في أن ثقافة الشعب التونسي لا تمت بصلة إلى الشيوعية في الكثير من ممارساتها وما يدور في فلكها لأن تنظيرها الثوري الذي دام طويلا لم يقدم لمعتنقيه أدنى نتيجة . ومن ثمة فإن هذه القطيعة داخل المتن الحكائي يقينا ستنعكس سلبا على نفسية المسرود له فتجعله في  قراءته للأحداث التاريخية المسرودة التي تم حشوها لإضفاء  صفة الواقعية على النص ستولد لدى المروي له رغبة في دخول الصراع بغية الرد دفاعا عن نفسه وسيتوجه بالضرورة بحثا عن الراوي مباشرة داخل المتن الحكائي وخارج انسجام الخطاب أو تماسكه الداخلي في تحليل لا شعوري قد يرقى في بعده الأدبي إلى التحليل السيكولوجي للمبدع “الراوي Narrateurلارتباط سيكولوجيته وحالته الاجتماعية في عملية بلورة الإبداع السردية والحكائيةNarrativité  لديه لما للعاطفة من دور أساسي في إنتاج الأدب أو تلقيه .وإذا كان جيل النقاد والأكاديميين الذين عاصروا الطاهر وطار قد مجدوا رواية اللاز لأن الفكر الشيوعي كان هو المسيطر آنذاك ولنا في ما ورد بكتابات بعض النقاد مثل الدراسة النقدية بعنوان  الطاهر وطار تجربة الكتابة الواقعية الرواية نموذجا للكاتب واسيني الأعرج سنة 1988 خير دليل ، فإن شكري المبخوت لن يلقى نفس العناية التمجيدية لأن  زمن الشيوعية قد ولى من غير رجعة .

المراجع:

 

  • الطاهر وطار رواية اللاز ص 218
  • الطاهر وطار رواية اللاز ص 182
  • شكرى المبخوت رواية الطلياني ص 8
  • أحمد إبراهيم الشريف يكتب:”الطليانى” لـ”شكرى المبخوت”رواية منزوعة” الخيال”جريدة اليوم السابع, السبت، 16 مايو 2015 – 01:04 م
  • حسن بحراوي : بنية الشكل الروائي ، المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء ، بيروت ، ط 1 ، 1990ص112
  • ثامن عشر: الرد على مزاعم الشيوعية  ومرجعه المذاهب الفكرية المعاصرة غالب عواجي  1212/2
  • الطاهر وطار رواية اللاز ص 41
  • كتاب ” المرأة والاشتراكية ” ( ص 51 من الترجمة العربية )
  • رواية الطلياني شكري المبخوت ص
  • رواية الطلياني شكري المبخوت ص 67
  • مقالة بعنوان الفضيلة في الرواية الجزائرية بقلم يوسف بن يزة منشورة بمدونة الدكتور حبيب مونسي
  • الطاهر وطار : رواية اللاز ، ص146
  • الطاهر وطار : رواية اللاز ، ص23/24
  • مقالة بعنوان الفضيلة في الرواية الجزائرية بقلم يوسف بن يزة منشورة بمدونة الدكتور حبيب مونسي
  • رواية الطلياني شكري المبخوت ص23
  • مدونة روضة الأديب  الأستاذ الدكتور حبيب مونسي مقالة بعنوان المشهد الجنسي في الرواية العربية  الجزائر نيوز 22  جانفي 2010
  • رواية الطلياني شكري المبخوت ص8
  • رواية الطلياني شكري المبخوت ص23
  • رواية الطلياني شكري المبخوت ص24
  • الطاهر وطار رواية اللاز ص165
  • الطاهر وطار رواية اللاز ص156
  • الطاهر وطار رواية اللاز ص168
  • الطاهر وطار رواية اللاز ص 135
  • شكري المبخوت رواية الطلياني ص326
  • شكري المبخوت رواية الطلياني ص328
  • شكري المبخوت رواية الطلياني ص 175
  • شكري المبخوت رواية الطلياني ص 73
  • شكري المبخوت رواية الطلياني ص 68
  • حوار مع الدكتور منذر عياشي  مقدمة لكتاب رولان بارت  لذه النص  ص13
  • دراسة  عن المثقف والثورة  عزمي بشارة ” مجلة تبين العدد 4 ” مايو 2014 صفحة  06و05
  • عبد الله الغروي مفهوم الإيديولوجيا المركز الثقافي العربي الطبعة 5/1993 ص 10
  • الطاهر وطار رواية اللاز ص 161
  • رولان بارت لذة النص ترجمة الدكتور منذر عياش الطبعة الأولى 1000/12/1992 ص39
  • 60 – J. Austin Quand dire c’est faire ,P: 109.
  • رولان بارت لذة النص ترجمة الدكتور منذر عياش ص 58
  • رواية الطلياني شكري المبخوت ص 62
  • رولان بارت لذة النص ترجمة الدكتور منذر  عياش  ص62

 

 

اترك رد