نداءات الباعة تلهم الفنانين

الإمام الأوزاعي وبائع البصل عند مسجد بيروت

عبد اللطيف فاخوري

(محام ومؤرخ- لبنان)

خرج الإمام الأوزاعي يوماً من المسجد العمري في بيروت ( أي المسجد الذي بني عقب الفتح الإسلامي لبيروت وعرف بجامع البحر ثم جامع الدباغة وحالياً جامع أبي بكر الصديق ) وهناك دكان فيه رجل يبيع عسلاً أو ناطفاً ، وإلى جانبه رجل يبيع البصل وهو ينادي : يا بصل أحلى من العسل أو قال يا بصل أحلى من الناطف . فقال الأوزاعي : سبحان الله سبحــــــــان الله ( مرتين ) أيظن هذا أن شيئاً من الكذب يباح ؟ فكأن هذا ما يرى بالكذب بأساً .

ونداءات الباعة فن من فنون الأدب الشعبي لم تحظ بما تستحقه من إهتمام الباحثين ، وقد حظيت بعناية المستشرقين . فسجل أدوارد لين وإنوّ ليتمان نداءات باعة القاهرة وسجل الياس المقدسي بترغيب من لاندبرغ نداءات باعة دمشق . وقد دفعني ما جمعته من نداءات باعة بيروت وما أدركته وسمعته شخصياً ، الى دراسة تلك النداءات ومعانيها وألحانها وعلاقتها بالتاريخ والجغرافية وعقلية العامة وأخلاقها وما في بعضها من ملامح مناطقية وطبقية وأخرى ذات طابع وطني .

بناء لقاعدة الرزق عند تزاحم الأقدام ، كانت نداءات الباعة تتردد في الأسواق القديمة ولا سيما في ساحة البرج وسوق الفشخة ( شارع ويغان حالياً ) وسوق النورية وسوق البازركان وغيرها . وعندما إستلم إبراهيم فخري بك رئاسة مجلس بلدية بيروت وجه إهتمامه الى تنظيم ساحة البرج التي كانت تغصّ بأكواخ الباعة والحرفيين من حلاقين وسكافين وطباخين وباعة كروش وبقربهم براميل وزناييل وسلال وقفف وشوادر يصار فيها الى طبخ اللحم ونفخ صدور الدجاج والحبش فضلاً عن نصب حبال الصباغين ونشر كراسي المقاهي . وقد عمت الشكوى في سوق الفشخة من ضيق الشارع وما يقوم به الباعة من فرش السحاحير والسلال والكراسي أمام محلاتهم إضافة الى صاحب الحانوت وأولاده وحماره وخاروفه ، ومرور قوافل ” حمير الحجارة ” وسائقيها يحذرون المارة ” ظهرك ، بالك ، جنبك …

وكانت للسوق قواعد . يقول باعة الفاكهة والخضار : من الصبح للظهر البيع بربح ، ومن الظهر للعصر البيع بالرأسمال ، ومن بعد العصر البيع بخسارة . فقيل : يا فاتح دكانتك العصر شو بدك تبيع وشو بدك تشتري . وقد وجدت في بيروت جماعة عرفت بإسم ” معلمي الخضرة ” كانوا يسلفون المزارع نقوداً مقابل إحضار الخضار إليهم وهم يبيعونها للدكاكين بالأسعار التي يريدونها . وقد حوّل معلمو الخضرة المحلة الكائنة الى الشرق من سوق سرسق الى سوق للخضار عرف ” بالنورية ” لقربه من مزار سيدة النورية ، بعد أن كانت البلدية قد رتبت الطرق وزينتها فاتخذها باعة الخضار والفاكهة ساحة لهم فكان المار يقطع ثمانين ذراعاً في أربعين دقيقة . وذكر أنّ المكارية كانوا ينقلون المشمش والخوخ وغيرهما من الفاكهة في الصناديق التي كان التجار يجلبون بها البترول من أميركا وروسيا دون أن ينظفوها ، فتركت في الفاكهة طعماً كريهاً .

رسم يمثل الإمام الأوزاعي

من نداءات الباعة ما له علاقة بالجغرافية فيقال : سحارة عنب داريا وبحمدوني يا عنب ومغدوشي يا عنب وحموي يا مشمش . يا مال الشام يا عوجي يافاوي (شموطي ) يا ليمون . تفاح ميروبا . سلموني يا بصل. ومنها ما له علاقة بميزة للصنف كقولهم : أبو ريحه يا خوج وأبو نقطة يا موز. مثل طيب هون يا عنب ، والعال هون يا عنب. وثمة نداءات موزونة على وزن مستفعلن مفعولان كقولهم : من يشتري باتنجان ، طيب مقلي الباتنجان ، طيب مشوي الباتنجان ، طبّخ روحو الباتنجان . ونادى بعضهم باتنجان كالهيون ، وأبو الفقير يا باتنجان ، أيام الباتنجان ما بتنام جوعانه إلا كل كسلانة ( لتعدد الطبخات التي يصنع منها الباذنجان ) . وقد شارك باعة الخضار أيام الإنتداب الفرنسي بالمقاومة السلبية فلجأوا أثناء مرور العسكر الفرنسي السود ( السنغال ) الى النداء على الباذنجان : أسود يا رّيان ، وعلى البصل : أبو صنّه صار لو رنّه .

ويرخص ثمن الفاكهة والخضار في آخر موسمها فينادي الباعة : تعا ودّع تعا ودّع هيه اكله والوداع . في حين انها تباع عند اقبالها بأغلى ثمن لعزتّها وقلتها حينئذ وشهوة الطباع واشتياق النفوس لجديد الأشياء ، حتى قيل ان أحد باعة الخيار كان يأتيه الزبون ويسأله عن الثمن وعندما يعرف ثمنه المرتفع يقول للبائع جاي . وهكذا كل زبون يسأل ثم يذهب ولا يعود . وعندما أتى وقت العصر تعلق البائع بأحدهم وقال له : من الصباح وكل واحد يقول لي جاي ولم يأت ؟ فقال الزبون : الخيار جاي ما رايح . يعني انه غالي الثمن لأنه أول نزوله ثم يرخص عندما يكثر . يذكر أن الخضار ولا سيما البندورة والخس والفجل والبقدونس كانت ترد الى سوق المدينة من مزرعة رأس بيروت. وفي سنة 1910 م ونتيجة لتفشي التيفوئيد بالمحلة المذكورة نتيجة عدم وجود صرف صحي ، فقد نودي بالمدينة بمنع بيع الخسّ والخضار النيئة وأكلها علماً بأن الخسّاسة كانوا يأتون بالخسّ الى بركة السوق ( البازركان ) لغسله من الأوساخ .

واعتاد بعض الباعة ترغيب الزبائن باستعارة أوصاف لسلعهم من أصناف اخرى ، كقولهم قلب الفستق يا لوز ، قرنك عسل يا خروب . قلب اللوز يا ترمس ( قيل هيدا ضحك على الأولاد ) صابيع البوبو يا خيار ، هدايا للأحباب يا عناب ، بزرك بن يا زعرور ، بقلاوة يا موز ، كلاوي يا فول . مسمار الركب يا فول . ونودى على الحمص الأخضر : أم قليبانة خضرا ومليانة بتسلي الزعلانة ، وعلى المسلوق منه : بليله بلبلوكي . سبع جواري خدموكي . قولي لامك وأبوكي يشتروا لك بليله . ومن الباعة من كان يذكر منافع الصنف فيقول عن الشمندر : للسعلة دوا . للشهقة جوا . بيروّق الدم . وقد يختلف الزبون مع البائع ، فبائع التفاح مثلاً يسعى جهده لتطفيف الكيل فإذا طمع الزبون بواحدة زيادة عما يستحق قياساً على ” زوجة العربية ” نهره البائع بقوله : التفاح واقف علينا بمصاري.وعنما ينضج الجميز في ليلة البدر من قمر شهر آب يسمع بائعه ينادي : تمّر الجميز تمّر ، يتبعه بائع التين : تين الجبل ، دبلان دبل ، بقراتي يا تين . ومن نداءات بعض الباعة قولهم : البياع بالحارة ولا عازتك يا جارة ، أو لا تزعلي يا جارة البياع بعدو بالحارة. وأحمر وحلو يا بطيخ وعالسكين يا بطيخ . وقد سمعت بائع عنب يرفع بيده العنقود من الصحارة وينظفه بالمقص من الحبات اليابسة وقبل أن يرصفه على الرف يقول : حا نشنقو مين بيتشفع فيه ؟

وكان باعة الحليب يفترشون الأرض في سوق الفشخة ( ويغان ) ينادون ” من بزّ البقرة ” بينما كانوا يأتون بالحليب من ضواحي بيروت ، فإذا وصلوا الى نهر بيروت وضعوا ما في نحي ( ضرف ) في نحيين ( لأن شريك الماء لا يخسر ) ثم دخلوا البلدة وباعوه . ولما تكرر غشهم حثت الغيرة بعض الأهالي الى الإتيان بقطيع من البقر ليأخذ الزبون حاجته من الحليب ساعة يشاء صافياً وتم وضع القطيع في إسطبل خاصة الخواجات أصفر على طريق الشام ( خان الأصفر بساحة الدباس). وكانت كمية كبيرة من الحليب تأتي من مزرعة رأس بيروت حتى قيل بأن أحد الباعة هناك كان يبيع منه أنواعاً منوعة : فما كان نصفه ماء بثمن وما كان ثلثه ماء بثمن و ماكان ربعه ماء بسعر ثالث . وشاع صيت المدعو الشيخ بحر الذي كان يبيع الحليب المغلي في القدور ويمزجه بالماء حتى لا يبقى فيه من شبه الحليب سوى اللون . وفيه قال الشاعر عمر الأنسي :

للشيخ بحر كرامات قد اشتهرت

في الناس أشبه من نار على علم

قدورهُ من حليب بات يملأها

غرفاً من البحر أو رشفاً من الديّم

والى جانب بائع الحليب وجد باعة السحلب الذي رفعت سنة 1882م عريضة الى البلدية تشكو مما كان يسمع من باعته وجاء في الشكوى : إذا مرت بالسحلبي ذوات العرض أطلق لسانه وقال : كل هول بعشرين يا بيضا كل هول بقمري ( عملة نحاسية على رسم هلال ) يا حلوه . والى جانب البائعين كان ثالث ينادي ” جبن بلدي ” أو الجبنة الضرفية ( توضع في جلد ماعز ) فيكثر فيه الشعر .

ويأتي بعد المذكورين بائع البوظة . يمر بين الغلمان فيمد اليهم عنقه ويصرخ مموجاً صوته في الهواء : نصف اوقية بعشرين يا غندور ، نصف اوقية بقمري ، حوّل صوبي. وكان باعة البوظة ينشرون أوايلهم في الطريق مثل تنكة البوظة وعلبتها وتنكة الأقداح والملاعق والمنشار والمضرب والمقشاط . وكثرت سنة 1882م عن بيع البوظة حالات إسهال ما دعا رئيس البلدية محيي الدين حماده الى منع بيعها ومنع النداء عليها . وشاع سنة 1906 م ان اكثر باعة البوظة يمزجون فيها ماء بزر الكتان حتى إذا رآها المشتري وصاحبها يشد بها فيسحبها على أصابعه حبلاً من عند العلبة الى ما فوق رأسه ، تحركت فيه شهوة الطعام وسال لعابه فيسارع الى أكلها ولا يدري ما بعد غسل الصحن في إناء موضوع بجانب البائع معد لغسل مئات الصحون التي أكل بها الأجرب والسليم والمعلول .

بيروت أيام زمان

وفيما كان القصاب يحمل الخروف المذبوح على ظهره ونقط الدم تسيل منه ، ويسير بين الناس صارخاً : ظهرك بالك جنبك . كان بائع المقادم ينادي ” كل عشرة بقرش فراطة ” وكان ينتف الشعر جيداً فقيل ان أفضل مقادم ما كان أصلع أمرد لا شارب له ولا لحية . ومما يلفت النظر ما ذكر سنة 1881 م من ان بعض باعة المقانق يأخذون من لحم الخيل ويحشون به المقانق وان بعض القصابين قصد جثة خيول مطروحة على شاطىء البحر وأخذ من لحمها ( فلا عجب ان حصل شبه ذلك في بعض الدول الأوروبية حديثاً ؟!) .

كانت المطاعم الثابتة منتشرة في أنحاء بيروت ولكن تلك المتنقلة كانت تملأ باحات السراي الحكومي ( السراي الصغير في ساحة البرج ) ففي سنة 1910 م وبينما كان المدعي والمدعى عليه بتقاضيان في قاعة المحكمة ، كانت تسمع أصوات الباعة : كعك سخن ، شعيبيات ، القليطة بمتليك . وتكرر المشهد سنة 1914 م فعندما يكون القاضي على كرسي القضاء تختلط مرافعات المحامين بأصوات الباعة ينادون : سوس يا سوس ، قضامة ناعمة ، بوزيا بوز ، كعك سخن ، كلها بهارات ، طيبين سخنين ناهيين ، قرّب عالسخن قرّب ، تمرية سخنة. وعلى ذكر التمرية يذكر ان فؤاد باشا الذي حضر الى بيروت لاستيعاب حوادث سنة 1860 م الطائفية في الجبل ، اصدر سنة 1861م تنبيهاً بمنع عمل وبيع التمرية التي تصنع من عجين وزيت أو سيرج وكان يطاف بها على الصدور طيلة النهار تحت أشعة الشمس وما ينشأ عن ذلك من أمراَض .

وقبل تأسيس عرداتي وداعوق لمعمل الثلج في رأس بيروت وإنتاج شركة غاز بيروت العثمانية للثلج ، كان الثلج يجلب من إهراءات ( مستودعات ) خاصة به كانت تحفر في الجبل . ودفعاً لأضراره وحفاظاً على الصحة العمومية منعت البلدية سنة 1882 م جلب ثلج الجبل . فنفذ باعته الأمر ليومين ثم نبذوه وراء ظهورهم وعادوا الى نداءاتهم في الأزقة والأسواق : منوّع ملوّن ، فاقبل عليه الصغار وراجت سوق النزلة الصدرية والسعال . وكان بائع الواح ثلج المعمل ينادي ” ارحموا من رأسماله يذوب ” .

قد أدركتُ منذ ستين عاماً يوم كنت تلميذاً في مدرسة عثمان ذي النورين المقاصدية بائعاً كان يقف بعربته تجاه الباب الجنوبي للمدرسة وعليها لوح من الثلج وبيده قالب معدني طرفه كأسنان المنشار يمرره على لوح الثلج ثم يخرج مضمون القالب ويصب عليه سائلاً ملوناً وينادي ” فريسكو ” وكان يقف الى جانبه بائع التفاح المغموس بالسكر ، وبائع المعلل بيعلك الذي ينادي : حلّي سنونك ( أسنانك ) . وقد أخبرني أحد المخضرمين ان بائع المعلل كان قديماً يمط المعلل بين يديه كي يتطاول فإذا امتلأت يديه بالدبق بصق عليها ثم تابع عمله ؟؟ ونادى : بيعلك ( بالمد ) .

وفي ساحة السمك حيث كانت المياه تغمر الطريق نودي : طازه يا سمك أكال الطازه ما بيتاذى . وعندما قرب منه زبون وأخذ سمكة وأدناها من أنفه ، نظر اليه البائع العجوز الجالس على كرسي قش وبيده نارجيله ، شزراً وقال : أهذا سمك يشمّ ؟ الا ترى تورد خديه ؟ الا تنظر ، هل اصبت بالعمى .وبالإضافة الى باعة الخضار والفواكه والأطعمة المطبوخة كانت السوق تعج بالحرفيين وصغار التجار فمن قائل : معانا صحون ، معانا كبايات ، معانا فناجين قهوة . الى آخر ينادي : مجلخ مجلخ ، مقصات مجلخ ، سكاكين مجلخ. الى ثالث يقول : مصلح بوابير الكاز سنكري . الى رابع ينادي مبيّض مبيّض ( وهذه الحرف الثلاث الأخيرة انقرضت او تكاد ) وخامس يقول شروال عتيق للبيع ، كبران عتيق للبيع . وخامس ينادي شارياً: حديد للبيع ، نحاس للبيه ، رصاص للبيع، حديد بقضامه . الى مصلح الأحذية (لستيكو) ومعزّل الجور الصحية . وبائع الخام والعنبركيس وأغنيته : تفته هندي . تفته هندي . شاش حرير يا بنات . افتحي لي يا صبية . أنا بائع للستات .

في محاولة لتنظيم العمل أمر رئيس البلدية محمد عبد الله بيهم سنة 1894 م الاولاد ممن لا عمل له بأن يحضر الى محل عبد الرحمن نعماني فيعطى لكل منهم واجهة يحملها في عنقه عليها بضائع مختلفة صوفية وقطنية وكتانية وغيرها وذلك من مال رئيس البلدية الخاص ، فيطوفون بها في الأسواق .

واوحت نداءات الباعة بكثير من الأغاني والأناشيد لكبار الفنانين وعلى رأسهم سيد درويش وعمر الزعني ويحيي اللبابيدي ، فأذن الفنان تدرك ما لا يدركه الإنسان العادي . سمع عمر الزعني سمع بائع التوت ينادي يا توت الشام يا شامي ، والشفا على الله يا شافي ، فنظم اغنية بالعنوان المذكور. كما أخذ من بائع العوجى اغنيته يا مال الشام يا عوجي من اصلك عوجي يا عوجي ، وكذلك اغنيته عمرك قصير يا مشمش ، ومثلها اغنيته بزرك بني يا زعرور. وسمع يحيي اللبابيدي فقيراً ينادي : يا دايم الدوم . كل مين الو يوم . فأخذ يترنم بما سمع فنظم ولحن : يا ريتني طير لطير حواليك . وسمع بائع التفاح ينادي : هلق إجا وهلق راح بياع التفاح فنظم : هلق أجا وهلق راح بياع التفاح. هل كان بحارتنا واشترت منو جارتنا. هلق كان بالجيه واشتهرت منو ناجيه. هلق كان بجزين واشترى منه سي أمين. هلق كان بالروشة واشترت منه عيوشة .

ومن الطرائف ان بائعاً معوق اللسان كان يبيع علب الكبريت والمحارم وينادي شحيطه بمتاليك (بمتليك)، وثلاث متاليك محمّة ( محرمة ) وكان يقف في محلة باب ادريس أسفل مكتب المحاميين صلاح اللبابيدي وعمر فاخوري للمحاماة . وكان اللبابيدي يكتب مرافعة في دعوى جنائية والبائع ينادي : شحيطه متاليك ، شحيطة متاليك ، فما كان من اللبابيدي الا ان كتب في المرافعة: شحيطة متاليك . وذهب في اليوم الثاني الى محكمة الجنايات وبدأ مرافعته يا حضرة الرئيس يا حضرات المستشارين ان هذا المتهم الواقف امامكم بريء مما نسب اليه … شحيطة متاليك ؟ وهنا استدرك معتذراَ ثم تابع مرافعته ، وعندما عاد الى مكتبه استدعى الشرطي الخاص بالمحلة ونقده إكرامية طالباً منه عدم السماح للبائع المذكور بالوقوف والمناداة تحت مكتبه.

روى ابن سعيد في ” الغصون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة ” قال خرج النحوي الأديب ابو الحسن هذيل بن عبد الرحمن الإشبيلي يوماً من المسجد الذي كان ُيقرىء فيه فوجد سائلا وهو يرعد بالبرد ويصيح : الجوع والبرد يا مسلمين ؟ ( محسنين ) فأخذ بيده وحمله الى موضع فيه الشمس وقال : صِح بالجوع فقد رفع الله عنك البرد.

اترك رد