تحقيق: ريما يوسف
(الوكالة الوطنية للإعلام)
الإبداع موهبة سماوية تولد مع الانسان وينميها بقدرة تصميمية، فلا شيء يمكن إبداعه من لا شيء، وقد قيل إن ما تحصل عليه من دون جهد أو ثمن ليس له قيمة.
الخطاط المبدع محمد رعد انعم الله عليه بموهبة الخط، ومنذ 20 سنة احترف عددا من انواع الخطوط العربية ونماها عبر مطالعة الكتب والمراجع والقيام بالابحاث، الا انه عشق الخط الديواني أو الخط السلطاني، لذلك ارتأى ان يكتب القرآن الكريم بهذا الخط، ويعتبر الاول في العالم الذي يقوم بهذا العمل الذي استغرق 6 سنوات.
سمي بالخط الديواني أو السلطاني نسبة إلى ديوان السلطان العثماني، حيث كان يستعمل هذا الخط في كتابة المراسلات السلطانية. ولهذا الخط جماليته التي يستمدها من حروفه المستديرة والمتداخلة، إلا أن ذلك قد يكون على حساب سهولة القراءة، حتى أنه ليصعب أحيانا التمييز بين الألف واللام إن كانا في بداية الكلمة. كما قد يلجأ الخطاط إلى ربط الحروف المنفصلة مثل الراء والواو والألف والدال بالحروف التي تأتي بعدها. وقد تفرع الخط الديواني إلى نوعين من الخط الديواني العادي، وهو خال من الزخرفة، والديواني الجلي، وتكثر فيه العلامات الزخرفية لملء الفراغات بين الحروف، وهو يستعمل في الزخارف.
يعتبر الخط الديواني أحد أهم أنواع الخطوط العربية التي تدخل ضمن حياتنا المعاصرة، حيث يمتاز باللين والطواعية بعيدا عن التكلف، قابلا للانسياب، باسطا مداته على مساحة اللوحة ليشكل صورة رائعة من الجمال. وسمي بالديواني نسبة إلى دواوين الحكومة التي كانت يكتب فيها.
غير أن الخطاط المتمرس جيدا يكتب هذا النوع بقلم واحد، فيدوره حسب متطلبات الحروف ذات النهايات الرفيعة، وكذلك في رسم الألف النازل واللام والكاف وكأس الحاء ومشتقاته والميم وغيرها ذات النهايات الرفيعة.
وأوضح الخطاط رعد في حديث الى “الوكالة الوطنية للاعلام” ان الخط الديواني هو الاحب الى قلبه، وقال: “أجريت بحثا حوله، فلم اجد ان المصحف الشريف قد كتب به. من هنا جاءتني الفكرة فصممت على كتابته على الرغم من معرفتي بالصعاب التي من الممكن ان أمر بها”.
اضاف: “انه المصحف الشريف الأول والوحيد في العالم الذي كتب بالخط الديواني، وهو تحفة فنية متكاملة ونتاج لعمل فني متواصل لمدة ست سنوات، ما يعادل عشرين ألف ساعة عمل. والمصحف مخطوط على كرتون بريستول (180غرام) بالحبر الأسود الايطالي، معتق يدويا بحبر الغواش الإيطالي ايضا، وكل صفحة تختلف ألوان تعتيقها عن الثانية بحيث انه لا يوجد أي صفحة تشبه الصفحة الاخرى. قياس المصحف مفتوحا 102 سم و72 سم ومغلقا 72سم و51 سم ويزن حوالي 60 كلغ. الغلاف الخارجي مصنوع من النحاس الأصفر ومنحوت يدويا على الوجهين والكعب، أما بالنسبة للقاعدة التي تحمل المصحف الشريف فهي مصنوعة من خشب (الفراكيه) ومنحوتة يدويا أيضا بحيث أنها قطعة واحدة سهلة الفتح والإغلاق دون اي فواصل معدنية.
واشار الى ان المصحف مخطوط بالرسم العثماني وهو مطابق لعدد الصفحات ومواقع الآيات بداياتها وخواتيمها، فهو يتألف من ستمائة وسبعة عشر صفحة تشمل الفهرس والدعاء ومصطلحات الضبط وعلامات الوقف، كما أنه يحتوي على كافة أيقونات الأحزاب والأجزاء وترقيمها وعلامات السجود”.
وأكد انه فخور بعمله، رغم الصعاب التي مر بها في عصر التكنولوجيا والكومبيوتر، معلنا انه “بصدد القيام بمعرض مسيحي اسلامي، حيث ينتقي آيات تحمل نفس المعنى، موجودة في القرآن الكريم وفي الانجيل المقدس، وخصوصا في ما يتعلق بالسيدة العذراء مريم.
وكشف انه يعمل حاليا على لوحة مكتوبة بالخط الديواني سيهديها الى الفاتيكان.
يذكر ان انواع الخط العربي هي: الكوفي، الرقعة، النسخ، الثلث، الفارسي، الاجازة، الديواني، الغطراء والمغربي.