حكاية مثل بيروتي: الحما بابور وبنات الحما إبرة!
منذ أواخر القرن التاسع عشر اخترع الطباخ النحاسي الأصفر المعروف عند العامة بالبابور. وقد ورد إلى بيروت أول مرة حوالي سنة 1898م وعرض للبيع في محل طبارة وبلوز في أول سوق البازركان قرب زاوية القصار. وقد وصفه بائعوه بأنه: “ظريف الشكل، خفيف الحمل، يشعل بزيت الكاز بلا فتيل، ويطبخ المأكولات بأنواعها ويستعمل للشاي أيضاً. وإذا شئت أن تستعمله للغسيل فيصلح، وهو متوفر كل جهة، مكفولاً لأربع سنين…”
عرفته جداتنا وأمهاتنا باسم “البريموس”… وبريموس مأخوذ من Primus inter Pares وهي كلمات لاتينية تعني “الأول بين أنداده.”.. وكانت تباع معه كمية من الإبر، لأن الثقب قد ينسد أحياناً من رواسب الكاز، فتضطر ربة البيت إلى فتح الثقب بالإبرة..
وقد أوحى هذا البابور بإبره إلى الكنائن بتشبيهه بحمواتهن، وتشبيه الإبر ببنات الحما. فقلن: الحما بابور وبنات الحما إبرة. أي إذا سدّت الحما فمها ولم تتكلم، قامت بناتها بتحريضها ودفعها إلى الكلام، كما تعمل الإبرة بفتح البابور المسدود.
*****
(*) باقتباس من: “البيارتة” للمؤرخ عبد اللطيف فاخوري.