مُورِيس وَدِيع النَجَّار
(أديب وروائي وقاص وشاعر- لبنان)
حَنانَيكَ قَلبِي… لا تَكِلَّ وتُخفِقُ، وَيَطغَى عَلَيكَ الهَمُّ سَيلًا فَتَغرَقُ
وكُنتَ مَدَى عَهْدِ الشَّبابِ مُجَنَّحًا، تَطِيرُ إِذا نادَى الجَمالُ وتَخفِقُ
ويَحدُوكَ طَيْفُ الحُسنِ، تَبرُزُ والِهًا، وَخَفقُكَ مِن شَدْوِ الحَساسِينِ أَليَقُ
فَما لَكَ، إِذ لاحَ الخَرِيفُ، كَأَنَّما ذَوَى جِذْعُكَ العاتِي، وما كانَ يُورِقُ؟!
وتَبدُو كَشَيخٍ مُنحَنِي الظَّهرِ، مُنهَكٍ، وفي نَبْضِكَ المَكدُودِ ضَعْفٌ يُؤَرِّقُ
وتَلهَثُ كالعُصفُورِ ما غَنِجَ الغِوَى على قامَةٍ مَيْسَى، وَلَوَّحَ بارِقُ
ولكِنَّ أَشراكَ السِّنِينِ ضَنِينَةٌ بِما يَشرَحُ الواهِي، وبِالصَّدرِ تَحدِقُ
لَقَد أَنكَرَتكَ الغِيدُ، وَازْوَرَّ مَنْ إِذا كُنتَ تُومِي كانَ في الشَّركِ يَعلَقُ
فَكُفَّ عَنِ الشَّكوَى، وَقِفْ مارِدًا، وَلا تَتَأَوَّهْ عاجِزًا، تَتَحَرَّقُ
وَقُمْ… لَيسَ في الإِذعانِ يَنهَدُّ مَن قَضَى مَسِيرَتَهُ نَسْرًا ذُرَى الغَيْمِ يَعشَقُ!