فنانون لبنانيون وأجانب يرسمون الثقافة المعاصرة في بيروت

كلود ابو شقرا

تشهد ساحات بيروت وشوارعها معرض Street Arts, Street Smarts من تنظيم Urban Dawn (15 أكتوبر- 13 نوفمبر)، يتضمّن أعمالاً لفنانين معروفين وناشئين من أنحاء العالم، بهدف تسليط الضوء على الفن بأوجهه كافة، ليصبح لغة عالمية، ومؤثّراً جماعياً ومخفّزاً على التغيير، وهو أكبر معرض في الحجم ونسبة مشاركة الفنانين في المنطقة العربية.

نُظّمت النسخة الأولى من معرض Street Arts, Street Smarts من تنظيم Urban Dawn عام 2015 في ألماتي، كزخستان. أما النسخة الثانية فانتقلت هذا العام إلى بيروت، في تظاهرة فنية عمرانية هي الأكبر في المنطقة، مقدّمةً ثقافةً وفنّاً وسط الفوضى السياسية والأمنية المحيطة بلبنان.

أضحى المعرض تقليداً ينظّم كل عام في بلدٍ مختلف ويضمّ فناناً رائداً من البلد المضيف للنسخة السابقة. هذا العام، سيعرض الفريق الفني Repas من كازخستان أعماله في فنّ الغرافيتي في لبنان بغية إبراز البلد المضيف ليس من خلال المشكلات الاجتماعية للمنطقة المطروحة في المعرض فحسب بل تأمين صلة وصل بينه وبين العالم بواسطة الموضة وأسلوب حياة البلد.

إياد ناصر

بيئة عمرانية

يتمحور معظم الأعمال المعروضة حول البيئة العمرانية، متّخذة شكل فن الغرافيتي وفن الشارع الذي يعكس وجه المدن الثقافي، ويبتكر منصة مناسبة للمجتمع الفني في لبنان تسمح بتبادل الأفكار، واكتشاف أعمال جديدة والتعرّف إلى أشخاص يتشاركون الاهتمامات نفسها. هكذا يشكّل فنّ الشارع مثالاً للجمال المنبثق من إعادة استعمال الأشياء.

“يغرق لبنان بالنفايات منذ أكثر من عام، ما يدمّر صورته الجمالية والأهمّ يؤذي صحّة اللبنانيين واقتصادهم من خلال المجزرة الزراعية المتأتية عن هذه الأزمة”، بحسب أياد ناصر رئيس ومدير عام شركة Loft Investments، المشاركة في تنظيم المعرض، ويضيف: “لكن إذا قدّم كلَّ منّا رؤيته المتواضعة وشغفه بطريقة بسيطة وإبداعية، فعندئذٍ يمكن للتغيير الجماعي أن يبصر النور، فتتحوّل أفكارنا، مشاعرنا وإبداعاتنا إلى حلولٍ ملموسة”.

يتابع: “الرسالة من هذا المعرض أن يكون مثالاً حسّياً لجمال إعادة تدوير النفايات وفاعليتها، خصوصاً أن ريعه لا يعود إلى منظّمات بيئية فحسب، بل يتضمّن أعمالاً معادة التدوير”. وختم: “حان الوقت لنحوّل الدمار إلى إبداع، لنبادر بدل أن نعتمد على الغير، لنعطي عوضاً من أن نأخذ. حان الوقت لأن نردّ جميل وطننا، فهو بحاجة إلينا”.

إحدى أبرز محطات المعرض”

رسم لوحة فنية على جدار

“داخل سجن النساء

طرح قضايا

يشارك في المعرض رسامون من أوروبا، وروسيا، وآسيا وشمال أميركا وجنوبها فضلاً عن لبنان، والعمل الفنّي الذي سينتج عن العرض سيباع في المزاد العلني ويعود ريعه إلى برنامج إعادة تدوير النفايات في مدينة بيروت.

لا يهدف المعرض إلى التوعية فحسب، بل يلفت الانتباه إلى فكرة إعادة التدوير من خلال القيَم التي يعكسها وأهمّها تحويل القدرة إلى كفاءة والعملية إلى إبداع، ويطرح قضايا من خلال الأعمال الفنية المختلفة، مثل المشكلات الاجتماعية التي يواجهها لبنان حالياً.  

من أبرز محطات المعرض ابتكار جدارية ضخمة يعود ريع بيعها إلى بيروت،  ورسم لوحة فنية على جدار داخل سجن النساء. وخلال مدة المعرض سيزور الفنانون مخيّمات اللاجئين في لبنان ومنظّمات خيرية وإنسانية…