حسيبة طاهر
(أديبة وشاعرة جزائرية مقيمة في كندا)
نفض التراب عن الكفن وخرج يجر رجليه الثقيلتين متسللا بين دروب المدينة المهجورة …
دخل المدينة المعمورة بشرا المكفنة بغضاء وحقداً،
وجوه مقنعة، ملابس نظيفة وقلوب متسخة ….
رجل ببزة أنيقة يخطب في جمع غفير عن بطولاته الثورية.
صرخ البطل: كاااااااذب لم تقتل نملة فرنسية، أنت من وشيت بي…
لكن لا أحد يسمع كلهم أموات .
لافتة كبيرة عليها أسماء.
ظل يبحث عن اسمه لكن لا أمل …
أتراني واهم ؟؟؟ هل نسيني المؤرخ؟؟؟؟ أم أن اسمي أقل من أن يذكر؟؟؟
مسح الدم النازل من مقلتيه وواصل المسير.
راقصة تتمايل يسترها علم /لولاه لكان المشهد أقرب لأمنا حواء /
حولها أشباح تصفر و تصفق منادية: تحيا الغرائز …
وفجأة نزلَ تاناتوس بجسد عملاق فأمسك الراقصة بين يديه فاصلا رأسها عن الجسد صائحا: العنف أكبر
فصاح الكفن: القبر أرحم
وصاح الشهيد: تبا لي ألهذا ثكّلتُ أمي ؟؟؟ أيها الموت أغثني وإلى العمى أعدني.