الشِّعْر… معانٍ كثيرة في ألفاظ قليلة

هو العِلْم والمعرفة والإدراك ومنظوم القول عند العرب

mounif-poet

د. منيف موسى ولوحة الشاعر لـ بيكاسو

د. منيف موسى

(أديب وشاعر وباحث- لبنان)

أقول، بداءةً، والحديث شجون وشؤون، ومحتَمِل المناظرةَ والرأيَ:

إنّ الشّعْر في تعريفه الأوّل، واللغة عقل وبيان وأداة تفاهم، هو العِلْم والمعرفة والإدراك. والعرب تقول: “ليتَ شِعْري”، أي ليت عِلْمي، أو ليتني علمت … ثمّ .. كان مفهوم الشّعْر وهو منظوم القول، “غلب عليه لشرفه بالوزن والقافية”.

هذا عند العرب، أمّا سائر الأمم، في قديم عهدها، فقد عرفت الشّعرَ منظومَ قولٍ من دون تقفية … فكان شِعْرًا، ولنا في “سفر أيوب” شاهد على ذلك. وصاحب الشِّعْر هو الشاعر “لأنّه يشعر ما لا يشعر غيره، أي يعلم” حتى كان زمن، عُرِّف فيه الشّعْر، أنَّه فنّ تآلف المصوّتية (الرنين) والإيقاع (الوزن) [الموسيقى] والكلمات، في لغة ما، على تناغم وتساوق، من أجل استحضار أو بناء صُوَرٍ توحي أو تثير أحاسيس في النفس البشريّة أو انفعالات عاطفية أو نفسيّة، أو إدراك حسيّ أو عقليّ، أو إثارة إحساس أو انفعال ما! وقد صار من الفنون الجميلة، بل أرقاها، لما فيه منها من أسسها وجوهرها وأبعادها. وصارت القطعة منه نصًّا شِعريًّا، أو نصًّا من نثر فيه خصائص الشعريّة أو بعض من خاصّياتها ومميزاتها!

وقد أكّد العروضيّون أوزان الشعر، والمناطقة معانيه، والشعراء تأثيره، وذهبت العرب كما بعض غيرهم من الأُمم، إلى أنّ الشعر من كبرى وظائفه الأخلاق، فهو “يدل على معالي الأخلاق ويعلّمهما” وهو “أعلى مراتب الأدب” وهو يهذّب، وعند العرب هو: ديوانهم وخزانة حكمتهم ومستنبط آدابهم، ومستودع علومهم، وله في نفوسهم هيبة وفخامة، حتى قال الرسول (ص) في الحديث: “إنّ من الشعر (البيان) لحكمة، فإذا ألْبَس عليكم شيء من القرآن فالتمسوه في الشعر فإنّه عربيّ”.

النشيد أو الترتيلة

وأرى أنّ لفظة شِعْر، مشتقّة من لفظة (شير) العبريّة التي تعني: النشيد أو الترتيلة القدسيّة، ومنها: “شير هشيريم” أي نشيد الأناشيد [الأنشاد] في الكتاب المقدّس – العهد القديم، ولم يَرِد في العربيّة فعل (شَعَر) بمعنى ألّف قصيدة أو كتب شِعْرًا. بل ورد فعل (شَعَر) بمعنى أدرك أو عَلِمَ، أو قال شِعْرًا … ومن هنا قال صاحب كتاب الصناعتين: “ومما يفضل به الشِعْر أنَّ الألحان … لا تتهيَّأ صنعتها إلاّ على كلّ منظوم من الشِعْر، فهو لها بمنزلة المادة القابلة لصُوَرها الشريفة … فالألحان منظومة، والألفاظ منثورة”. ومن الشعر، عند العرب، تُنزع الشواهد، ولولاه لم يمكن على ما يلتبس من ألفاظ القرآن وأخبار الرسول (ص) شاهد …وإذا أخذنا بنظرية الشكّ في الشِعْر الجاهليّ وقضيّة انتحال الشعر، “وكان أوّل من جمع أشعار العرب وساق أحاديثها: حمّاد الراوية، وكان غير موثوق به: كان ينحل شِعْرَ الرجل غيرَه، وينحله غير شعره، ويزيد في الأشعار.” [طبقات فحول الشعراء، لابن سلاّم الجمحي] لقلنا مع طه حسين ومجموعة من المستشرقين والمهتمين بدراسة الشعر الجاهلي وعصره: “إن مرآة الحياة الجاهلية يجب أنْ تلتمس في القرآن لا في الشعر الجاهليّ … [في الشعر الجاهلي – ط 1، مطبعة دار الكتب المصريّة بالقاهرة، 1926، ص 15]. ورُوي عن النبيّ: “إنّما الشعر كلام مؤلّف فما وافق الحقّ منه فهو حسن، وما لم يوافق الحقّ منه فلا خير فيه”. وعن عائشة “أنّ النبيّ (ص) بنى لشاعره حسّان بن ثابت في المسجد منبرًا ينشد عليه الشِّعْر” … وأبلغ بيان عند العلماء الشِعْر، الذي هو الشعر/السِّحْر! ومن مراتبه العاليات أنّ به زنة الألفاظ وتمام حسنها، وليس شيء من صنوف الكلام يبلغ قوة اللفظ منزلة الشِعْر …

والشعر موهبة، وطبع وصناعة وثقافة ورواية وذكاء، وضرب من النسج وجنس من التصوير، ثم تكون الدربة مادة له، “وليس لجودته صفة، وإنّما هو شيء يقع في النفس عند المميّز، ويعرفه الناقد عند المباينة .. على خيال بعيد، وتأليف متين، وحبك أنيق، تثير العجب الذي هو حركة للنفس، إذا اقترنت بحركتها الخياليّة قوي انفعالها وتأثيرها”.

صنّاع إبداع

والشاعر المطبوع الثقيف صنّاع إبداع، وهو بين الطبع والإلهام والوحي والصناعة حاذق ماهر، ومبتدع خلاّق، محاكٍ للمثل الأعلى: الله، أو الطبيعة، أو الخارق، يفهم العلاقة بين الإنسان والكون. قال فكتور هوجو: “أيّها الإنسان، لا تخشَ شيئًا، فإنّ الطبيعة تعرف السرّ العظيم، وهي تبتسم”. لذا كان الشاعر فيلسوفًا لكي يصير شاعرًا أفضل. وفي المعتقدات القديمة عند الأمم “أنّ الشعراء وسطاء بين الآلهة والبشر يحملون إلى الأرض رسالة “المطلق” أو “الحقيقة المقدسة”، والشاعر بعض نبيّ، أو راءٍ، يمكن أنْ يكون في مصاف الرّسل! وهو ينطق بحال “الجمال” التي تحمل الإنسان إلى وجود آخر يؤسسه الشاعر مصوغًا على صورة موسيقى تمتزج فيها الفكرة بالعاطفة. وتتّحد فيها المعاني والألفاظ. من هنا أُعطي الشاعر صفة “العبقريّ” [génie] المشتقة من جنّ وادي عبقر. وتكاد هذه الصفة تكون واحدة عند غير أُمّة من الأُمم، فهي “جنيّ” بالعربيّة، و”جينيَس” بالإنكليزية، و”جيني” بالفرنسية.

وإذا كان المعتقد عند العرب قديمًا أنّ لكل شاعر شيطانًا يلقنه الشعر، فعند غيرهم هناك “ربات شعر” كما عند الإغريق، مثلاً، فها شاعرهم هوميروس يستنجد بـ “ربة الشعر” في إلياذته لتُعينه على الحديث عن بطلها “آخيل” وحروبه. كأن الشعر من إسناد النبوّة أو الألوهية، حتى بلغ تقدير الشعر في الأزمنة الغابرة أنْ عُدّت الحكمة والمعرفة وليدة تلك الغريزة الإلهية التي ظنّ الرومان معها، إنّ “الفاتيس” ملهم بها. وكان الشاعر عندهم يلقّب بـ “الفاتيس” وهو الكاهن أو الرسول أو النبيّ، صاحب الفن الآسر القلب الذي هو الشّعر. وحذا حذوهم جميعًا عند الأمم غير شاعر. ذكر أبو زيد القرشيّ في كتابه “جمهرة أشعار العرب” أنّ الفرزدق قد قال: “إنّ للشعر شيطانين: “الهوبر” و”الهوجل” فمن انفرد به الهوبر جاء شعره وصحّ كلامه، ومن انفرد به الهوجل فسد شعره”. وسرت العدوى – مثلاً – إلى عباس محمود العقاد، فقال: “الشِعْر من نفس الرحمن مقتبس/والشاعر الفذّ بين الناس رحمن./ [رحمان].

والعقاد شاعر عقليّ, ولكنّ الشاعر الوجدانيّ المصريّ علي محمود طه المهندس يجاريه فيقول في قصيدته “ميلاد شاعر”: “هبط الأرض كالشعاع السنيّ/ بعصا ساحر، وقلب نبي./”

إلهام أم صنعة؟

وفي قضية إذا كان الشعر إلهامًا أم صنعة، تبقى القضية هذه مثار حوار ومناقشة وجدل بين أُولي الأمر والشعراء والنقّاد، حتى يستقيم عندنا أنّ الشِعْر طبع وإلهام ووحي وصنعة وتنقيح … وقد قال پول ﭭاليري: “إنّ ربّة الشعر (الوحي) تملي على الشاعر البيت أو البيتين، أمّا سائر القصيدة فصناعة وحكّ وتنقيح، وهي خاضعة للاتصاليّة، أو الانقطاعيّة” وفي مطلق الأحوال، لا يسعنا إلاّ أنْ نذكر قولة الشاعر الإنكليزيّ ب.ب. شلّي، من مقالته البيان الشعريّ: “دفاع عن الشّعر”: “الشعراء هم الكهنة الذين يترجمون وحيًا لا يدركون كنهه. هم المرايا التي تعكس الظلال الماردة التي يرمى بها الغد على الحاضر. هم الكلمات التي تفصح عمّا لا يفقهون. هم الأبواق التي تنشد في المعركة بشيء ممّا توحيه للنفوس. هم الأثر الذي يحرّك ولا يتحرّك. الشعراء هم شراع العالم الذين لا يعترف بهم إنسان.” من هنا نقول: “إنّ “الفاتيس” تعني النبيّ والشاعر معًا، وهما مدلول واحد لاسمين، وكلاهما قد نفذا إلى اللغز المقدس في بناء الكون، السرّ المكشوف لكلّ عين، بحسب مفهوم “غوته”. والشِعْر سرّ مقدس، وإن كان أفلاطون قد طرد الشعراء من “جمهوريته” فقد سَلّمهم الشاعر اللاتيني “هوراس” مقاليد الزعامة والتشريع”. [راجع: هوراس: فنّ الشعر، ترجمة لويس عوض، 1970].

ونعاود القول: إن الشعر موهبة وطبع وصناعة وثقافة. وإذا كان المتنبيّ قد قال: “وما الدهر إلاّ من رواة قصائدي/ إذا قلتُ شعرًا أصبح الدهر منشدا.” فإنّني أقول: “هو الإلهام يعبق في كياني/وروح الربّ في وحيٍ أتاني/ يساقطني على نغم العشايا / ويشرق في ترانيم الزمان./”

وأقول: “ما لان شعري أمام الصّعب يعجزه / الشّعر كَدْح وصوغٌ من حلى الفَهَم./”

والشعر معانٍ ومبانٍ، معانٍ وألفاظ، كلمات ومدلولات، بناء هو في المعمارية والهندسة. بناء مرصوص الأركان، ثابت الأسس، متين البنيان، مشدود الأواصر والخواصر، القلب والأطراف، أيّ خلل فيه يعرضه للاهتزاز والهبوط، ليس لعبة هو ولا أُلهية، هو كيان وجود عقليّ وفكريّ وروحيّ ونفسيّ. هو إنسان، هوحياة، هو كون آخر .. قيمة إنسانية هو في الروح والبدن والجوهر … هو عمل خلاّق، عمل مبدع: هو الشاعر. وأداته اللغة.

لغة في لغة

الشعر لغة. لغة في لغة هو. وغايته الإفادة والإمتاع، أي إثارة اللذة وشرح عبر الحياة ومعانيها في آن معًا. وغايته الفنيّة ليست الحديث عن الموجود بل الحديث عمّا يمكن أنْ يكون. وفنًّا، مهمة الشّعر إكمال النقص الحاصل في الطبيعة. “الخلق كما من عدم”، ابتداع ما هو على غير شبيه .. وإن كان من أموره العظمى المحاكاة. فالمحاكاة هنا نعني بها التسامي نحو المثال الأعلى، “الجمال” الرائع الذي لا يحدّ ولا يوصف. السمو هو والخلق على غير سمت .. “كأنْ يروح الشاعر يزامل الله، في برء الجمال”، لتكوين قيم عرفانية وجمالية، من أجل خير الإنسان. ومدار هذا كلّه الحرية في الكتابة ونحت الألفاظ وتخريج المعاني والحرية في وزن الشّعر وموسيقاه! وفضاء هذه العدّة، هو اللغة … وهو مفعم بكفاية الموهبة الشخصيّة و”بالجنون الإلهي” العبقرية الشعرية، تلك الموهبة الأعطية، فنردّد قول الشاعر الفرنسي “رونسار”: “شاعر أنا أفيض اندفاعًا .. وستحيا بعد موتك”.

الشعر عملية إبداع، وهو من أخصب وجوه البيان، وليس من مهامه الشرح والتفسير، أو التزاوج بين المعنى والمبنى. قضية واحدة جوهريّة إبداعية تميّزه هي اللغة .. ولذا قلنا الشعر هو لغة في لغة، ومتى كان اللفظ عظيمًا، كان المعنى عظيمًا. يولد الشعر تلقاءً وحيًّا وفكرة وصورة ولحنًا، بصورة عفوية، على أصالة وفطرة وثقافة، لكنّ التثقيف والتنقيح والتجويد تبلّر الشعر/القصيدة، تجوهر الأثر الفنّي. فبالتنقيح والتهذيب يستقيم النصّ الشعريّ. فكرائم الألفاظ تبدع كرائم المعاني. والتلميح أعجب من التصريح، ولا سيما في الشعر، خلق الدهشة غاية الشعر الفنيّة. وحسبك من الكلام لمحة خاطفة، أو إشارة بليغة، أو لمعة دالّة.

فنّ الكلام

الشعر فنّ الكلام، والشاعر في استخدامه الكلمات، لا ليظهر معانيها، بل ليظهر ماهو مضمر وراء معانيها … الشاعر المبّرز وهو يتعامل مع اللغة يقبض على السِّحْر والمنطق في آنٍ واحد، فهو في إرساله الألفاظ إنّما يرسلها رقًى وتعاويذ تأسر الحياة وتشيع الجمال. ليس الصنيع الفنيّ حلمًا، بل هو يقظة وعقل .. اللغة المفهومة شعريًّا قتل للشعرية ولجمال الشِّعر. من مهمات الشعر تصوير ما لا يُصوّر، وجعل الكلمات تقول ما لم تقل، هو يعيد للغة بهاءها الأنقى. فهو فنّ يسمو باللغة إلى مواضع الجلال والجمال. قال أحد الأعراب: “إذا وضعتم الكلمة مع لفقها كنتم شعراء”. فمتى كانت الكلمة موضوعة مع أختها، ومقرونة بها كان ذلك أجمل وأبين. وباعتبار أنّ الشعر ضرب من العقل العالي ومن أهم وسائل المعرفة، فهو يعلّمنا ما نجهل من الحياة. فهو إذًا من أسمى ضروب المعرفة. من هنا كان تخيّر الألفاظ وإبدال بعضها من بعض يوجبان التئام الكلام، وهذا من أحسن نعوته وأزين صفاته، ومتى كان هذا كذلك جمع نهاية الحُسْن، وبلغ أعلى مراتب التمام. وثِقْ أنّ كلّ توضيح للشعر يقتل الشعر، فالإيجاز أسلوب جمال: “القصيدة لغز، على القارئ فكّ أسراره”. لذا قال ملارميه: “أعتقد أنّ الشعر موجود للنخبة، في مجتمع يعرف ما الأبّهة”. الشعر صناعة بيانيّة، قائمة على العقل واللغة، ومتى توافر هذان الشرطان، كان الجمال. “والشاعر الذي يخطّ على القرطاس شعره، ثم يأخذ في تنقيح أوّل وجه من وجوه قريضه، يحيله بعد قليل إلى شيء من الجمال والروعة والفتون”، يقول پول ﭭاليري… والشعر لغة وجمال وفلسفة. “وإنْ قُلتَ شعرًا فليكن همُّكَ كمال القالب، وكمال اللفظ، وكمال البنيان”. فهذا هو الشّعر! ولذا قال الحطيئة: “الشعر صعب وطويل سلّمه / إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه / زلّتْ به إلى الحضيض قدمه / يريد أنْ يعربه فيعجمه”.

النابغة الذكي

والشاعر المبدع عبقريّ، “والعبقريّ في الأدب هو النابغة الذكي الذي يأتي بما لا يأتي به غيره. فكأنّه من الجنّ الذي يأتي بالعجيب الغريب”. والشعر عمل عبقريّ شرط الإبداع والابتداع. والإبداع سمة الشاعر المبتكر المخترع، الذي لم يسبق في معنى ولم يتبع فيه. والإبتداع أساس الشعر، نقدًا لقول الناقد: “ما ترك الأوّل للآخر شيئًا”. وهذا من أضر القول. وقد فتح الشعراء المبدعون أبواب الإبداع والابتداع، فكان عندنا في شعرنا قديمًا وحديثًا مبدعون مبتدعون ومقلّدون، والمقلّد يُطلق عليه لقب “شاعر” مجازًا لا حقيقة.

ولعل رأي مالارميه: “الشعر هو التعبير، باللغة الإنسانيّة المحمولة إلى نمطها الأساسي عن المعنى السحري لمفاهيم الوجود. من هنا أنّه يمنح حياتنا الصدق والأصالة ويكوّن، في حياتنا، الرعشة الروحية الوحيدة”. خير تحديد للشعر، فيرفده قول لامرتين في لغة الشعر: “هذه اللغة التي تكون لغة الروح للروح. تختصر كلَّ شيء، من العطور إلى الأصوات إلى الألوان …” وهذا ما نصّ عليه، أيضًا، بودلير في قصيدته “ترسّلات” [أو مطابقات]: “إنّ الإنسان يسير في غابة من الرموز والعطور والألوان” حيث كيمياء الكلمة تحدّد سحر الشّعر في عملية الإبداع الفنّي وولادة القصيدة التي تكون فاتحةً لتأسيس كونٍ آخر في عالم الجمال! وما قولك في كلام الشاعر العربيّ: “والضدُّ يُظهر حُسنَهُ الضدّ؟” هكذا القول في بنية الشّعْر …

“ولن يبقى إلاّ كلام الشّعراء”.

poet-vector

One comment

  1. يقول Marleine Saade:

    ببراعة وإبداع الفنان المحترف رصف لنا الدكتور منيف موسى كلّ ما قيل عبر الزمن في الشعر والشعراء، على شكل عمارة جبارة: “الشعر موهبة، وطبع وصناعة وثقافة ورواية وذكاء، وضرب من النسج وجنس من التصوير… وليس لجودته صفة. الشِعْر … إلهام ووحي… وتنقيح. هو كيان وجود عقليّ وفكريّ وروحيّ ونفسيّ. هو إنسان، هو حياة، هو كون آخر ..”!!… ومما قيل في الشعراء: “الشاعر … صنّاع إبداع… حاذق ماهر، ومبتدع خلاّق… [هو] الفيلسوف والعبقري… وهو الكاهن أو الرسول أو النبيّ”… وأكثر من ذلك ووفق “المعتقدات القديمة عند الأمم “أنّ الشعراء وسطاء بين الآلهة والبشر يحملون إلى الأرض رسالة “المطلق” أو “الحقيقة المقدسة””! فهل بيننا أمام هذا التعريف من يجرؤ ويدّعي الشاعريّة؟ وحده الزمن يمكنه أن يحكم؛ لأنه في هذا الخضمّ الهائل والموج الهادر من الشعر “لن يبقى إلاّ كلام الشّعراء”.

اترك رد