نهاد الحايك
(شاعرة- لبنان)
بيني وبين الحياة
موجةٌ ضائعة
أفلتَتْ من قبضتي
حاملةً سر البراءة
ساحبةً خيط الظنون،
بدَّدَت رصيدَ الصبا
إذ راحت تتوارى
بين كل نبضتَين،
وضلَّلتْ رسائل المنارات.
أرسلتُ في إثرها
حروفي المالحة،
أغاني الطفولة
وأسرابَ الفراشات،
علَّها تنأى من فَـكِّ الزمن
بين أيِّ لحظتَين…
بنيتُ لها قصوراً رملية،
أخفيتُ عنها فَـوَران الزبَــد
وجمعتُ أصدافاً سحرية
تحفظُ الوقتَ إلى الأبد…
ناديتُها،
يا موجةُ اقتربي
قبل أن تجفَّ رمالي.
صوَّرتُ لها جزراً،
أقلاماً ملوَّنة،
وهديرَ مَراكب
محمَّلة من لدُني حُباً…
لكنَّ الموجةَ لم تصل،
وأنا بعدُ لم أصدِّق
كيف صار الوقتُ ذئباً
وتناثرت لهفتي
بين تِيه الكواكب.
أين أجد المعنى لهذا الـمُحال؟
أهي الموجةُ تائهةٌ
أم الشاطئُ ممعنٌ في الارتحال؟