شريط حدوديّ

مارلين وديع سعادة

 (شاعرة-لبنان)

marleine-2016

صمتُكَ شريط حدوديٌّ شائك،

بوابة عبورٍ أبدًا موصدة،

غزاھا العشبُ وعرشَ على جنباتھا،

علا وارتفعَ ولم يزھرْ !

ثم ذَبُلَ ومات تحت وھجِ الشمسِ الحارقة.

butterfly

صمتُكَ المُطبَقُ قتَلَ أملَ العودة،

والحلُمَ بمتعةِ اللقاءِ بطيور الجنة،

إذ أضحت تغاريدُھا صدًى حزينًا،

موتًا قاتلًا لكلِّ أمل.

butterfly

لم يبقَ عند بوابةِ صمتكَ سوى الذكرى،

ذكرى لقاءٍ كأنّه ما كان يومًا،

ذكرى ارتعاشةِ قلب،

ذكرى ابتسامةِ حب،

ذكرى شوقٍ لا ينتھي

وأملٍ مُجنَّحٍ بلقاءٍ أبدي!

butterfly

يوم أوصدتَھا للمرة الأولى،

بوابة العبور تلك،

جاشَ القلبُ بحنينِ الذكرى،

اتقدَ أتونُ الشوق،

وطيَّبَ طعمَ الفراقِ

وأملَ اللقاءِ من جديد.

butterfly

اليومَ مات الأمل،

أذاقني الصمتُ مرارة الوحدة،

زادھا مرارة شوقُ اللقاء المستحيل،

وحنينُ القلبِ ووھجُ الذكريات.

لا البُعْدُ ولا الصمتُ يُلغي الحقيقة،

أو يمحو الذكرى أو يقتلُ المشاعر.

ھو يئدُھا حيّة تنبضُ بالحياة،

يخنقھا فتخفقُ  حبًّا!

butterfly

كلّما مرَّ الزمنُ على بوابةِ العبورِ تلك،

بوابةِ الصمتِ المقفلَة،

وأكلَ الصدأُ حديدَھا،

وعرَّشَتْ عليھا الأعشابُ البر يَّة،

زادَ الحنينُ والشوقُ ليومِ اللقاءِ المستحيل!

فالذكرى تولّدُ أجنحة ترفعُنا فوقَ الحدود،

والدموعُ تروي بذورَ الشوق،

فتزھرُ النباتاتُ البرية عند حاجزِ الصمت،

ويفوحُ عطرُھا فيغمرُ القلب،

ويصبحُ للانتظارِ طعمٌ جديد،

فكلُّ ما كانَ يعودُ حيًّا!

وتنمو الذكرياتُ فتصبحُ وطنًا!

ويتحوّلُ الصمتُ الى جسرِ عبور،

ينقلُنا من جمودِ اللحظةِ

اترك رد