حسيبة طاهر
(أديبة وروائية وشاعرة جزائرية مقيمة في كيبك/ كندا)
نعيش دوما وكأن هذه اللحظة عابرة ومؤقتة ومقدمة للحظة القادمة، كأن اليوم مقدمة للغد وكأن الآتي أفضل من الحاضر ،و بعد لحظات يصبح الحاضر ماض فنحِّن له ونبكيه، الحاضر دوما مظلوم، فالإنسان يعيش بين حنين لما فات وتطلع لما هو آت…
والحقيقة أن حياتنا هي اللحظة الآنية التي سنندم على فواتها ونرثيها ونحِّن لها غدا، فعش وكن سعيدا الآن ولا تنتظر إلى الغد فقد يأتي الغد، وقد غدوت ذكرى مرثية وعلى الغالب منسية، والسعادة ليس الانغماس في الشهوات بأنانية، لا، بل السعادة أن ترى الفرحة والأمان في أعين من تحب / والدين، أبناء…../ لأنها السعادة التي تخلّف لك راحة البال والرضى عن النفس، وليس تأنيب الضمير واحتقار الذات والشعوربالدونية ….، تعلم كيف تعيش اللحظة كأنها الأخيرة وعامل الآخر كأنك لن تراه ثانية / وقد يحدث / حينها ستحب و تسامح و تعطف و ترحم…
دائما يتوهم الإنسان أن اليوم مجرد طريق عابر والغد هو الأهم، ويصل الغد ولا نجد السعادة والراحة التي صبونا إليها وضحينا بالأمس لأجلها…فلا يوجد طريق يؤدي للحياة، الحياة ذاتها طريق بعضه معبد وبعضه وعر وموحل، ولا توجد محطة هي الهدف، فبعد كل محطة نواصل السير والكفاح من جديد، المحطة الوحيدة هي الموت.