صدرت الطبعة الثانية (2016) من كتاب “محمد عابد الجابري ومشروع نقد العقل العربي”، للباحث والكاتب المغربي الراحل حسين الإدريسي، من “سلسلة أعلام الفكر والإصلاح في العالم الإسلامي” لدى “مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي” في بيروت.
وجاء في كلمة المركز التقديمية للكتاب أن “محمد عابد الجابري ناقد للفكر العربي والإسلامي، ندر أمثاله، في العقود الأخيرة على الأقل. فقد أنجز الرجل مشروعا ضخما في نقد العقل العربي والإسلامي وذاع صيته، حتى صار لزاما على المثقف العربي والإسلامي، أن يعرفه ويطلع ولو على جزء من كتاباته. وقد أثارت مواقفه في حياته وما زالت بعد وفاته، تثير نقاشات واسعة، ومعارك فكرية عذبة حينا، وغير مستعذبة أحيانا. وسواء وافقت الرجل على مواقفه واتفقت معه في آرائه أو اختلفت معه ولم توافقه، لا تستطيع أن تتنكر لسعة إحاطته بالتراث الفكري الذي تركه المسلمون في مرحلة تشكل مدارسهم واتجاهاتهم، كما لا يستطيع المنصف أن يقلل من عمق مواقفه النقدية، حتى تلك التي نحسب أنه أخطأ فيها تجاه هذه المدرسة الفكرية أو تلك. وما زلنا نعتقد أن تراثه الذي تركه يستحق النظر وإعادة القراءة، حتى بعد وفاته، ولأجل هذا أعدنا طباعة الكتاب بعد نفاذ الطبعة الأولى منه”.
ومما جاء في مقدمة الكتاب: عرفت الساحة الثقافية العربية الإسلامية، حراكا فكريا شديدا، انطلقت إشعاعاته وبوادره، منذ منتصف القرن الماضي، وقد تمثل ذلك الحراك في بلورة عدد من المفكرين والباحثين، لأطاريح فكرية، اتسمت بسمة “المشروع الفكري” (النهضوي)، وقد أسهمت هذه المشاريع الفكرية المطروحة، في إغناء المكتبة العربية الإسلامية، بإصدارات متعددة ومعاصرة، حيث تبين أنها تشكل مرجعية حداثية من جهة المعالجة المنهجية المستعارة من الغرب والمترجمة من لغاته، وهو ما اعتبر حينها بحق، إضافة نوعية، إلى طرق المعالجة والبحث والكتابة في التراث العربي الإسلامي”.