الإرهاب وجذوره الدينية…

irhab-111

نظم المجلس الثقافي في بلاد جبيل، ندوة ثقافية حول كتاب الدكتور حسن حيدر “الارهاب وجذوره الدينية” في ثانوية جبيل الرسمية، تحدث فيها كل من راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان ومفتي جبيل الشيخ غسان اللقيس، 
عون

بعد النشيد الوطني، وكلمة عريف الحفل الدكتور شربل توما، تحدث المطران عون عن الكتاب، معتبرا أن مؤلفه استند الى “وثائق تاريخية ليبين الجذور التاريخية للارهاب الناتج عن فهم خاطىء للدين الذي له بعدان: الأول، سماوي-روحي يربط الانسان بالخالق، ويرتقي به الى الكمال. والثاني، انتمائي-اجتماعي بانتماء كل فرد الى مجتمعه لضمان استمراريته، فتلتف الجماعة حول نفسه دفاعا عن حب البقاء”.

وأشار الى أن “الصراع في أساسه ليس دينيا كما يصور البعض، وانما اجتماعي كون الانسان يميل دوما للبقاء والوصول الى مراده وتحقيق الغايات المادية”، معتبرا أن “الديانات كانت الشكل الخارجي لكي يحافظ الانسان على ما يعتبره حقوقا مكتسبة”.

ورأى أن الدكتور حيدر “سعى الى التنقيب عن مظاهر العنف والارهاب وتكلم باسهاب عن خلفيات ظهور تنظيم “داعش”، وان لهذه الافة جذورا سياسية لا يمكن اهمالها، وهي نتاج مجموعة مصالح تضافرت عند هذه الجماعات”.

وقال: “أن الانسان عندما يكذب على الروح ويصبح المال سيدا على حياته، فانه يكون قد مات داخليا”، داعيا الى “تنقية البعد الروحي في العلاقات الانسانية في سبيل تحقيق مجتمع خال من القتل والعنف”.

قبلان

واعتبر المفتي قبلان أن “محاكمة التاريخ تكون بالنواتج التاريخية والاسباب المكونة للظواهر، لأن كثيرا ما نراه فوق السطح سببه البنية التحتية التي تعطيه شكله وهيكله وطبيعة ظواهره ونواتج سلوكه”.

وقال: “ان المهم هو التأكيد على أن الهيكل الأشهر لديانات السماء لم يؤسس للعنف ولم يشرع الفظاعات، ولم يراكم للترويع والارهاب، ولم ير الدم سببا لنهم السماء، كما لم يروج لدعاية حاجة الله للجثث والفظاعات”.

وأردف: “أن الجنوح عن الكلية السماوية هو استبداد تحول الى مدرسة مارس فيها السلطان لعبة الاختباء وراء النص السماوي ليخطف الله حيث يريد، لا حيث يريد الله، لذا أكد الامام علي على الشراكة الكلية للانسان، قائلا أن النظام العلماني الضامن للحقوق المدنية والمالية والاجتماعية وغيرها أقرب عند الله من النظام الديني الظالم على مستوى هذه الحقوق”.

اللقيس

بدوره، أشار الشيخ اللقيس الى ان “كلمة الارهاب يراد بها التخويف والترهيب والترغيب، وأن الكتاب لم يترك شاردة ولا واردة الا وقد ادخلها في جرده الارهاب فأدخل ما هو لازم وما هو غير لازم”.
ودعا الى “توخي الدقة في أخذ الروايات الدينية، لأن كل الروايات تشير الى ان مبايعة الامام علي لأبي بكر ولعمر تمت برضاه، وان كان يعتقد أنه الأولى بالخلافة”.

واعتبر أن “تدمير العالم العربي اليوم هو تدمير ممنهج يقصد منه تدمير الحجر والبشر ولا يجرؤ أحد أن يقول هذا ارهاب، فيعقدون الاتفاقات والاجتماعات ولكن بعد فوات الأوان، ويمدون اسرائيل بمليارات الدولارات من الاسلحة والنقد لأجل التوازن مع العرب”. مضيفا أن “اسرائيل أمامنا نحن فماذا فعلنا وأعددنا، وحتى الآن نحن من يدير الحرب على أنفسنا ولا نفعل شيئا في وجه ارهاب عتيد”.

فاضل

وألقى امين سر المجلس الثقافي المحامي زياد ابي فاضل كلمة المجلس، فأشار الى أنه “في قراءة كتاب الدكتور حيدر الكثير من الأنوار المسلطة على الارهاب، وقطع جذوره، واقتلاعه من حقول الدين، ففي حين أن المقاومة بهدف تحرير الارض والشهادة في سبيل قضية، فالارهاب قتل في سبيل القتل والنفع المادي”، معتبرا أن “كل دولة دينية هي ارض خصبة للتطرف وتعميق التفسخات في المجتمع الواحد”. ووجه تحية الى المشاركين في هذه الندوة.

حيدر

وفي الختام، القى حيدر كلمة شكر فيها المتكلمين، واعتبر ان “الارهابيين يعتمدون بعض الايات الدينية ليبرروا أعمالهم الاجرامية، والهم كان منصبا في هذا الكتاب على تبيان المبررات التي استند اليها هؤلاء في أعمالهم الوحشية”. واذ أكد أهمية السياق التاريخية للكتاب، أشار الى أن “جبيل كانت وما زالت مدرسة في العيش المشترك”.

اترك رد