نَدى نعمه بجّاني
(شاعرة- لبنان)
يَحارُ الشّعرُ فيكُم يا سادَةْ،
وَاليَراعُ مِنْ مُهَجِ كِبارِ الفنِّ شَفَّ المَدادَ
فَغدا لَهُ الشِّعْرُ خَضيبَ المَراعي
وَالنّورُ هَمى مُزُنًا
يَذوبُ في جَنَّةِ الإبْداعِ
فَالحُروفُ اسْتَمالَها الوِجْدانُ
تَنْثُرُ أَريجَ الفِكْرِ فَوْقَ الرِّقاعِ
كَأَنَّ ابْتِكارَ البِدَعِ داعَبَ نَسيجَ الطِّباعِ
وَما غَيْرُ نَفائِسِ الفَنِّ في نُفوسِكُمْ تُسْتَبانُ
***
يا مُلْبِسي الشّاشَةَ حُلَّتَها، إنَّ الإخْراجَ بِكُمْ يَزْدانُ
أَقولُ هُنا انْبَلَجَ فَجْرُ المَواهِبِ، هُنا دَرَجَ الإِتْقانُ
هُنا صُبْحي، هُنا جُورْجُ، هُنا فُؤادُ، هُنا وِئامُ،
عَمالِقَةَ العَصْرِ الذَّهَبِيِّ كانوا
وَما زالوا أَعْلامًا يَرْقى بِهِمْ هَذا الزَّمانُ…
هُنا آثارُ عِزٍّ، لا التّاريخُ يُنْكِرُها، وَلا الأَنامُ
هُنا قاماتٌ شَرِبَتْ نَخْبَ النُّجومِيَّةِ، وَذاقَتْ لَذَّةَ الإِمْتاعِ
فَأَشْبَعَتْ غِلَّ أَفْلامٍ يَضُجُّ فيها العَمَلُ الفَتّانُ
***
فَاسْكَروا بِما أَنْتُمْ يا سادَةْ! أَرْبابَ الشّاشَةِ الكُبْرى
لَكُمُ المَحافِلُ تُشْتَهى وَتُقامُ،
وَبِتَكْريمِكُمْ يَزهو المِهْرَجانُ
يا حينًا مِنْ تاريخٍ مِلْؤُهُ الإِتِّزانُ
إِنْ حَكى تاريخُكُمْ، سَطَعَ التَّعْريفُ، وَسادَ الإِحْتِرامُ
يُعْلِمُ، أَنَّ بِدايَةَ النِّهاياتِ قِطافُ ثِمارٍ عَتَّقَتْها الدِّنانُ…
***
هذهِ معادِنُكُمْ، وَتلكَ جُذورُكُمْ، مَكْتوبَةٌ، وَلَمْ يَنْتَهِ الكَلامُ
وَهذا لِقاؤُكُمْ فَيْضٌ مِنْ مَحَبَّةٍ يَموجُ في مُروجِها الأُقْحُوانُ
فَالثَّغْرُ هذي العَشِيَّةَ يَحْلو لَهُ الإبْتِسامُ
وَالقُبَلُ حَسْبِي أَنَّها عَلى الجِباهِ الغُرِّ رَصَّعَها الجُمانُ
فَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ، وَالتَّقْديرُ، وَالعِرْفانُ
لَئِنْ أَنْتُمُ الأَوائِلُ، هَهُنا، حَلَلْتُمْ
لَئِنْ أَنْتُمُ الأَصائِلُ، شُرِّفَتْ بنَظْمِ مَديحِكُمْ الأَذْهانُ
أَنْتُمْ مَجْدُ هذا المَجْلِسِ، وَأَنْتُمُ التّيجانُ
مَدَدْتُمْ عَلَيْنا ظِلالَ فَنِّكُمْ، وَبِفَنِّكُمْ اعْتَزَّ لُبْنانُ.
(8 . 9 . 2016 )
****
(*) أُلْقِيَت في حفل تكريم كبار السّينمائيّين في لبنان السّادة الكرام: “جورج نصر، صبحي سيف الدّين، فؤاد شرف الدّين، وئام الصّعيدي”، الّذي أقامته لجنة تكريم روّاد الشّرق تحت رعاية وزارة الثقافة، في قاعة نبيل كحاله – بلدية سن الفيل، بحضور نخبة من الشخصيّات الرسميّة، وممثّلي القادة العسكريّين، والاعلاميّين والفنّانين.
