حسيبة طاهر
(أديبة وشاعرة جزائرية مقيمة في كندا)
و أخيرا جادت رياح القدر ببذرة صالحة للإنتاش ، وطار العجوز فرحا ،كيف لا ؟؟وهو يثبث شباب فحولته ،وجدارته بالحياة، بقدرته على وهب الحياة،
كيف لا؟؟؟ وهذا القادم المنتظر سيعوضه حرمانه من أولاده من زوجته الفرنسية، فنسي أنه على مشارف الثمانين وأضحى نائما قائما حالما بهذا الأمير المنتظر،
وعاد للتدخين ضاربا نصائح طبيبه عرض الامبالاة، وعاد يتمايل على أنغام عبد الوهاب وفريد، وأنريكو ماتياس …..
ومرت الأيام ثقيلة نحو البداية، ،سريعة نحو النهاية، وجاءها المخاض، غرفة التوليد في الطابق الأول وجاءته أزمة ربو حادة في غرفة الإنعاش في الطابق الأعلى ، كانت تصرخ من الألم و من كل تراكمات ماضيها المرصوصة وأناتها المكبوتة، فقد واتت الرياح حزنها فلتصرخ وتنتحب هاه نا متذرعة بمخاضها، صرخت وصرخت و صرخت …
وصرخ من تحتها معلنا دخول أولى ذرات الأكسجين لصدره، و صرخ من فوقها معلنا خروج آخر درات الحياة من جسده.