ماذا بقي من بلدة الامراء اللمعيين : الشبانية (1)

mouanes

البروفسور الاب يوسف مونس

ارضهم لهم وعرضهم لهم وسيوفهم للامير

الشبانية بقيت هناك غارقة في احراش الصنوبر والسنديان بلدة الامراء اللمعيين في  قضاء المتن الاعلى. ابناء الامارة اللمعية كان بيتهم لهم وارضهم لهم وعرضهم لهم، وسيفهم للامير يدافعون عنه بحياتهم ويفدونه بدمائهم. هذا هو نبل وعظمة الامارة اللمعية وتميزها عن تاريخ الامارات اللبنانية والاقطاع في تلك الايام وعن بقية المناطق اللبنانية.

ـ ميدان الفرسان ـ

«الميدان» باق هناك. انه ميدان الفرسان في ساحة الشبانية امام بيت الامير المطل على الميدان، ميدان الامراء والفرسان. ولو هدم الزمان قصر الامراء فأطيافهم باقية ومقابرهم تستظل صنوبرات كنيسة مار الياس القريبة.

ـ السيدة المنمشة الوجه ـ

«والسيدة» هناك سيدة العرش الجميلة الرائعة الفريدة والمنمشة الوجه بطريقة غير مألوفة وغير موجودة في العديد من صور السيدة العذراء في العالم. وقد طبعت صورتها في عيني وقلبي ومخيلتي وكم ركعت امامها مصلياً مندهشاً بجمالها الفريد طوال ايام حياتي.
ـ صليب على الاموات .

هنا كان السبع داود مونس الصامد في الميدان، البطل «القبضاي» في الشبانية طوال زمن الحرب القاسية مع  بقية باقية من اهل الشبانية يصلون ويقرعون صدورهم ليحرس الله وطنهم وقريتهم واهل بلادهم وبينهم اختي المصلية بديعة. هنا في الشبانية كان داود حارساً للكنيسة ساهراً على اغراضها واوانيها المقدسة منتبهاً للاحياء وللاموات مصلياً عليهم بصليب اخذه عن تابوت احد الاموات، لان وصول تابوت وعليه الصليب كان مستحيلاً في تلك الايام. خبأ داول الصليب وبه كان يصلب على جثث الاموات قبل ان يودعهم في المقابر حيث لم يكن هناك اي كاهن او رتبة لمرافقة الاموات.

وقد ذكر هذه الوقائع الكاتب والصحافي الفرنسي Jean Peroneel Hugo في كتاب Croix sur le Liban.

 ـقداس صحيح على الراديو ـ

هناك كانت اختي بديعة الفاتحة ذراعيها للصلاة، تضع طاولة صغيرة وعليها خبز وخمر وبخور وتسمع القداس الصباحي الذي كنت اقيمه مع الاب يوسف الاشقر على اذاعة لبنان الحر، كانت اختي بديعة تؤمن ان الخبز سيتحول الى جسد الرب يسوع بعد الكلام الجوهري وكذلك الخمر الى دم يسوع المسيح، فتتناول القربان المقدس وتحمله الى المرضى وكبار السن والعجزة في الشبانية. كانت الشبانية خالية من كاهن يقيم على مذبحها الذبيحة الالهية ويقوم بمناولة المرضى والعجزة.
ـبلدة الرؤساء والقديسين والشهداء.

الشبانية بلدة الابطال والشهداء، بلدة الرئيس الكبير الياس سركيس شهيد حبه للبنان، وهي بلدة المحترم «القديس» الاب العام اجناديوس سركيس والفيلسوف الشهيد كمال الحاج ووالده المفكر يوسف الحاج وبلدة المونسنيور البرديوط الراعي والكاهن الغيور يوسف مونس كاهن الرسالة والخدمة والمحبة والكلمة الحق والرجولة المحافظة على العيش المشترك بين المسيحيين والموحدين الدروز وابناء الجبل، وبلدة الخوري الخواجه انطوان مونس والاباء مارون سركيس ولويس مونس وطانوس مونس والخوري ميناس النمار والدكتور الاب نبيل مونس مؤسس مزار ام الحياة في سان دياغو والعديد من الرعايا في اميركا وفرنسا والاب شربل رعد رئيس دير ومدرسة مار انطونيوس حمانا وحفظ المونسنيور الدكتور جرجس الخلي المثقف العالم وحامل رسالة الانجيل في دنيا الاغتراب.

والشبانية بلدة الدكتور انطوان القرداحي الباحث في فرنسا والدكتور موريس القرداحي في اميركا والدكتور وسيم مونس في اميركا والدكتور زياد الخلي في اميركا والدكتور يوسف البعقليني في فرنسا والدكتور خليل النمار الساهر على جميع مرضى المتن الاعلى والدكتور بيارو سركيس والدكتور ايلي رعد، والدكتورة تانيا رعد وميرنا رعد وتتيانا مونس والدكتور توفيق عبده مونس والدكتور صلاح ابو الحسن ووليد ابو الحسن والدكتور وجيه مفرج والدكتورة مهى مفرج، وسمية الجبيلي.

وهي بلدة الخوري طوني سركيس في اوستراليا وقد اعطت الشبانية العديد من الراهبات اللامعات كالاخت ماري مادلين البشعلاني، والاخت فيتومين بشعلاني، والاخت جان دارك الخلي والاخت شنتال الخلي والاخت المشيرة ماري سلست سركيس بنت المختار افرام سركيس والاخت رجينا نجم والاخت الكاتبة المفكرة المبدعة دافيد مونس خاصة في كتابها الاخير الرائع «مزامير راهبة» الذي كان لي شرف كتابة مقدمة له. كما شرفني  حفظ الاب الحبيب شربل رعد بان اكتب له مقدمة لكتابه الرائع لتودوريلسن: اتقياء الله.

ـ مدرسة مار تقلا مدرستي ـ

هنا كانت وما زالت مدرسة مار تقلا التي كانت انطشاً للرهبانية اللبنانية المارونية وقد وهبتها الرهبانية للشبانية وفيها كانت بداية مشوارنا الثقافي والعلمي مع الاساتذة جوزف سركيس ويمين يمين في ظل صنوبرات وسنديانات الشبانية الغضة المحيطة بكل البلدة الرائعة المناخ وجمال الطبيعة وحيث كانت الصعود الى هذه المدرسة بطريق صعب كأنه الصعود الى منابر العقل والحكمة والمعرفة والنور او الى جبل الاريوباج في مدينة اتينا العظيمة. وهنا ابتدأت طريقي المعرفية والثقافية والعلمية والروحية. غمرتني الطبيعة وفصولها واكرارها، والارض وخيراتها وغلاتها والسماء بزرقتها وهجرة طيورها ووصوت الريح وسقوط الثلج.

ـ رفقا في مصنع الحرير ـ

هنا كان مصنع الحريري في القرية حيث عملت القديسة رفقا واقامت في الشبانية.
هنا كان قصر الامارة اللمعية القريب من بيتنا وبيت المهندس الياس سركيس والمهاجر نسيب ضومط فارس مونس هنا كان وما يزال نبع غابة الشبانية في ظل حورات وصفصفات عتيقة  الايام الشبانية كانت وما تزال البلدة المكونة باسماء الاماكن «الحيثية» الغريبة: نهر الدم، النهر الكبير الطواحين، البيادر، المعاصر، العيون عين الباردة، الجوار، الخليجه، البحيرة ورا التل، رؤوس الكرودم، عين بعنان تحت الشقيق، شوار البستان، عندره،  دير الرغم، الجبيلة، العرفان، ساقية الدعيسات الجورة، القبة، قبور اليهود العاصي، العقدة…

ـ عصافير الفردوس وطيوره ـ

هنا في هذه القرية الجميلة الوادعة تتردد اصوات اجمل الطيور، الجمال الشحارير، البلابل، السلنج، بط الارض الهدهد، ابوزريق، الحسون، ابو الحن، الورور، السنونو، الغربان، العقبان، الترغل، الدوري، الخوري، الشماس، الدعويق، الويتة، الغرب.

اترك رد