لمناسبة اليوم العالمي للسلام 21 سبتمبر، وتزامناً مع توجيه إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونيسكو، رسالة إلى العالم في عنوان ” بناء السلام في عقول الرجال والنساء” ، تشهد بيروت نشطات وتظاهرات تتمحور حول السلام من تنظيم “حركة السلام الدائم”، واطلاق أول تظاهرة للسلام على الإنترنت من بيروت بمبادرة من مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت.
رسالة اليونسكو
“21 أيلول/سبتمبر هو اليوم الدولي للسلام، وقد خصص هذا العام للاحتفال بالتعليم من أجل السلام. تجسّد هذه الرسالة القيم التأسيسية لليونسكو:
لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، رجالاً ونساءً، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام. التعليم هو أساس أي سلام دائم، ومحرك الحرية والتسامح، وبالتعليم يتراجع الجهل وانعدام التفاهم، اللذان غالباً ما تتحول الخلافات من خلالهما إلى أعمال عنف. فالتعليم يعزز ثقافة الحوار التي تعدّ ضرورية لحل النزاعات.
لذا، تجهد اليونسكو لتوفير تعليم جيد للجميع يتخطى أساسيات القراءة والكتابة، إذ يجب أن يشمل التعليم تدريس حقوق الإنسان، وآداب العيش معاً، واحترام الآخرين. ويمثل التعليم من أجل السلام مكوّناً أساسياً في التعليم عموماً.
يجب أن يعرف أطفال العالم حقوقهم، وأن يتعلموا تاريخهم وتاريخ الشعوب الأخرى، ليدركوا تساوي منزلة الثقافات ويستخلصوا العبر من الجرائم وأعمال العنف التي ارتكبت في الماضي. هذه الرؤية مفتاح المواطنة المتسامحة في عالم معولم، وتنطوي على جهد مكثف لتدريب المدرّسين وتصميم المناهج الدراسية المناسبة.
هذه المبادئ التي توجه عمل اليونسكو، لا سيما من خلال العقد الدولي للتقارب بين الثقافات (2013-2022) الذي اعتمده المؤتمر العام لليونسكو والجمعية العامة للأمم المتحدة.
التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان، وليس ثمة ما يبرر حرمان أي أحد منه. ويتعين علينا، عند تعبئة إمكانات التعليم لمنع وقوع الحروب، ضمان جودة التعليم واستمراريته، حتى في حالات النزاع. وهذا مغزى عمل اليونسكو الرامي إلى حماية المدارس والمعلمين، وإلى توفير التعليم للاجئين والمشردين، بل هو وسيلة تستخدمها اليونسكو لتهيئة ظروف السلام في المستقبل.
انطلاقاً من هذا الأمل المنشود، أدعو الدول الأعضاء في اليونسكو، والحكومات، ومنظمات المجتمع المدني إلى توحيد قواها والانضمام إلينا لنجعل من التعليم قوة تدفع نحو السلام. علينا أن نقدم إلى الأجيال المقبلة ثقافة الحوار نبني، من خلال التعليم، عالماً لا يتسم بمزيد من الترابط فحسب، بل بمزيد من التضامن.
نشاطات مختلفة
لمناسبة يوم السلام العالمي، تنظم “حركة السلام الدائم”، نشاطات تربوية وتدريبية وترفيهية، يشارك فيها متطوعون وطلاب وناشطة المجتمع المدني في مناطق لبنانية عدة.، من بينها: مخيّم “جسور السلام”، (20- 22 سبتمبر) يشارك فيه أكثر من 30 متطوعا من الحركة، في بلدة الرملية. ويستمر المخيم من 20 حتى 22 أيلول.
وتستضيف خشبة مسرح بابل في 27 أيلول عرضا لمسرحية “بيروت- الطريق الجديدة”، نص وإخراج يحيى جابر وتمثيل زياد عيتاني، والمسرحية كوميدية تدور حول ذاكرة بيروت وتحديدا منطقة الطريق الجديدة، وستتم مناقشة الذاكرة الفردية والجماعية للبلد وأهمية المصالحة وتعزيز السلم الأهلي.
في الأول من أكتوبر، تنظم “حركة السلام الدائم” عرضا لمسرحية E-mail Maryam للأطفال لجيزيل هاشم زرد، على خشبة مسرح ثانوية لور مغيزل في الأشرفية. تتضمن ارشادات للأهل والأطفال على حد سواء، حول محاذير استخدام الانترنت وكيفية التعامل معه.
وفي السياق ذاته، تستضيف ثانوية مدام عون – فرن الشباك عرضا لمسرحية “المظاهرة”، في الرابع من تشرين الأول المقبل، من تأليف وتمثيل متطوعي “حركة السلام الدائم”، إضافة إلى مجموعة من التلامذة. تعالج المسرحية الدور الذي يمكن أن يؤديه الشباب اللبناني في عملية التغيير وبناء السلام وحل النزاعات بالطرق السلمية، انسجاما مع القيم التي تسعى “حركة السلام الدائم” الى ارسائها وتعميمها من خلال مجمل النشاطات وورش العمل ومخيمات التدريب التي تنظمها على مدار العام. سيعاد عرض المسرحية في بلدة برجا، منتصف شهر تشرين الأول المقبل.
ظاهرة على الانترنت للسلام
إنطلقت اليوم أول تظاهرة على الانترنت للسلام من بيروت إلى العالم بمبادرة من مركز الأمم المتحدة للاعلام في بيروت، بالتعاون مع شركات JWT، وTouch، وBorn Interactive، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد بمناسبة اليوم الدولي للسلام (21 أيلول).
وستتيح التظاهرة، التي تحمل شعار “تسامح من أجل السلام”، للناس التعبير عن آرائهم حول السلام والدعوة إلى مبدأ التسامح لمستقبل آمن. كذلك ستمهد الطريق لتأسيس نشاط هادف ومستدام تحت عنوانcivicpeacecorps، وهو مجتمع على الانترنت ينفذ برامج وأنشطة لتعزيز ثقافة السلام. وبالامكان المشاركة بالمظاهرة على الرابط التالي: www.demonstrateforpeace.org
لفتت المسؤولة الإعلامية في مركز الأمم المتحدة للاعلام في بيروت مارغو الحلو إلى الهدف الأول المعلن في ميثاق الأمم المتحدة وهو “إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب والمحافظة على السلم والأمن الدوليين”، وقالت: “لا تعتبر الأمم المتحدة السلام حقا أساسياً وضرورياً فقط، بل هو جزء لا يتجزأ من الحق في الحياة الذي يعتبر أهم حقوق الإنسان”. وأشارت إلى رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لهذه المناسبة وقال فيها: “فلنتعهد بأن نعلم أطفالنا قيم التسامح والاحترام المتبادل. ولنستثمر في المدارس والمعلمين، الأمر الذي من شأنه بناء عالم منصف وشامل للجميع يحتضن التنوع. ولنناضل من أجل السلام والدفاع عنه بكل ما أوتينا من قوة”، داعية الجميع إلى أن يدعموا هذه التظاهرة ويشاركوا فيها ليعبروا عن رغبتهم ورغبة كل المجتمع بالعيش بسلام وأمان من أجل مستقبل أفضل.
مسؤولة العلاقات العامة في شركة Touch غادة بركات، اعتبرت أن مشاركة الشركة “أتت من منطلق دور قطاع تقنية المعلومات والاتصالات الحيوي في دعم الجهود الساعية لبناء سلام دائم، عبر تمكين المواطنين من التواصل والوصول إلى المعلومات واتخاذ القرارات والتفاهم بشكل أفضل”.
وأضافت: “تساعد تقنية المعلومات والاتصالات، من أجهزة وبرامج، الناس على التواصل وفهم البيانات والتعلم عبر وسائل عدة كالكمبيوتر والانترنت والأجهزة الخليوية وغيرها، مما يسهم بشكل ملموس في تطبيق سبل بناء السلام وذلك في اطار استراتيجية متناغمة طويلة الأمد”.
مؤسس ومدير عام شركة Born Interactive فادي صباغة، قال: “مرة جديدة يتصدر لبنان العناوين العريضة بمبادرة جديدة وفريدة وهي الإحتفال بالسلام على شبكة الإنترنت، وهي الأولى من نوعها في العالم”.
أضاف: “يعود التعاون بين الشركة والأمم المتحدة إلى فترة طويلة، نحن نحترم القضايا السامية ونقدر الجهود الجبارة التي تقوم بها المنظمة لتحسين حياة الأفراد والمجتمعات كافة. مبادرة demonstrate for peace تجسد اليوم أهمية الإنترنت ووسائل التواصل الجديدة التي تساعد على نشر رسالة السلام في العالم بوقت أسرع، فتطال الأفراد وتخلق حركة عالمية لنشر السلام بكافة الوسائل”.
المدير التنفيذي لشركة JWT عمر صادق لفت إلى أهمية التسامح الذي هو مرساة للسلاموقال: “إذا احتفلنا جميعاً بمبدأ التسامح، سنتمكن من العيش بانسجام وتوافق مع الآخر، وسنختبر الحياة في عالم أفضل”. حان الوقت لتغيير سلوكنا تغييراً جذرياً، وللتقرب من أخواننا المواطنين في العالم، مسلحين بمبدأ التسامح بدلا من التمييز. وقد حان الوقت لاتخاذ موقف حازم من أجل السلام”. وأضاف أن الشركة تدعم هذه المبادرة الأولى من نوعها عبر الإنترنت، من بيروت إلى العالم، لأن غايتها توحيد الشعب اللبناني مع الشعوب العالمية الأخرى، للاحتفال بمبدأ التسامح وتمهيد الطريق لمستقبل يحكمه السلام.