نعى وزير الثقافة ريمون عريجي الفنان الراحل سمير يزبك الذي توفي في 21 أغسطس،
وقال: “بأسى، نودع الفنان سمير يزبك. سنوات طويلة، عبر شاشتنا الوطنية، أغنى صوت سمير يزبك أماسينا، فرحا ونشوة… صوته الهادر ملأ مناسباتنا الخاصة والوطنية. أغانيه تعبق بالأصالة وبرهافة الحس الانساني. شلال عطاء فني يبقى في الذاكرة الجميلة. عزاؤنا الى ذويه وأصدقائه ومحبي فنه”.
رحل الفنان سمير يزبك عن 77 عاما بعد صراع مع المرض، غنى خلالها المواويل الى جانب عمالقة الطرب في لبنان والعالم العربي مثل وديع الصافي، نصري شمس الدين، صباح، جوزيف عازار، عصام رجي وغيرهم.
والراحل مطرب وملحن لبناني اشتهر بصوته الجميل، ولد عام 1939 في بلدة رمحالا – قضاء عاليه (جبل لبنان) وهو من الناعمة وبدأ مسيرتة الفنية عن عمر 16 عاما.
وكانت طفولته في منطقة برج البراجنة حيث كان اهله يسكنون، وكان يزور بيت عمه في بلدة الناعمة، اما في بلدة رمحالا فكان بيت جده.
تعلم في مدرسة مار الياس شويا، وكان يرتل مع فرقة الكنيسة في القداديس، وكانت والدته تتمتع بصوت جميل وهي من حفظته موال “عشنا يا ليلى”، فمن الطبيعي ان فن الغناء عاش في داخله، والله منحه صوتا جميلا، فكان اينما وجد يدندن ويغني من عمر 7 سنوات، وكان كل من يسمعه يشيد بقوة وحنو صوته، وبعدها دخل المعهد الموسيقي “الكونسرفتوار”،، وفي الوقت نفسه عمل مزين في صالون جوزيف عتيق للنساء، وفي احدى الايام جاءت السيدة فيروز الى الصالون وكان يسرح شعرها، فقال لها: “اريد ان اسمعك صوتا على المسجلة، واسمعها الصوت فذهلت واعجبت جدا، فقال لها: ان هذا الصوت هو صوت سمير الذي يقوم بتمشيطك، وفورا اخذته السيدة فيروز الى الرحابنة وبدأ العمل معهم في الكورال سنة 1961، ويقول انه يفتخر “بهذه المرحلة التي افادتني جدا واثقلتني صوتا وموسيقى”.
ثم تقدم الى اذاعة لبنان بأغنية الراحل وديع الصافي “لبنان يا قطعة سما”، وفاز بالمرتبة الاولى، وطبعا تابع في الكونسرفتوار ودرس على آلة العود.
ومن هنا بدأت مسيرتهي الفنية بأول اغنية وهي للشاعر الراحل زين شعيب “طول غيابك يا حلو”، و”روحي وروحك يا حلو”، واغنية “يا مصور صور”.
وفي العام 1963 تعرف الى الملحن الكبير روميو لحود واصبحت بطل مسرحياته، وفي معظمها في بعلبك وبيت الدين والارز، ومن هذه المسرحيات الغنائية: الشلال، والقلعة والفرمان وغيرها، وبقيت معه حتى العام 1970.
ومن الستينات الى العام 1975 كانت المرحلة الذهبية، وعند نشوب الحرب الاهلية، ذهب الى سوريا حيث كرم بشكل كبير من سوريا الدولة والشعب الذي كان يردد اغنياته بشكل كبير ورائع.
وكانت اغنية دقي دقي يا ربابة هي الاحب الى قلبه، وهي من كلمات والحان روميو لحود حازت على شهرة عربية وعالمية، مع العلم ان اغنية اسأل علي الليل يا حبيبي من الاغنيات المهمة جدا ولكنها لم تأخذ حقها الكامل، كما انه من الاوائل في الموشحات والمواويل اضافة الى ان اغنية موجوع، رددت بشكل كبير وما زالت حتى اليوم تحظى باهتمام الاذاعات.
سمير يزبك فنان كبير توقف صوته قبل سنوات من وفاته لكن أغانيه بقيت في حناجر محبيه في لبنان والعالم العربي.