صاحبة رواية “لعنة فرعون” حسيبة طاهر جغيم: العلاقة الحميمة ليست طابوها… وأنا امرأة متمردة

النقد الأدبي اليوم أضحى حربًا باردة، انتظروني في معرض الكتاب الدولي و”الآلهة الزجاجية والثالوث” هو جديدي

hassiba taher 1

حوار: ناصر بن زورا

 (الجزائر)

 جريئة إلى حد بعيد، متمردة، كبرياؤها أغلى ما تملك،لا فرق عندها بين الرجل والمرأة ،والمرأة ليست طفرة في الأدب….حسيبة طاهر جغيم هي كاتبة في الظل قررت النشر هذا العام فقط ، صاحبة رواية لعنة فرعون ابنة جيجل متحصلة على شهادتي ليسانس في علم النفس وأخرى في العلوم الصناعية عن جامعة قسنطينة،مقيمة بكندا ومنها تحصلت على شهادة مربية مختصة وكذا شهادة مختصة تغذية،تعمل مديرة روضة أطفال اضافة لعملها كمديرة لمؤسسة الحلم الجديد للثقافة والإعلام العراقية فرع كندا ،متزوجة من مهندس كمياء صناعية ،تميزت بإبداعاتها الأدبية منها تراتيل سيدة العشق وغيرها.

اولا أشكرك على اجراء هذا الحوار بداية لما الكتابة تحت الظل؟

 أهلا بك الكتابة تحت الظل قصدت بها لم أقرر النشر لعدة أسباب س :ماهي الأسباب أن أمكن؟ لم يكن لدي الوقت للنشر إذ هذا العام أنا في البيت تفرغت للكتابة و النشر ، كما كنت صراحة مترددة من حكم المجتمع على كتاباتي، فالجنس حاجة طبيعية في حياة الإنسان كالأكل و الشرب لذا لابد من دخول لقطات ، و ذا كان مجتمع يستهجن الحب العذري فما بالك بالتطرق لمواضيع أخرى؟؟ س :سنعود فيما بعد لهذه النقطة ،حسيبة قبل أن تكون كتابه وشاعرة هي إنسانه بالدرجة الأولى حدثينا عنها. إنسانة طيبة متواضعة عاطفية حساسة، قلقة قليلا و متسرعة ،محبوبة ،كرامتها لاتقدر بثمن كبرياؤها أهم شيء في حياتها . س: يقال عنك أنك متمردة ومتناقضة في أحيان كثيرة أكيد متمردة على الطابوهات الجوفاء و الخرافات و الأعراف الفارغة مع حبي للأصالة والإفتخار بها كتحفة لا كسلوك و هذا يخلق التناقض ، زد أن الإنسان في جوهره تركيبة مشاعر غير متجانسة

بشكل أو بآخر تؤثر البيئة التي نشأتي بها على كتاباتك كيف كان هذا التأثير؟

تأثير البيئة يقين في كل ملكة أو سلوك ،لذا تجد كتاباتي تتعمق في كينونة المجتمع الجزائري و أعماقه و تناقضاته و مقارنته أحيانا بالمجتمع الكيبكي ، كما هنا قصص استمدت مباشرة من المجتمع الكيبكي، و لعنة الفرعون هي تتضمن موضوع الغربة و الاغتراب. س: هذا فحوى سؤالي التالي ،الغربة كان لها نصيب هي الأخرى في التأثير أليس كذلك؟ أجل أكيد فأنا الآن مواطنة كندية و أعيش هنا منذ عشر سنين و لا أزور الجزائر إلا في العطل ، لذلك كتاباتي تتميز بتداخل غير متجانس للوطنيين و بعض التناقض ، بين حبي لكندا كدولة د يموقراطية القانون هو السيد ، حرية المعتقد اللباس ، النظافة الاحترام ……… و بين حنين و شوق لا يستكين والولاء للوطن الأم .

تملكين عديد الأعمال الرائعة وهي عبارة عن مقالات وقصائد شعرية ونثرية دعينا نتحدث عن عينة منها:

 رواية لعنة فرعون هذه الرواية بطلتها فتاة مصرية (رمز للمرأة العربية) تهاجر لإكمال دراستها بكندا لكنها تقع في الحب فتترك الدراسة و هنا تبدأ مع الغربة و خيانة الحبيب و الزواج العرفي ….. ثم تتعرف على شاب كيبيكي تحبه وهو بالمثل لكن يصطدمان باختلاف المعتقدات…..

هل هي ترجمة لحياتك الشخصية؟

لا ،بعيدة عني كل البعد لكن مستمدة قليلا من تجربة صديقة عملت مربية عندي بالروضة

بحيرة الرب؟

مجموعة قصص مثيرة جدا ومنها قصص فازت بالمراتب الأولى في عدة مسابقات ، بعضها تجربتي الشخصية و أغلبها لا، لكن مستمدة من مشاكل المجتمع الجزائري كالإرهاب الزواج الإجباري العنف السرقة….منع الطلاق عرفيا…..، و قصتين من الواقع الكيبيكي س:في رصيدك أيضا أنت وأنا، حبك شلال فيروز،حكاية أزلية ،قصيدة عصفور الشرق؟ الكثير من الخواطر و الأشعار النثرية الناجحة جدا و المحبوبة ،جمعتها في ديوان تراتيل سيدة العشق أنتظر خروجه من المطبعة .

بالتوفيق، صنفتك صحيفة معارج الفكر ضمن قائمة الكاتبات المتميزات حدثينا عن الموضوع.

أجل فأنا من كاتباتهم المتميزت جدا / و هذا حكم لجنة التحرير/بمواضيعي الهادفة من مقالات فلسفية دراسات أدبية و أشعاري التي تتميز بالطابع الإنساني و كذا صحيفة الفكر .

نلت أيضا جائزة عن قصيدة ديما في بالي في مسابقة بوح صورة موضوع

  أجل* ديما في بالي* هذا عنون المسابقة أما قصيدتي الفائزة فبعنوان **كيف أشفى منك**.

 حدثيني عن **كيف اشفي منك**

قصة امرأة تختار فراق حبيبها رغم حبهما الكبير لأن القدر يقف حاجزا بينهما،  لكن تظل تتعذب في غيابه و لا تمكن من نسيانه.

لكل كاتب وأديب طقوس خاصة أثناء الكتابة. فما هي طقوسك؟

طقوسي أن أكون متفرغة للكتابة تماما ، كأني سأقابل ضيفا عزيزا ، فأنهي كل أشغالي، أستحم أتزين أتعطر و أستلقي حاملة اللّابتوب لأكتب.

هل ولى زمن الورقة والقلم؟

أجل ولى،، ففي زمنها كنت أكتب و كثيرا ماتضيع كتاباتي ، أما اليوم الحمد لله أكتب و أحفظ س:المرأة والكتابة في الوطن العربي من منظور حسيبة. حسيبة حين تكتب لا فرق عندها بين الرجل والمرأة كونها تصور الإنسان بمكنوناته و بواطنه وصراعاته وتأثير البيئة والمجتمع وتقلبات وتناقضات الحياة اليومية، وأن الكتابة أصبحت ونيستها في الغربة ، فمن ألم الحنين والشوق للوطن والأهل والأحبة تولد أجمل النصوص، ويبقى الوطن ساريا في الوريد ساكنا في أعماق الذات مهما رحلت أو حللت، و لن تدرك مقدار حبك لوطنك إلا يوم تبتعد عنه. هل المجتع العربي أعطى المرأة حقها في مجال الكتابة والأدب؟ أكيد لا ، فهو يقف حاجزا أمامها س: كيف السبيل لكسر هذا الحاجز؟ بالتمرد على الأعراف و عدم الاهتمام بالأحكام المسبقة و التهم الجزافية.

واقع الأدب في وطننا العربي.رأيك فيه؟

أرى أنه ليس في أحسن حال ،ومع ذلك هناك صحوة و أقلام جادة تنقصها الرعاية والاهتمام.

العزوف عن القراءة واقع نعيشه للأسف الشديد ، نحن هنا لا نعمم لكن هو الغالب ،فلما نكتب إن لم نجد من يقرأ؟

نكتب أولا لنرضي حاجة نفسية حاجتنا للكتابة ، ثم نكتب لمن يقرأ حتى لوكان واحد في الألف ، والكتابة الجيدة لن يعزف الناس عنها أكيد ستقيم و لو بعد حين .

هل الكاتب العربي اليوم يملك تلك القدرة على صنع فكر وتوجه في قضية ما من قضايا مجتمعه؟

 أمر صعب لكن ليس بمستحيل ها نحن نسعى و للمجتهد المصيب أجرين و لمن لم يصب أجره.

نعود للنقطة التي أثرتها في بداية الحوار حول الطابوهات فبعض الكتاب يخوض في الطابوهات خلينا نقول محرمة .دون النظر إلى نياتهم و مبتغاهم ما رأيك في ذلك؟

  أنا لاأحب الخوض لأجل الخوض ، أو لجلب القارئ  لكن إذا كان الموضوع يستدعي فأنا أخوض غالبا بأسلوب علمي وثائقي و ليس إيروتيكي .

الاحتكار والصورة النمطية لكتاب وأدباء هي ظاهرة مرضية إن كنت توافقيني على هذا الطرح كيف السبيل إلى الشفاء منه؟

والله السبيل بمحاولة فرض أنفسنا بجودة أعمالنا و ثقتنا بقدراتنا، وعدم التمسح بأسماء من سبقونا للشهرة. التعريف بالإرث الأدبي العربي هي مسؤولية تضاف للكاتب المهجري هل الكاتب العربي المغترب يعي هذه المسؤولية؟ أكيد…. لكن مسؤولية صعبة دون دعم أي جهة مسؤولة.

كنا قد ذكرنا في مقدمة الحوار بأنك تديرين مؤسسة الحلم الجديد للثقافة والإعلام العراقية فرع كندا،حدتينا عنها وعن دورها؟

 هي أيضا تعطلت الآن و حتى المجلة الشهرية لم تصدر لأن وزارة الثقافة العراقية قطعت الدعم المادي بسبب سياسة التقشف المنتهجة .

جائزة نوبل للآداب والعرب تعليقك؟

والله هذا الموضوع لا أتابعه ، و حتى إن نالها أحدهم سيتهم بالخيانة و العمالة…..

النقد الأدبي، كتبت مقالا في هذا الشأن حديثينا عنه.

 أجل صحيح ، لأن النقد الموضوعي أو القريب من الموضوعية / لأن النقد ليس علم دقيق كما نعلم / أصبح شبه منعدم فلا جود لنقاد متخصصين و من هنا تحول النقد إلى حرب باردة وحتى ساخنة أحيانا ،و خلق نوع من الكره والتنافر بين الكاتب و الناقد وضاعت مهمة النقد الأساسية ألا وهي تذليل الصعوبات للقارئ و مساعدته على فهم النص .

خضت تجربة التحكيم في مسابقة همس الشعراء والأدباء كيف كانت التجربة؟

  أنا رئيسة لجنة تحكيم في مجلتين ، والله التحكيم صعب جدا ، تحاول أن تكون موضوعيا و صارما و من جهة تتمنى إسعاد الجميع و تضع نفسك في مكان من لم يحالفه الحظ ، لكن الحمد لله الشعراء على خلق ويتقبلون النتيجة بروح رياضية وسماحة.

ما جديد حسيبة وهل ستكون حاضرة بالمعرض الدولي للكتاب هذه السنة؟

أكيد كتبي الثلاثة ستكون حاضرة بإذن الله تتكفل بذلك دار ابن الشاطيء أما شخصيا فاحتمال ضعيف، وجديدي رواية “الآلهة الزجاجية و الثالوث” التي سأرسلها دار النشر قريبا جدا … بالتوفيق ……..

لمن تقرأ حسيبة؟

غادة السمان،  نازك الملائكة، كفى الزعبي ، فريديريك لونوار ….

توجد فقرة معنونة بـ كلمة بكلمة سأعطيك كلمة للتعبير عنها بكلمة.

 الغربة: :صعبة، الحياة: مبهمة، الصداقة:غذاء الروح، الرجل: لابد منه، الأمل: عصب الحياة.

 مشكورة أديباتنا على سعة ورحابة صدرك وصبرك.   كلمة أخيرة لقرائك ومتتبعيك.

 أحبهم كثيرااا والله كأنهم جزء مني ، وبهم أرتقي أنا، فهم السند والمدد بالقوة والإرادة

books- has

اترك رد