البروفسور تنوري طبيب لبناني من جامعة بوسطن قضى على آلام الظهر بجراحات مبتكرة: نتمنى على وزارة الصحة الاخذ بالتقنيات الحديثة

تحقيق ريما يوسف

(الوكالة الوطنية للإعلام)

tony tannoury

اللبنانيون المغتربون في مختلف أنحاء العالم، يشتاقون إلى أرض الأرز ويحن إليهم أهلهم وأقرباؤهم المقيمون فيها، فما من منطقة في العالم لم تطأها قدم لبنانية، واللبناني لم يذهب مهاجرا إلى بلاد أخرى فحسب، بل أبدع فيها ورفع اسم وطنه لبنان من خلال اختراعاته وعلومه التي وصلت الى اقصى حدود المعرفة، من خلال الطب والهندسة وغيرهما.
8 ملايين لبناني في البرازيل، 3 ملايين في أميركا، مليون ونصف المليون في الأرجنتين، 800 ألف في فنزويلا وغيرها من الأرقام الكبيرة التي تظهر بين ليلة وضحاها وتتكاثر، ليلمع نجومهم في سماء العلم والابداع.

تنوري خريج اللبنانية 92

البروفسور طوني تنوري رئيس قسم جراحة العمود الفقري في مركز بوسطن الطبي لجراحة العظام في ولاية بوسطن الاميركية، احد نجوم لبنان اللامعة في سماء الاغتراب، تخرج من كلية الطب في الجامعة اللبنانية سنة 1994، سافر بعدها إلى الولايات المتحدة حيث أكمل دراسته متخصصا في جراحة العظم والمفاصل في جامعة جورج تاون، وفي جراحة العمود الفقري، ولم يكد ينهي تخصصه حتى كان قد سجل 3 اختراعات وضعته على طريق مشوار طبي طويل.

تنوري صاحب 12 اختراعا طبيا بتقنية حديثة للعلاج، أسهم في تطوير عمليات جراحة الظهر والعمود الفقري، من خلال ثقوب وجروح صغيرة جدا. اختراعاته مسجلة في كبرى مستشفيات الجراحة الأميركية والأوروبية. وهو موجود حاليا في لبنان في بلدته قاع الريم في البقاع، يشارك في المؤتمر التاسع للجمعية العالمية للجهاز الحركي او The International Musculoskeletal Society (IMS)، التي يترأسها، وهي جمعية خيرية مركزها مدينة بوسطن في الولايات المتحدة، وتعنى بتدريب الأطباء ولا سيما اللبنانيين على أحدث التقنيات وآخر التطورات في مجالات الجهاز الحركي من جراحة العظام، جراحة الأعصاب، ومعالجة الآلام.

انعاش لبنان علميا

وفي لقاء مع “الوكالة الوطنية للاعلام” اكد تنوري اصراره “على انعقاد المؤتمر كل سنة في لبنان على الرغم من الضغوط الكثيرة من البلدان الشقيقة للمشاركة في بلادهم، ولكنني لا ارغب الا بعقد المؤتمر في لبنان، لان الاوضاع الحالية حرمتنا من السياحة والتجارة وغيرها وبالتالي نريد انعاشه بالامور العلمية”.

اضاف: “دائما يشارك في المؤتمر اطباء من الولايات المتحدة وكندا واميركا الجنوبية ومن الشرق الادنى، وهذه السنة كان المؤتمر ناجحا جدا وحضره اكثر من 60 طبيبا مصريا واطباء من العراق والبلدان العربية كافة وايران. كما حضر اطباء من حلب احتاجوا الى اكثر من يوم ونصف اليوم للوصول الى بيروت. ما يدل على ان الجمعية والنشاط الذي تقوم به يعني الكثير للاطباء”.

وتابع: “منذ سنوات، عندما كنت في هاواي اعجبت بموضوع المؤتمر وخطرت لي فكرة انشاء هكذا مؤتمر في الشرق الاوسط، فاتصلت بالدكتور حسن سرحان وهو في اميركا من جذور اردنية – فلسطينية، كما اتصلت  بالدكتور رجا الشفتري في لبنان واسسنا الجمعية، مع العلم ان والد ووالدة الدكتور سرحان توفيا بأخطاء طبية. لذلك قمنا بتدريب الاطباء ضمن نشاط الجمعية التي هدفها هو تسليط الاضواء على المشاكل التي تصيب الجهاز الحركي، اي كل المشاكل التي لها علاقة بالمفاصل والبراغي والعظام والكسور، اضافة الى توعية الاطباء وتثقيفهم”.

وقال: “اتخذنا قرارا بتثقيف الاطباء بحسب المعايير العالمية العالية بالتعاون مع اطباء اخترعوا تقنيات جديدة في الطب الخاص بالعظام على ان تكون التجارب على الجثث البشرية. ففي السنة الاولى اقمنا التجارب على الخراف، وهذا يدل على اننا جديون في الوصول الى مستوى معين”.

واكد تنوري “ان هناك تجاوبا كبيرا من الاطباء، والاصداء التي سمعتها في المؤتمر كانت ايجابية مئة في المئة، والكل كان يقول ان ما اكتسبوه كان جيدا جدا، والحمد الله اننا نستطيع ايصال الرسالة بطريقة علمية ومن دون انحياز الى تقنية معينة او لشركة ادوية معينة او لاي جامعة معينة”، مشيرا الى ان “المؤتمر ومنذ عامه الاول ينظم برعاية جامعة بوسطن في الولايات المتحدة، وهي تقوم بتدريب مستمر للمحاضرين لمنع وضع اي اشارة لدواء معين او اي منتوج وهذا يدل على الشفافية. هدفنا وضع فكرة واقعية من المنافع والنواقص لكل تقنية”.

وعن تطبيق التقنيات في لبنان، اشار الى تطبيق البعض منها وذلك لعدم وجود هذه التقنيات والتدريبات الكافية، مؤكدا “ان الطبيب اللبناني يتمتع بالجدية والمثابرة ولكن التطبيق في حاجة الى وقت ، والشركات ليس لديها الاجهزة ويجب ان تشتريها المستشفيات اي ان السلسلة متواصلة”.

اضاف: “لذلك نحن نشجع وزارة الصحة على الاهتمام بالموضوع، لان هذه الجراحات مكلفة واكثر من تقليدية، والفرق يكمن في العلاج السريع وبذلك يكون التوفير في الوقت وفي فترة العلاج عن العلاج الفيزيائي والتخفيف من فترة الالم والعلاج من الالتهابات”.

وختم: “ضمن برنامجنا الاتصال بوزارة الصحة وعرض مشروعنا العالمي لنبرهن ان هذه التكلفة تبقى الارخص بالنسبة لتكلفة العلاج الطويل الروتيني”.

12 براءة اختراع

يذكر ان البروفسور تنوري ابتكر تقنيات حديثة تزيد عن 12 براءة اختراع، ومنها إجراء جراحة في الظهر، ومعالجة كافة المشكلات التي يعاني منها المريض، سواء كانت كسرا او سرطانا او تمزقا دون ترك اي اثار جانبية، بحيث يعمل على فتح ثقب صغير بحجم سنتيمتر واحد سنتيمترين على الاكثر، يستطيع من خلاله أن يكشف العضلة التي تغطي الجزء المراد علاجه ويعمل من اسفلها، وعندما ينتهي من الجراحة يسحب الادوات من تحت العضلة من دون حدوث أي شد عضلي، وهو امر دقيق للغاية عند التعامل مع سلسلة الظهر، بحيث يتم التعامل معها مع توجيه إشعاعات دقيقة جدا. ومن الاختراعات الاخرى برش العظام لتسهيل عملية التحام الفقرات وزرع العظام من دون المس بعضلات الظهر.

كما توصل إلى اختراعات أخرى تجنب الأطباء المس بالعضلات وتعريضها للتمزق وتمنع النزيف نهائيا أثناء الجراحة، وتمكن المريض من العودة إلى منزله في يوم واحد. واستطاع تحقيق النجاح من خلال معالجة الديسك والوصول اليه من الجانبين الأيسر أو الأيمن بدل شق الظهر، وهذا الاختراع أصبح الآن معتمدا عالميا. كما استطاع تصميم طاولة عمليات جراحية متحركة خصيصا لمرضى الظهر والديسك، تتيح للطبيب الجراح إجراء عملية في العمود الفقري من الجانبين أو من الخلف من دون نقل المريض خلال العملية الجراحية، وهذا الاختراع وفر ساعة كاملة من زمن العملية.

كذلك توصل إلى اختراع نوع من “الحفاض” يوضع لحماية الأعصاب خلال العملية الجراحية، بدلا من الاعتماد على مساعدة شخص ثان للقيام بالمهمة يدويا، وتطوير آلة تدخل بين أحد الجانبين والبطن والوصول إلى الديسك من دون المس بالأعصاب والعضلات، وهذه الآلة تمكن من معالجة كل أنواع الديسك مباشرة.

 

اترك رد