نظم معهد الدراسات النسائية في العالم العربي في الجامعة اللبنانية- الاميركية (LAU) وبالتعاون مع الاسكوا ومع المركز الدانمركي للابحاث حول المرأة والجندرة (KVINFO)، مؤتمرا دوليا في حرم بيروت تحت عنوان: “باتجاه تخصص المرأة السلم والأمن على الروزنامة العربية”.
شارك في المؤتمر حوالي اربعين اختصاصيا في مسائل السلم والامن وتثبيت القرار الدولي 1325 في البلدان المعنية، مع الاشارة الى ان هذا القرار الاممي يدعو الى اشراك المرأة في عملية بناء السلام ويصونها من اغتصاب حقوقها الانسانية ويمكنها من الوصول الى العدالة ويزيل التمييز.
ويهدف هذا المؤتمر، ونظرا الى الاوضاع المتردية في سوريا واليمن والعراق وليبيا الى اشراك المرأة في هذه الدول وتشجيعها على الجهد المبذول لاحقاق السلام.
حضر من الجامعة رئيسها الدكتور جوزف جبرا ونائب الرئيس للخدمات روي مجدلاني ومديرة معهد الدراسات النسائية الدكتورة لينا ابي رافع وعميد كلية الآداب والعلوم الدكتور نشأت منصور وعميد كلية عدنان القصار لادارة الاعمال بالانابة الدكتور سعيد اللادقي والمدير التنفيذي للاعلام والعلاقات العامة الدكتور كريستيان اوسي بالاضافة الى مسؤولين في الاسكوا وكفينفو ومسؤولين ومهتمين.
افتتح المؤتمر في قاعة محاضرات كلية عدنان القصار لادارة الاعمال، بمشاركة اكاديمية من المملكة المتحدة والاردن وفلسطين والسودان والعراق والولايات المتحدة الاميركية والدنمارك وليبيا ومصر وسوريا واليمن ولبنان بالاضافة الى مشاركة قوى الامن الداخلي ممثلة بالعقيد ايلي اسمر.
استهلالا النشيد الوطني، قبل ان تقدم الاحتفال المسؤولة في معهد الدراسات النسائية مريم صفير، ثم تحدث رئيس الجامعة الدكتور جوزف جبرا فقال: “ومن المهم انعقاد هذا المؤتمر في هذا الظرف وفي هذه المؤسسة التي يعود تاريخها الى العام 1835 عندما وصلت امرأة اميركية الى شواطىء لبنان بنية تأسيس مدرسة للنساء.
هذه المدرسة تطورت لتصير جامعة بكل معاني الكلمة بكلياتها وبحرميها في بيروت وجبيل ومستشفاها في بيروت ومركزها الأكادمي في نيويورك الذي يلعب دور الجسر بين اميركا الشمالية ولبنان والمنطقة”.
وتحدث عن “وعي مجلس الامن الدولي الى مسألة ما يعانيه النساء والاطفال في العالم وقراره بالتحرك فأصدر 7 قرارات تتعلق بالمرأة والسلام والأمن وصارت اطارا للتحرك السياسي الهادف دوليا”. وقال: “هذا هو القرار 1325، وهو مهم جدا لأنه يشكل نوعا من الهداية لصناع القرار، فهو يشدد على المشاركة النسائية في مسألة صناعة القرار وفي ادارة النزاعات، كما انه يشدد على الوقاية المفروض توفرها للمرأة، ويدعو الى الحماية للنساء وصارت هذه القرارات اساسا للمناقشة وللعمل السياسي”.
وختم: “نتمنى ان نعي ما يحصل في منطقتنا وانتم مدعوون الى العمل من أجل حفظ حق المرأة وكلمتها”.
أبي رافع
ثم تحدثت مديرة معهد الدراسات النسائية الدكتورة لينا ابي رافع فقالت: “مضت 16 سنة على اتخاذ القرار الثوري 1325 في مجلس الأمن الدولي فهو يذكرنا يوميا بالدور الثوري الممكن للمرأة في المجتمع بل بواجب قيامها بهذا الدور. ومن الحروب نعلم ان التجارب مختلفة بين الرجل والمرأة. ولقد غير القرار الأمني النظرة في كيفية التعامل مع المرأة وسواها وهو اسهم في فهم العالم لهذه المسألة الدقيقة”.
وتناولت عن “الفارق بين النص ومسألة تطبيقه، بحيث انه لم يعرف بعد دور المرأة في السلام كما في الحرب”، مشيرة الى “المساواة الجندرية المطلوبة بحيث يستمر التمييز الجندري وتستمر الانتهاكات في حق المرأة في هذه المنطقة خصوصا”.
وأكدت ان “هناك دورا للمرأة في هذا العالم والمشاركون في المؤتمر سيبحثون في هذه المسائل وتحدثت عن تجاربها في افغانستان والنيبال ومدى تعرض النساء الى انتهاكات”، آملة “بالتمكن من تحسين وضع المرأة في منطقة الشرق الاوسط من خلال ابحاث المؤتمر”.
العوضي
أما الدكتورة مهريناز العوضي من مركز الابحاث النسائية في الاسكوا فأشارت الى “التزام الاسكوا بمسيرة تعزيز وضع المرأة واشراكها في مسائل تحقيق السلم والسلام”.
وأعطت امثلة عن “نتائج التحرك في الاسكوا خلال السنوات القليلة المنصرمة”. وأكدت ان “هنالك الكثير من الافادة في مسائل الاستثمار في هذا الحق الانساني، من خلال تحقيق الانسجام وتحقيق المساواة الجندرية في العالم العربي”.
وشددت على ان “المرأة عنصر فعال في بناء السلام فهي قادرة ان تكون وسيطة وضاغطة ومحاورة”.
كريستيان
وأخيرا كانت كلمة للدكتورة كوني كريستيان من مركز الابحاث الدانمركي للابحاث حول المرأة والجندرية والمساواة (كفينفو) فلفتت الى ان “الهدف هو السعي لتحقيق مجتمع متساو في المنطقة، وان المركز يدعم المرأة في حقوقها المجتمعية والسياسية”. واعتبرت ان “المرأة اجمالا لا تتمثل في العالم بما تستحق او بما هي قادرة على تحقيقه”. وشددت على ان “للمرأة حقا في الحماية من الانتهاكات التي تتعرض لها بما يضمن مشاركتها الواسعة والمحقة في عملية بناء السلام، فهي لها الحق في الحياة بشكل آمن، وهي والعالم بحاجة الى دعمها في ما يمكن ان تقدمه وتفعله”.
تجدر الى أن المؤتمر يستمر ثلاثة ايام تعلن في ختامه المقررات النهائية.