فعاليات الدورة الثانية تنطلق في 28 الجاري
كلود أبو شقرا
للعام الثاني على التوالي ينظم متحف جميل ملاعب في بلدة بيصور في جبل لبنان «مهرجان ملاعب لموسيقى الحجرة والفنون الجميلة» (28 أغسطس – 30 منه)، ويضم حفلات موسيقية موزعة بين المتحف والجامعة الأميركية في بيروت، يحييها ثمانية عازفين شباب من ألمانيا، هولندا، سلوفينيا ولبنان، فضلا عن معرضين: الأول حول آلة الكمان، والثاني يضم أعمال كبار الرسامين التشكيليين اللبنانيين بين القرن التاسع عشر والقرن العشرين.
تظاهرة ثقافية وفنية تتجاور فيها النغمة الراقية مع الخطوط والألوان المنسابة بإيقاع على اللوحات، لكأنها تتحاور بلغة دافقة بحنين العودة إلى زمن تحركه الروح وتنبض فيه العواطف وتسير الأيام على وقع الأحاسيس… يستقبلها متحف جميل ملاعب في بلدة بيصور، وهي دعوة إلى العودة إلى الجذور، إلى السفر عبر النغم واللون إلى عوالم جميلة حيث الحلم يتراقص على هدي الآلات الموسيقية ويسافر الخيال بعيدا ويسرح بين الخطوط والظلال والألوان…
يتوزع برنامج «مهرجان ملاعب لموسيقى الحجرة والفنون الجميلة» على ثلاث محطات: حفلة لموسيقى الحجرة في متحف جميل ملاعب (28 أغسطس)، معرض حول الكمان لأرتي إسكنداريان، معرض كبار الفنانين اللبنانيين، يضم لوحات لفنانين في القرنين التاسع عشر والعشرين (29 أغسطس)، حفلة لموسيقى الحجرة في الأسمبلي هول في الجامعة الأميركية (30 اغسطس)، يتضمن برنامج الحفلتين عزف مقطوعات موسيقية لموزار، هوغو وولف، شوستاكوفيتش، مندلسون.
مبدعون شباب
العازفون الشباب الذين يشاركون في المهرجان، برعوا كل في مجال الآلة الموسيقية التي اختارها، فاللبناني جوليان عزقول ابن عازف الغيتار المعروف جاد عزقول ، أحيا حفلات في أكثر من عشر دول رغم صغر سنه، وهو الموسيقي العربي الوحيد الذي شارك في مهرجان فيربير للأوركسترا في 2012. عزف مع اوركسترات عالمية، وقدم حفلات منفرداً على أهم المسارح العالمية. نال شهادة الماجستير بامتياز في الأكاديمية الملكية للموسيقى في لندن، وحصد جوائز عالمية.
أيضاً اللبناني ماريو راعي، درس العزف على الكمان في كونسرفتوار سانتا سيسيليا في روما، وهو عضو في اوركسترا روما السمفونية وفي الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية.
أما ريبال ملاعب فولد في بيصور، درس آلة الكمان منذ عمر السادسة في الكونسرفتوار الوطني للموسيقى. في السادسة عشرة من عمره شارك في مهرجان الشباب في ألمانيا، وبعد سنة دخل إلى جامعة موزارت ودرس فيها. كموسيقي حجرة عمل ملاعب بكد تحت إدارة المايسترو دانيال بارنبويم في برلين بين 2011 و2012، وتابع دروساً أعطاها موسيقيون من أوركسترا برلين الفيلهارمونية.
بين 2012 و2016 شارك في Sonc Festival في سلوفينيا وفي مهرجان الأغاني في بيروت. شارك عزفاً مع اوركسترات عالمية، وقدم كعازف منفرد حفلات في لبنان وخارجه.
ألف موسيقى لمسرحيات منير أبو دبس، ولفيلم {حياة تستحق العيش} حول والده الرسام التشكيلي جميل ملاعب. في صيف 2015 أسس {مهرجان ملاعب لمسيقى الحجرة}، ويقيم موقتاً في فيينا حيث يتابع دروسه.
جنى سمعان، وهي لبنانية ايضاً، بدأت درس آلة التشيللو في الكونسرفتوار الوطني للموسيقى، في عمر الثامنة، ومنذ 2005 تحيي حفلات موسيقية في عواصم أوروبية وآسيوية وأميركية، وضمن أوركسترات عالمية. في يوليو 2014 تخرجت في معهد الموسيقى والفنون في شتوتغارت، وعزفت مع اهم الأوركسترات، واصبحت عضو في {شاتوتغارت باروك أوركسترا} منذ ابريل 2016. كذلك ساري خليفة، هو لبناني، بدأ دراسة البيانو في الخامسة من عمره، وفي السابعة من عمره بدأ دراسة التشيللو، عام 2004 تخرج في آلة التشيللو في الكونسرفتوار الوطني في بيروت، شارك مع اوركسترا West-Eastern Divan Orchestra، على مدى ستة أسابيع في حفلات في لندن وبرلين وفيينا وشانغهاي… عام 2013 شارك مع شقيقه أياد خليفه وكريم صالح في ثلاث حفلات مع اوركسترا قطر الوطنية…
الموسيقيون الأجانب
الموسيقيون الأجانب الثلاثة الذين يشاركون في المهرجان، برزوا كل في بلده رغم صغر سنهم، وشاركوا في حفلات في أنحاء العالم.
تعتبر تونجا سونك من جيل عازفي الكمان الشباب في سلوفينيا، نالت جوائز في مسابقات وطنية وعالمية، قدمت حفلات منفردة في سلوفانيا، كرواتيا، إيطاليا، النمسا… وشاركت مع الأوركسترا الفيلهارمونية السلوفينية.
أمارينز ويردسما، بدأت العزف على البيانو في عامها الثاني، تخصصت في الكونسرفتوار في امستردام، عملت مع موسيقيين متخصصين في موسيقى الحجرة، شاركت في مهرجانات عالمية.
كريستوف سلنزكا ولد في المانيا وبدأ العزف على الكمان في عمر الخمس سنوات، وتتلمذ على كبار الأساتذة.
جميل ملاعب
يعتبر جميل ملاعب من ابرز الرسامين التشكيليين في لبنان، تاريخه حافل بأجمل اللوحات التي كانت خير سفير للفن اللبناني في العالم، ففي جعبته أكثر من ثلاثة وعشرين معرضاً فرديا، وشارك في أكثر من خمسين معرضاً جماعيا في لبنان والخارج وفي ملتقيات النحت.
له اكثر من 12 كتاباً ومطبوعة لاعماله المصورة. سافر إلى دول عدة حيث رسم فيها بكثرة، ولكن بقي موضوعه الاساس قريته التي صوّر نواحي حياتها اليومية وأحوالها الاجتماعية وعاداتها وتقاليدها بأسلوبه المميّز، فاذا بخصوصية ضيعته تأخذه الى آفاق عالمية.
ولد جميل ملاعب في بلدة بيصور، قضاء عاليه – لبنان. حاز شهادة دروس عليا من معهد الفنون في الجامعة اللبنانية، ودرس في معهد الفنون في الجزائر. نال ماجيستير في الفنون الجميلة من معهد برات في بروكلن- نيويورك، ودكتوراه في التربية الفنية من جامعة اوهايو في الولايات المتحدة، درّس الفن في معاهد وجامعات في لبنان.
****
(*) جريدة الجريدة