دعا “الاتحاد الفلسفي العربي” إلى “إفشال المحاولات المريبة التي دبرت في الليل، ويتم تسويقها في وضح النهار، عبر عملية تشويه لمنهج مادة الفلسفة في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي في لبنان، وذلك تحت ذريعة خادعة تروج لترشيق هذه المادة وتيسيرها وتقريبها من أفهام الطلبة”
أضاف في بيان صدر عنه: “إن “الاتحاد الفلسفي العربي”، الذي يمثل إحدى أهم المرجعيات الفلسفية في لبنان والعالم العربي، يدين ما يقوم به “المركز التربوي للبحوث والإنماء” وبعض المواقع في وزارة التربية والتعليم العالي، ولن يتهاون البتة في التصدي للجريمة الموصوفة بحق العقل وبحق الفكر الحر، وتحديدا بحق “الفلسفة العربية”، متوقفا عند الآتي:
أولا- من المستهجن حقا، وقت يجد الفكر الظلامي التكفيري، في صيغته “الداعشية” المتنامية، مواطئ قدم له في أرجاء المنطقة، كما في العالم، أن تجري محاولات مشبوهة وحثيثة لتقزيم الفكر الفلسفي الذي يمثل السلاح الأمضى في مواجهة كل النزوعات الظلامية، وفي مواجهة التخلف ، بمختلف صوره وأعراضه وتجلياته
ولعل من سخرية القدر أن تجري هذه المحاولات المشبوهة، في حين تعلن “الأونسكو” عن إقامة مؤتمر دولي في العام 2017 لإعادة الاعتبار للفلسفة والعلوم الإنسانية، لإضفاء مسحة من الإنسانية راح العالم يفتقدها بعد الحرب العالمية الثانية.
ثانيا- في إطار المشاريع المشبوهة التي تستهدف الفلسفة بعامة، ثمة فصل أشد خطورة، وهو المتمثل بدمج “الفلسفة العربية” في مادة الفلسفة العامة، تحت عنوان توحيد مادة الفلسفة”.
وأبدى عددا من الملاحظات كالآتي:
“أ- إن بعض المنظرين المعادين لـ”الفلسفة العربية”، أو اقله غير المقرين بوجود فلسفة عربية، يقفون وراء هذه المحاولات، موفرين الذرائع لدعاة إصلاح منهج الفلسفة وتطويره.
ب- إن إلغاء الفلسفة العربية هو إخراج لها من سياقها التاريخي، بل هو إجهاز على الهوية العربية، في زمن نحن أحوج ما نكون، وفي ظل العولمة المتوحشة، الى تعزيز هذه الهوية، في صيغتها الإنسانية المنفتحة على الفكر العالمي، وعلى غرار ما كانته هذه الهوية إبان الحقبة الذهبية للحضارة العربية في العصر العباسي.
إنها عملية تغييب للتجارب العقلانية المضيئة التي أنتجها الفكر الفلسفي العربي، عبر تاريخه المديد.
ج- وفي هذا المجال لا بد من إدانة ما تم دسه في توصيات “اللقاء التربوي في الأونسكو” ( 30 حزيران 2016) ، حيث زورت إرادة غالبية الحاضرين من أساتذة الفلسفة في التعليم الثانوي، لجهة الموافقة المزعومة على دمج مادة الفلسفة العربية في مادة الفلسفة العامة، وقد كانت “مسرحية” تصويت، بكل المعايير.
ثالثا- تأسيسا على ما سبق، وجبها لكل المشاريع المشبوهة التي لن تكتب لها الحياة، دعا “الاتحاد الفلسفي العربي”، متعاونا ومنسقا مع أساتذة الفلسفة في التعليم الثانوي، الرسمي والخاص، إلى أقسام الفلسفة في الجامعات العاملة في لبنان وإلى سائر معتنقي الفكر الحر والمنتصرين للعقل، إلى “لقاء الانتصار للفكر الحر”، وذلك يوم السبت الواقع فيه 24 أيلول 2016، في مقر “المركز الدولي لعلوم الإنسان-جبيل (برعاية اليونسكو)”، لوضع خطة للتحرك، وصولا إلى إفشال تلك المحاولات المشبوهة والهمايونية، ورد القائمين بها على أعقابهم”.
ولسوف يحدد في بيان لاحق تفاصيل الدعوة إلى اللقاء”.