تتمتّع حينًا بحكمة نتيجة تجربة إنسانية.. وحينًا آخر تتجمل بفكاهة أو نادرة تجلو الهمّ عن الصّدور
في رغبة من المؤلفة جولي مراد في جمع أهم نوادر مشاهير العالم جاء هذا الكتاب «نوادرُ المشاهير شرقًا وغربًا على مرّ العصور» الصادر حديثًا عن «الدار العربية للعلوم – ناشرون، الذي هو نتيجة بحث عن أبرز ما اشتهروا به من طرائف. ولم تكتفِ فيه الكاتبة بذكر نوادر مشاهير الشرق فقط، وإنما تعدى بحثها ليشمل مشاهير الغرب وعلى مدى أكثر من عصر. وكأنها قررت أخذ القارئ في رحلة إلى عوالمهم الطريفة لترينا جانبًا آخر من شخصياتهم غير التي عرفناها عنهم من قبل.
هذا الكتاب الذي صنفته الكاتبة إلى قسمين، يحتوي الجزء الأول منه على النوادر العربية، والثاني ضمّ نوادر الشخصيات العالمية، ولم تغفل الكاتبة هنا في تعريف القارئ عن كل شخصية من شخصيات بحثها هذا كمقدمة تسبق الحديث عن نوادر كل منهم.
عن هذا الكتاب تقول الكاتبة جولي مراد: «نوادرُ المشاهير لا حصر لها إن شرقًا أو غربًا، وهي تتمتّع حينًا بحكمة نتيجة تجربة إنسانية، وحينًا آخر تتجمل بفكاهة أو نادرة تجلو الهمّ عن الصّدور. ورغبتُنا في هذا الكتاب تتجلى في إبراز هذه الموروثات الحضاريّة، فجمعنا وحققنا وعرّبنا ما وجدناه مفيدًا وشيقًا كي لا يملّ القارئ، بل تظلّ الابتسامةُ مرتسمةً على محيّاه طوال مطالعته لهذا الكتاب»، وتضيف مراد بالقول: «تتجلى النوادر بذكاء صاحبها النادر وبسرعة بديهته كما تحمل في بعضها غباءً ظريفًا ينأى عن الانتقاد. وفي المشارق كما في المغارب يبقى الإنسان بطبائعه نفسها، وتبقى الموضوعات متشابهةً في غالبيتها وإن اختلفت المجتمعات وتنوعت».
وعن ألبرتو مورافيا، تنقل الكاتبة هذه الحادثة الطريفة التي جمعته بموسوليني. يقول مورافيا: كان موسوليني مُغرمًا بالتفاخر بأساطيله الجوية والبحرية وبجيوشه الكبيرة. زرته في أحد الأيام تلبيةً لدعوته إلى تناول القهوة معه، فقضيت ساعتين عنده وهو يحدّثني عن عظمة طاقاته الحربية، ثم أشار إلى لوحة فوق مكتبه عليها مجموعةُ أزرار وقال لي بلهجته الخطابية المعهودة: «إن ضغطتُ على هذا الزرّ حلّقت الطائراتُ فوق المغرب، وإن ضغطتُ على هذا الزرّ تحركت الجيوشُ في الحبشة، وإن ضغطتُ على هذا الزر.. وهنا قاطعته، وكنتُ قد انتظرت طويلاً وصول فنجان القهوة، وقلتُ ولكن على أي زرّ تضغطُ، يا سيادة الرئيس، لتطلب فنجانًا من القهوة؟».
وتحت عنوان «البغل والحمير» نقلت لنا الكتابة موقفًا طريقًا للشاعر المصري حافظ إبراهيم تقول «كان لحافظ إبراهيم، صديق اشتهر بوفرة ماله، وشدّة غبائه وغروره. وكان هذا الغني مرشحًا للنيابة. فالتقى بحافظ وقال له: رأيت البارحة في نومي كأنني راكب على بغل يركض بي، وخلفه حميرُ كثيرةُ تتبعه. فقال حافظ: أبشر فإنك ستنتخب عضوًا في مجلس النواب، لأن البغل يدلّ على كرسي النيابة الذي ستجلس عليه. فقال الغني: والحمير؟ فأجابه حافظ: همُ الذين سينتخبونك».
ومن أبرز الأسماء التي تناولتها الكاتبة في إصدارها هذا: جورج برنارد شو، ألفونس أليه، ثيودور روزفلت، تشرشل، ستالين، ألبرت آينشتاين، هيلين كيلر، مارتن لوثر كينغ، ليندون جونسون، مارك توين، ليون تولستوي، فولتير، فريدريك الأكبر، سقراط، أرسطو، كونفوشيوس، الإسكندر الكبير، عباس محمود العقاد، محمد حسنين هيكل، صلاح لبكي، نجيب محفوظ، مي زيادة، مصطفى المنفلوطي، أبو الطيب المتنبي، أبو العلاء المعري، المعتصم بالله، فيصل الأول وغيرها من الشخصيات التي يبدو أن الكاتبة قد بذلت جهدًا كبيرًا في جمع طرائفهم نظرًا لتفاوت الزمان لكل شخصية من شخصيات هذا الكتاب.
*****
(*) مجلة المجلة