حكمت قصير يكرّم سعيد عقل وجوزف صايغ بسيفين مذهبين

بناءً على رغبة كريمة من السيد حكمت قصير في تكريم الشاعرين سعيد عقل وجوزف صايغ، بتقديم سيفين مذهبين لهما، تقديراً ومودةً، دعا مجلس قضاء zahleزحلة الثقافي إلى لقاء في معهد القلبين الأقدسين-الراسية، الذي خَصَّهُ قصير بسيف ثالث مذهب تسلمته رئيسة المعهد الأم ماري أنجيل مراد. وقد خاطبها السيد قصير بالقول: “أنا اللّبناني المُسلم اخترتُ هذا المعهد المسيحي لأقوم بمبادرتي هذه إيماناً مني بلبنان الواحد الموحّد، عقلاً وروحاً”.

إقتصر الحضور على كوكبة من الشعراء والأدباء والإعلاميين وبعض البارزين من الأصدقاء الذين تربطهم بالشاعرين صلة محبة وتقدير، وفي طليعتهم نقيب الصحافة اللّبنانية الأستاذ محمد بعلبكي ونائبه الوزير السابق الأستاذ جورج سكاف ورئيس بلدية زحلة- معلقة المهندس جوزف دياب المعلوف، والمطران جورج اسكندر، والسفير سمير شمّا، والرئيس ادمون جريصاتي، والدكتور أنيس مسلّم والشاعر محمد علي فرحات.

في البداية رحبت رئيسة القلبين الأقدسين- الراسية الأم ماري أنجيل مراد بالحضور وقالت: “هذا اليوم هو من أيام زحلة الزاهيات، يحتضنه معهدنا برغبة كريمة من السيد حكمت قصير، أحد أبر الأصدقاء لزحلة الشعر ولبنان الكرامة … وهذا ما يؤكد أن هوية المرء الحقيقية هي عقله، وقلبه، وفعله الخيِّر، لا مذهبه أو عرقه أو لونه”.

وأضافت الأم مراد: ” تجاوباً مع هذه الرغبة، أفردنا لهذا السيف ركناً لافتاً لكي يظل علامة فارقة لطلابنا وزوارنا على مدى الأجيال… كونوا على ثقة بأن هذا السيف الذي فيه التماع العبقريات والأريحيات، هو سيف زحلة، وسيف لبنان معاً، وهو أمانة مقدسة في قلب معهدنا الذي يعلّم حب الله والإنسان ولبنان، وكيف يكون الانفتاح على السوى، وكيف تكون الطائفة منطلقاً إلى سائر العائلات الروحية”.

 كلمة مجلس قضاء زحلة الثقافي

 ثم تكلمت رئيسة مجلس قضاء زحلة الثقافي الدكتورة سلوى سعادة فرأت ” أن السيد قصير اختار أن يكون هذا التكريم في هذا المعهد، حيث رنين الأجراس والنواقيس، ووقع خطى راهبات ورجع تراتيل مقدسة، أي في صرح روحي يتلاقى فيه الناس على العلم والمعرفة، وعلى مذبح توحيد بوطن واله… وهذا هو إيمان حكمت قصير، لأنه من أصحاب الحكمة، وأصحاب المكرمات، وحافظ الكرامات، وصديق الشعراء والأدباء. لذلك فهذا تكريم لزحلة الشعر والأدب وتلاقي الطوائف اللبنانية”.
zahke-1

وأضافت: ” إن تقدير ذوي الاستحقاق ينير طريق الصواب أمام الناس ويكون حافزاً لهم للمضي في السراط المستقيم …وكأن بادرتك، التي هي اعترافاً وتقديراً للمستحقين بما يحمل السيف من معاني التقاليد النبيلة والرموز الرفيعة هي شعار العيش الأخوي المشترك.

وخلصت الى القول: “بأمثالك، يا سيد قصير تتقد شعلة الأمل، أو ما تبقى منها، بآت من الأيام غير الحاضر، آتٍ للحرية والعدالة وكرامة الإنسان والإبداع”.

 كلمة الشاعر جوزف صايغ

ثم تكلم الشاعر جوزف صايغ مستهلاً بالقول: ” يسعدني ان تتيح لي هذه المناسبة المزدوجة الكلام على رجلين استثنائيين، رجلين  من أفذاذ الرجال، كلٌ في مجاله. واحدٌ جلَّى في الشعر، واحدٌ جلَّى في الخير. واحدٌ عبقريُّ أدب، واحد عبقريُّ قلب. أحدهما وقف عمره على صناعة الجمال، آخر وقف عمره على ممارسة السَّخاء، والمرؤة، ورعاية الثقافة، والأريحية الانسانية. وكان بين الرجلين جامع مشترك: لبنان. محبة الوطن فوق كل محبة: سعيد عقل وحكمت قصير”.

 ثم عدد صايغ بعضاً من مآثر السيد قصير قائلاً: تعرّفتك في ثلاثة أودُّ، دون أن أُحرج خفرك المأثور، أن أنوه ببعضها، موجزاً، رغم معرفتي، أيضاً، بتكتّمك في جميع ما تأتيه من أفضال…”

وبعدما أضاء صايغ على  مبادرات رجل الاعمال الناجح في مغتربه الإفريقي وفي وطنه اللبناني، حيث كان صديقاً ومقرّباً من الرؤساء والزعماء والمتنفذين، فقلدوه الأوسمة، وأعربوا له عن تقديرهم في رسائلهم الودية، قال: “لم تقصر نجاحاتك على نفسك، بل ارتأيت أن تساعد الآخرين على النجاح.  في مجال الثقافة، كنت نصيراً لمؤسساتها، أولها مشروعنا الذي باشرناه معاً، اوائل التسعينات، في باريس، لتأسيس “اتحاد عالمي للمؤلفين بالعربية” فلم تتردد يوم عرضت عليك المشروع “.

ونوّه صايغ برعاية قصير للأعمال الثقافية وللأدباء وذلك بمساعدة بعضهم على نشر مؤلفاتهم والبعض على شراء ما ينشرون…وحسبك، أخيراً، قال ، انك، في ما فوق التسعين من العمر أقدمت على تسجيل نفسك طالباً في كلية التاريخ في جامعة القديس يوسف. وما هذا الا القليل من كثيرك”.

وأنهى صايغ بالقول: ” شرف لي أن قَرَنْتَ اسمي في التكريم بالاسم الكبير، إسم المعلّم، وما أنا إلا واحد من شعراء الرعيل الذي نشأ في ظلال طائفة من الشعراء أمثال يوسف غصوب، وصلاح لبكي، والياس أبو شبكة، وأمين نخلة، وعمر أبو ريشة… وكان سعيد عقل أوج تلك الكوكبة السعيدة”. وأضاف: ” مهما يكن من تصور لهذا الحدث، فاسمح لي أن أشكرك، باسمي الشخصي، وباسم شعراء زحلة، زملائي، إذ أعتبر هديّتك، هذا السيف اليماني، تكريماً لهم أيضاً، وتطبيقاً لقول سعيد عقل في هذا البيت المحفور على الصحيفة النحاسية، حيث يقول: “..حسام زحلَ أنا وزحلَ حساميا”.

وأفسح الشاعر صايغ في ختام كلمته بالكلام لشاعر زحلي “…أحبه، وأقدر جزالة شعره، وروعته، عنيت الشاعر جوزف الغصين، أقربنا الى سعيد عقل، وأغزر من تغنّى به، وأفضل”.

فألقى الشاعر الغصين واحدة من روائعه في سعيد عقل، لاقت إعجاباً ونالت تصفيقاً لسحر بيانها وروعة مضامينها.

كلمة حكمت قصير

ورّد حكمت قصير على المتكلمين: ” أنا اللّبناني المُسلم، اخترت هذا المعهد المسيحي لأقوم بمبادرتي هذه إيماناً مني بلبنان الواحد، الموَّحد، عقلاً وروحاً.

وبعد أن عرض تجربة له في الصين، مع وفد إنمائي رسمي، قال: ” قرأت، في الطائرة، عن صحافي فرنسي كتب يقول: دعيت لأشهد قران جاكلين كيندي من أوناسيس، فاذا بي اشاهدها تخرج من التاريخ”.
zahle-2

وألمح قصير في كلمته الى أنه دخل، في تموز الماضي، عامه الرابع والتسعين، ومعذرة منكم إذا قلت إن لبنان، بعد تجربة سبعة الآف سنة من الحضارة، يكاد يخرج هو ايضاً من التاريخ، وممّا كان عليه من مجد ونعمة… لذلك اخترت هذا المعهد، في زحلة لأوجه رسالتي الى أهلي في الوطن من أجل أن نتحد ونتآلف ونتعاضد لأن لا خلاص لنا الا ببعضنا البعض، وبانصهار العائلات الروحية بعضها ببعض”.

واضاف قصير: ” اتصور ان لبنان اليوم هو على حافة هاوية، واني لا ابتغي من وراء هذه المبادرات الوحدوية أية مصلحة، بل أحاول أن أمارس ببساطة هذا الدور لأننا في لبنان لسنا بمختلفين على المذاهب بل مختلفون على المصالح, وذكر انه نشأ في صور، في مدرسة لطائفة الروم الكاثوليك، كان يديرها المونسنيور مكسيموس خامس حكيم، الذي أصبح فيما بعد بطريركاً وأباً للطائفة الكريمة، وقد شاهدنا يوماً مع رفاق لنا نلهو في الملعب سألنا لماذا لا تشاركون رفاقكم في تحصيل التعليم المسيحي؟ وكانت غالبية الطلاب من المسيحيين. وبعد مشاورات الأهل والأولياء، كانت النصيحة حتى من إمام البلدة انه علينا كمسلمين ان نتعلم الانجيل المقدس، وعلى رفاقنا المسيحيين أن يقرأوا القرآن الكريم.

هذا هو لبنان الذي ربينا في كنفه، وعشنا في ظلاله وقيمه، هذا هو اللبنان الذي يجب ان يستمر.

وتوقف قصير امام مقال للاعلامي سمير عطاالله حول ثروة لبنان في مغتربيه الذين يشكلون قوة معنوية واقتصادية تدعم مسيرة السلم في لبنان.

وختم: إني أدعو الى هذا اللبنان باتخاذ المواقف وانجاز المبادرات ووصل ما انقطع بالفعل لا بالخطب والشعارات.

وتوجه بنداء الى نسيبه وصديقه السيد حسن نصرالله، ومماثل الى الرئيس فؤاد السنيورة كي لا يكونوا عائقاً امام تأليف حكومة لكل لبنان”.

 كلمة النقيب محمد بعلبكي

وارتجل نقيب الصحافة اللبنانية الاستاذ محمد بعلبكي كلمة أشاد فيها بمبادرة قصير، معتبراً أن زحلة هي بلدة النبوغ وتستحق اكثر من حفل تكريم واكثر من سيف لأن كلمتها عند المفارق هي قاطعة كحده.

 درعان تكريميان

وتقديراً من رئيس واعضاء مجلس بلدية زحلة- معلقة لهذه البادرة قدم المجلس البلدي درعاً تقديرية هي عربون محبة ووفاء للسيد قصير وكذلك قدمت رئيسة مجلس قضاء زحلة الثقافي الدكتورة سلوى سعاده درعاً مماثلة.

   كلام الصور

 1- 2- 3- مشاهد من  حفل التكريم

اترك رد