نَدى نعمه بجّاني
(أديبة وشاعرة- لبنان)
لِعَيْنَيْكَ أَكْتُبُ الهَوى،
أَكْتُبُ النَّجْوى،
أَكْتُبُ فَرَحًا لا يُحْصى وَلا يُعَدّْ ..
أَكْتُبُ بِحَجْمِ الحَنينِ مُفْرَداتٍ لَم تَعْرِفْها،
كَلِماتٍ قيلَتْ وَعِباراتٍ سَوْفَ تُقالْ،
بحُروفٍ في ظَمَأٍ لَمْ تُقْرَأْ بَعْدْ..
فَبَعْضُ الوَحْيِ أَقْوالٌ كُتِبَتْ بماءِ المُزْنِ وَحِبْرِ القَلْبِ،
وَبَعْضُ الأَشْعارِ رَدَّدَتْ نَشيدَ الوَجْدْ…
دَعْني أَهْواكَ أَكْثَرْ.. أَشْتاقُكَ بَعْدْ…
أبْحَثُ عَنْكَ.. أَعْبُرُ إلى دُنْياكَ..
إِنّي عَشِقْتُكَ بكُلِّ فَخْرْ…
دَعْني أَسْعى إلَيْكَ،
أُلْغي المَسافَةَ بَيْنَ اليَقينِ وَالخَيالْ،
وَأُنْهي بَيْنَ يَدَيْكَ المَطافْ..
دَعْني أُناديكَ بكُلِّ أَسْماءِ الزَّهْرْ..
بكُلِّ أَنْواعِ الدُّعاءِ وَكُلِّ أَلْوانِ الفَجْرْ..
لَعَلّي إذا لَفَظْتُ اسْمَكَ تولدُ بَيْنَ شَفَتَيَّ رائِحَةُ الوَرْدْ..
وَتُعْقَدُ عَناقيدُ الخَمْرْ..
دَعْني أَبْني مَمْلَكَةَ عِشْقٍ أَنْتَ فيها البَحْرُ وَالبَدْرْ،
وَأَنْتَ فيها القَدَرُ وَالوَعْدْ..
وَأَسْرارٌ تَمْتَدُّ حينَ تُلامِسُ زَنْبَقَةَ القَدّْ،
وَأَسْرارٌ تَسْري بَيْنَ النَّدِّ وَالنَّدّْ..
فَما مِنْ حَديثٍ هَهُنا إلاّ وَطالَ،
وَصارَ إلى الحُسْنى، وَرَقَّ، وَمالَ..
يَغُطُّ غَطيطَ السِّحْرِ لِيَقْتُلَنا وَلَيْسَ بِقِتالْ..
(21 . 6 . 2016)
*****
مِنْ ديوان ” قـارورَةُ عِطْــرْ”
- جميع حقوق الطبع والنّشر والتصرّف محفوظة للشاعرة.
- جزيل الشّكر وعِطر التّحايا لكلٍّ مِنَ الأصدقاء الّذين يقفون عند قصيدتي ويتركون تَعليقًا أو بصمَةَ إعجاب.
كالعادة شعر الصديقة الشاعرة ندى نعمه بجاني، يرقّ ويشفّ ويسبغ علينا حريرَ بيانها، كأنّه يُلبس الروحَ الثوبَ الذي تحلم به، فيعكس جمالها، ويدخلها الى عالم ورديّ نقي.