قزحيا ساسين
(شاعر – لبنان)
صديقي المرَوّس، إللي ما كتَب إلاّ بـ قلَم مرَوَّس، وَعَّا الديك تا يصيح، وغمَّض عيون قلَمو، ونام.
اليوم صاح الديك حداد. الورْقّه خَلِّت وجّا ملَتَّم بالعتمِه. الأَلاف حمْلِت التابوت رَفْع. اللغَّه وقْفِت حَدّ “لودي” تتقبَّل التعازي. المعاني النبيلِه عم تلْعَب سَيف وترْس قدّام البيت…
صديقي الموجوع، لمّا تصارع هُوِّه والموت من سنين، فَلّ الموت من عندو حامل رقبتو عا إيدو. واليوم إجا قبْل طلوع الضوّ ، وطَعَنو بـ ضَهرو. مش بِـ سَهولِه لاقا مطرح لَ سكّينو قدّ ما لاقا سكاكين الضَّهر كتار.
إيلي صليبي ما حدا بْيِغلبو وجّ بـ وجّ، لأنّو شبعان حليب الكلمِه وحليب إمّو. إيلي صليبي ما أكَل من خبز السلطان، وما ضَرَبو إلاّ بـ سَيفو. إيلي صليبي كتَب تا يرَجِّع الآلهَه اللي ماتو من الموت، وتا يروح أبعد من ترابو بـ فَشْخَه.
صديقي إيلي صليبي، دَقنو بَيضا، مش شايبِه. الدقن البيضا دقْن قدّيس. الدَّقن الشايبِه فيا تساع ألْف شيطان. صديقي مزروع بـ ألله متْل ما الأبيض غميق بالتلْج، ومتْل ما السُّكْر مشلَّش بالنبيد…
ما في باب رجْفِت إيد إيلي صليبي قدّامو. ما في صَوت عالي إلاّ ما مَرَق إيلي صليبي فَوقو لَمّا كانو اللي ماشيِين ركْع تحتو كتار. ما في عصفور عم يجرِّب يطير بـ جناح واحد إلاّ وما هَداه إيلي صليبي الجناح التاني.
صديقي اللي مرتاح عَ سطَيحة الخلود، وعا راسو تاج من ورَق بيضلّ شَوكِه بـ عَين الشتي، ما غار من محبرة حدا، ولا استعار نقطة حبر من حدا. إيلي صليبي بيشْبَه حالو كأنّو جايِه من حالو. إيلي صليبي ما ساعو إلاّ خيال قلَمو، وما جاب ولاد إلاّ من “لودي” ومن محبرتو.
إيلي صليبي والمحَبِّه بينامو عالمخَدِّه زاتا. إيلي صليبي بيفَضّي قلبو من الهموم وبيضيِّفنا ياه، بيضيِّفنا العنقود العالي وبيخَبّي عَنّا إيدو المجروحَه اللي قَطَفو فيا.
ألله طمّيع كتير. بَين إنّو الأرض تخْسر إيلي صليبي أو ترْبحو السما… ألله حَسَما عَ حسابنا وقال، اليوم قبْل طلوع الضوّ:” ما بدّي السما تخْسَر”.