مصرع أيديولوجيا اليسار على أرض العرب

الطلياني واللاز وجهان لعملة واحدة

الفصل الثاني

الرواية كأيدولوجيا “انضبط يا رفيق “

abou younes al tayeb

أبو يونس الطيب

(أديب- الجزائر)

وأنا أقرأ رواية الطلياني للكاتب التونسي المبخوت عياشي كانت تتملكني كل مرة رغبة القفز لتجاوز فقرات برمتها لأني وجدتها عديمة الفائدة ومملة جدا فلم تكن بالإطناب، الذي هو: “زيادة اللفظ على المعنى لفائدة”[1] فقط،وإنما حجبت الرؤيا بيني وبين العقدة وأعاقت طريقي هكذا دون فائدة تذكر للوصول إلى السبب الذي جعل الطلياني ينهال على الشيخ (علالة ) ضربا لحظة دفن أبيه ,هذا السؤال الذي جاء على لسان أم الطلياني وهي تحدث ابنها الأكبر صلاح الدين “أموت وأعرف لم فعل ما فعل؟ “[2].

كثيرا ما صادفتني فقرات تتحدث كلها وبإسهاب بل وبمبالغة عن نظريات ماركسية ,ومناظرات في السياسة و الاقتصاد وحوارات شوفينية فلسفية بعيدة كل البعد عن الواقع التونسي أدغمها الكاتب وأعطاها حيزا واسعا كأنها اكتشاف عظيم وضع تونس على خط حديدي موصول بالجنة ومن بين هذه الفقرات وهي كثيرة ،هذه الفقرة : ” كان يرى بمنطق رجل الاقتصاد والخبير المطّلع على الاقتصاد العالمي وتوجهاته، أنّ المسألة ترتبط باختيارات محدّدة للمتوقع في الفضاءات الاقتصادية وبالخصوص في علاقة الاقتصاد التونسي بالاقتصادات الأوربية وعلى رأسها فرنسا وألمانيا. ويركز على أنّ السياسة الاجتماعية في التعامل مع الملف الاقتصادي مجرد شعبوية أدّت إلى أزمة مع الاتحاد العام التونسي سنة 1978 وإلى أحداث الخبز سنة 1984([3])“, هذه الفقرة التي شبهها الأستاذ الأديب الناقد مولود بن زادي بتقرير صحفي في أحد الجرائد اليومية ([4]) وهذه الفقرة “أعتبر المسيرة مستمرة لانجاز المؤتمر 18 الاستثنائي وضرورة النضال ضد الظلاميين الذين يزحفون على المجالس العلمية ويفتكون أهم المعاقل التاريخية لليسار الطلابي أي الكليات الكبرى خصوصا منذ مارس 1986بعد عقد ما سماه الإسلاميون مؤتمر الحسم وتأسيس الاتحاد العام التونسي للطلبة باعتباره ذراعا طلابية للاتجاه الإسلامي”[5] أليست هذه تماما كذلك التقرير الإخباري الذي تعودنا سماعه يُبث عبر الهواء مباشرة.

 كان بإمكاني أن لا انضبط كالكثير من القراء الذين حادثتهم من التونسيين أو باقي البلدان العربية عبر وسائل التواصل الاجتماعي الذين رفضوا الانصياع لأوامر شكري المبخوت وهو يدعوهم للانضباط داخل النص “انضبط يا رفيق ” والقفز مثلهم وتجاوز عديد الفقرات التي لا فائدة منها لأصل أنا أيضا وبسرعة إلى مواضع الطرفة دون خوف من عقاب”فلا أحد رآهم “و”لا أحد يراني ” كما جاء على لسان رولان بارت الذي شبه المروي له  في مثل هذه الحالة بمشاهدٍ يُشاهد راقصة بأحد الملاهي فيستعجلها لكي ينزع عنها ملابسها ([6])  ولكني بعيدا عن تتبع البنية الحكائية العامة ومآل عبد “الناصر” و معشوقته “زينة”  وأسباب اعتداء “عبد الناصر” على “الشيخ علالة ” ،تلك العقدة التي بنيت عليها محاور الرواية أو الحادثة التي كانت محل تساؤل المؤبنين شهود واقعة الاعتداء والتي عبر عنها الراوي بالقول:”إن كان له مبررا لضرب الشيخ علالة فلم اختار يوم دفن أبيه ؟ لم انتابته تلك الحالة الهستيرية وهل يليق تصرفه الأرعن بشخص في الثلاثين من العمر ؟” [7] رغم هذه الدوافع الموضوعية لدى كل قارئ فإني غير آبه بحرفية النص حرصت كل الحرص على كبح جماح رغبة القفز عندي لكي أتتبع  خطى  أيديولوجيا بدت ظاهرة جهارا حد التجني لم تكن مجرد رؤية تؤطر عملية الحكي وإنما كانت عملية هيمنة سياسية Une politique domminante)  ) مفضوحة لأن “التمييز بين الإيديولوجيا ذات البعد السياسي والايدولوجيا باعتبارها رؤية للعالم يتم من خلال وضعها إلى جانب المصالح والرؤية إلى العالم ذلك أنه لا يمكن أن تضع نفسها في المستوى إلا إذا وقفت من صراع الإيديولوجيات وهي متجردة من أي نزعة براغماتية ،معترفة في ذات الوقت ببعض ما يوجد من مزايا ضمن الإيديولوجيات الأخرى[8]وهو ما لم يوفق فيه الراوي وبحكم موقعي كمروي له وبحكم موقعه كراوي لم أكد أتبينه من ذلك السلطوي وهو يمارس الفعل الوصفي برؤى ثلاث ” مع ، من الخلف ومن الخارج “[9] بتبئير غائب أو معدوم (صفر اللاتبئير), ولكن بدوافع حزبية مُلزِمة (انضبط يا رفيق ) [10] بوصفه شخصية قابعة وراء كل لفظة متلذذا بمتعة نصه القائم على صراع طبقي وفق سلطة ذاتية مطلقة طبق فيها نظرية السيطرة والهيمنة الطبقية وفق أيديولوجيته )ديكتاتورية البروليتاريا( في ادعائها الشمولية ،فجسد واقعا مأساويا مريبا ليس فيه للفضيلة مكان  يدعو في مجمله إلى الكراهية  لا يتصل في كل جوانبه القيمية بأصالة المجتمع التونسي المحافظ كما أوردنا.

ولا يراد هنا بكل تأكيد الإساءة إلى العمل أو إنكار و إلغاء الوظيفة الأيديولوجية إذ لا يمكن في نظر محمد كامل الخطيب أن تعتمد الرواية في صياغتها على إيديولوجيا واحدة فقط لأن الكتابة أو (النسق)كما يعبر”ماشيري” لا يتوفر إلا بتعارض إيديولوجيتين [11] على الأقل باعتبارها رؤية للعالم وكإحدى الوظائف المرجعية في العمل الروائي لأن “الإيديولوجيا هي المعنى المعاش والانعكاس الممارس لمختلف العلاقات التي يقيمها الإنسان مع سائر الناس في الأشكال الأدبية أو القانونية والسياسية “ ([12]) ولكن ما يشغلنا فعلا هو الموقف الأيديولوجي للكاتب داخل المتن الحكائي يكفي أن تقرأ الكيفية التي تفاعلت بها شبه الإيديولوجيات داخل النص لكي تستقرئ بوضوح موقف الكاتب الأيديولوجي ذا البعد السياسي الإقصائي وتجد أن هكذا إيديولوجيا تولدت نتيجة الصراع  مع شبه إيديولوجيات أراد لها الكاتب أن تكون هلامية لا تكاد تَبِين ،قابلة للهيمنة وهذا التوجه انعكس سلبا على أيديولوجيا الكاتب فجعلها غير قادرة على إدراك عجزها أمام أسئلة الواقع وغير قادرة أيضا على معرفة حدودها الفعلية كما يرى “ماشيري” لأنها في نظرتها إلى ذاتها تعتقد أنها تامة وشمولية أي أنها هي الرؤية الكاملة للكون [13].وهو ما يصنع من الكاتب متسلطا زمن السرد فيستحضر المروي له وكأنه صورة طبق الأصل ثم لا يحاوره محاورة جادة ولا يقدم أو يؤخر أو يضيف ويلغي ويظل متسلطا فيغيب عن ذهنه الوعي الذي يمكنه من صياغة الحبكة اللازمة  وهكذا ومنذ الانطلاق ينحى السرد منحى يفضي إلى الرواية كايدولوجيا ومعناه انتصاب موقف الكاتب السياسي المتسلط دون أثر لصراع حقيقي مقنع (بالنسبة للمروي له) داخل النص مع الإيديولوجيات الهلامية الأخرى. وفي هذا يقول  “باختين وهو الذي لقي اضطهادا من روسيا بسبب أفكاره المخالفة للتصور الماركسي ” إن وعي الذات عند البطل –وهو يهيمن على مجموع عالم الأشياء في الرواية -لا يمكنه إلا أن يحاور وعيا أخر ،كما أن حقل رؤيته لا يمكن أن يوضع إلا بجانب حقل آخر للرؤية وإيديولوجيته إلا بجانب إيديولوجية أخرى [14]

يظل الأمر جد طبيعي في أن تخرج إحدى الإيديولوجيات منتصرة من الصراع شريطة أن يستغل المبدع في ذلك جميع الوسائل الفنية والتمويهية والسياقية لتغليب إيديولوجيته حتى لا يظهر التسلط الأيديولوجي بشكل مكشوف لأن ذلك سيؤدي إلى نتائج عكسية في تأثيرها على القارئ أقلها النفور .

وفعلا أصابني ذلك النفور حد الثمالة كالكثيرين وأنا ألوك ألفاظ السياسة والاقتصاد مدعوكة بإباحية مفرطة حد الثمالة تجسدت في أفعال وصفات الشخصية المتمردة “زينة” التي تعاطف معها الراوي في كل مواقفها وغلَب إيديولوجيتها من دون أدنى صراع مع إيديولوجيات معاكسة بصورة حقيقية باعتبار أن الإيديولوجية الوحيدة التي خاضت معها حوارات متعددة بعيدا عن الصراع هي إيديولوجية “عبد الناصر” التي لا تعدو أن تكون الوجه الآخر للعملة ذاتها وفي مثل هذه الحالة لا يمكن استنباط واستيعاب الإيديولوجيا الغالبة أو تعاطف القارئ معها حتى في انتصارها إلا في حال استحضار مجموع الصراع الإيديولوجي في النص وهو أمر لم نلمسه  فلم تكن المنافسة شريفة وكل ما شاهدناه في رواية الطلياني هو إرادة الراوي في أن تكون إيديولوجيته “زينة” ضمن القوى التي لم تندمج داخل النظام المجتمعي القائم ، و ترفض الاشتراك في كل قواعد اللعبة داخل المجتمع أو الانخراط حتى ضمن المعارضة اليسارية للتقارب الحاصل في وجهات النظر من منطلق قناعة الراوي وانسجامه مع رؤية الألماني “هربرت ماركيوز” المعروف بتنظيره لليسار الراديكالي وحركات اليسار الجديد ونقده الحاد للأنظمة القائمة. الذي يرى أن هذه المعارضة “البروليتاريا” أو القوة التقليدية للثورة التي ينتمي إليها “الطلياني” فقدت ثوريتها لأنها أصبحت جزءا من النظام القائم، وتخلت عن دورها التاريخي بعد أن قبلت الاشتراك في اللعبة السياسية ،[15] ومن رؤية سياسية فإن ذلك يعتبر  تيها أيديولوجيا أصاب اليسار بعد الفشل في استيعاب حركة الشارع العربي أو التناغم معه على الأقل ولذلك ومن منظور الراوي بات ضروريا التمرد على كل قيم المجتمع أسوة بشخصية “زينة”.تماما كما تمرد “اللاز” على محيطه حد الغياب عن الوعي “الجنون “كنتيجة حتمية لإخفاقه في الصراع الصامت بينه وبين المجتمع باعتبار أن “الشيخ” الذي أسيئ لشخصيته من لدن الكاتب يمثل السواد الأعظم من الشعب الجزائري آنذاك . وكان يمكن للكاتبين سواء في رواية اللاز أو الطلياني وأمام وعي أبطالهما زيدان وزينة ومعها عبد الناصر أن يضعا في المقابل عالما موضوعيا يتشكل من أنماط الوعي الأخرى المعارضة لوعي البطل والمساوية له في القيمة كما يرى “باختين”[16] فكان يمكن لشكري المبخوت العمل على ترقية وعي أيديولوجيا الاتجاه الإسلامي لمحاورتها باعتبارها تمثل شريحة كبرى في تونس   ولكنه عكس ذلك إذ لم يعطها دورا أيديولوجيا بل اكتفى بإصدار الأحكام عن نشاطها وأفعالها داخل الرواية ومن بين هذه الأحكام الواردة بالرواية  “ضرورة النضال ضد الظلاميين  الذين يزحفون على المجالس العلمية “[17] فلئن كان الإسلاميون يجدون الطلبة جاهزين تقريبا إذ يكفي أن يجتمعوا للصلاة جماعة حتى يعرفوا أنصارهم فيستقطبونهم”[18] فهو بذلك يقزم نشاط خصمه السياسي ولكنه في نفس الوقت ودون إدراك منه يقلص من وعي أيديولوجيته بل يقصيها باعتبار أن لا أيديولوجية في غياب أيديولوجية معارضة .وكان يمكن للطاهر وطار أيضا من الرفع من مستوى الايديولوحيا المعارضة لزيدان المتمثلة في  شخصيي “مسعود/الشيخ” قائدين بجيش التحرير الوطني  فيصنع إطارا للصراع بين الأيديولوجيتين ولكن وطار اكتفى بصناعة خصم لا ينطوي على أية أيديولوجية يحمل سكينا ويقوم بالذبح يرفض الحوار كمبدأ وربما هذه الفقرة تمكننا من الوقوف على شخصية الشيخ “علق الشيخ زيدان وهو يتأمل عنق زيدان”[19]وفي فقرة أخرى ” بينما راح زيدان يواصل كلامه في هدوء مفتعل كان الشيخ يركز بصره في عنقه ويفكر في قضايا أخرى … لعله كان يرجع بذاكرته إلى انتخابات 1947 “[20].فالراوي كما نلاحظ  أراد أن يصنع من الهزيمة انتصارا على ورق للإيديولوجية الماركسية .

ونحن هنا لسنا بصدد التعرض لمجرد هنة لأن لكل عمل روائي له هنات فقد يقع السارد في السطحية والتقريرية تحت تأثير الواقعية  ولكن هذا لا يخرج النص عن كونه أدبا ( فالأدب ومهما زعم الزاعمون حول مفهومه رسالته ووظيفته يظل جنسا ينتمي إلى الفن قبل كل شيء والفن في أدنى مفهوم له يظل محتفظا بطائفة من القيم الجمالية “[21] غير أن التسليم بأن للنص المولد (Phenotexte)  له جوانب جمالية ،لاشك سيأخذ بيد المروي له “العادي” إلى أبعاد ثقافيّة ومعرفية داخل النص المقروء أي النصّ الظّاهر (La citation) وهذا سيتوضح لما بعد نصية (Transcendence)([22]) عند النقاد والأكاديميين أي تلك الصلات بين الرصيد الثقافي الذي يتضمنه فكر المبدع ووعيه الخلقي ومدى التزامه بضوابط وسطه حتى في حالات النقد بوصفه وسيطاً بين الثقافة والنصّ والقواعد الجمالية للإبداع.

teliani

* * *

الثقافة الشيوعية في الوطن العربي

لقد تميز النصف الثاني القرن الماضي بشيوع اليسارية وانتشارها بالأوطان العربية فعم فكرها بشكل لافت كل مناحي الحياة الاجتماعية وانطلاقا من مقولة لينين ” كي يكون في وسع الفن أن يقترب من الشعب وفي وسع الشعب أن يقترب من الفن ينبغي لنا أن نرفع في البدء مستوى التعليم والثقافة العامة  “[23] فكانت الهجمات الثقافية ممنهجة على كل ما هو ثقافي (أدب ،مسرح ،سينما إعلام ) وبدرجات متفاوتة على المنظومة التربوية والتعليمة في غياب ثقافة مجتمعية عربية إسلامية موحدة تحفظ ثوابت الأمة الواحدة داخل الحيز الترابي الذي تمارس فيه حياتها باعتبار أن المجتمعات العربية كان جلها تحت نير الاستعمار,و لم تستفق بعد من سباتها العميق بسبب سياسات التجهيل خاصة المستعمرات الفرنسية منها بحكم أن  الاستعمار الفرنسي هو استعمار يسعى إلى السيطرة الثقافية معتمدا على سياسة التجهيل .

 ربما لان القومية العربية ليست قومية عرقية عصبية كما قد يخيل للبعض أو كما يشاع حاليا عبر وسائل  وإنما هي قومية ذات مقومات ثقافية تربط الأفراد يبعضهم البعض دون وجود اطر خاصة لذلك كان للإسلام بمبادئه السامية الفضل الكبير في ترسيخ القيم الفاضلة المنسجمة مع الفطرة الإنسانية داخلها فكان هذا التزاوج  بمثابة الدرع الواقي من هذا الاستلاب الثقافي ,إذ ظلت المجتمعات العربية كأفراد يؤمنون بالقيم الإسلامية و يلتزمون بالشعائر و الأحكام في معاملاتهم  اليومية , وأضحت  “دلالة اليسار في ذهن معظم الجماهير العربية المسلِمة مشحونة بدلالات سلبية، فصفات من قبيل: اشتراكي، شيوعي، ماركسي (إذا ما أضفنا إليها طبعا صفتي علماني ولائكي) وكلمة “رفيق” جميعها تخلق “حساسيّة” في ذهن المسلم عن هؤلاء، فهي مرادفة للكفر في المتخيل الجمعي الإسلامي.”[24]

فهي في نظره امتداد للأحزاب الشيوعية الأوروبية واليهودية لارتباطها ببعض الأسماء اليهودية والغربية رغم تنظيرها الذي يحمل ظاهريا شعارات راديكالية كانت دائما سببا في استمالة بعض الطلبة خاصة ولكنه باطنيا كان يعاكس مبادئ توجهات الغالبية العظمى داخل هذه المجتمعات وقد بان ذلك جليا في كتابات المثقفين (نقاد روائيين شعراء ومسرحيين إعلاميين ) الذين أرادوا أن يفرضوا واقعية معينة ضمن إطار الاشتراكية التي فرضت على كتلة هامة من المجتمع العربي فرضا بالبلدان العربية التي كانت تدور في فلك القطب الروسي “فراحوا عبثا يصنعون لها بعدا حضاريا إنسانيا وهكذا دأب الكثير منهم إلى توظيف الرموز العربية والإسلامية تقربا من تراث مجتمعاتهم وتيسيرا لنشر إيديولوجيتهم الشيوعية فها هو الشاعر سميح القاسمي وظف شخصية “أبو ذر الغفاري” معتبرا إياه أول يساري اشتراكي في الإسلام باعتباره أول من نادى ضد الظلم السياسي والاجتماعي حسب زعمه حيث يقول في قصيدة “ لو“

لو أن في الميدان

 سيف أبي ذر

ورغم هذا التوظيف لرمز إسلامي “صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم” إلا أنه من جهة أخرى يحاول النيل من رمز إسلامي أكثر قرابة منه فيقول  :

ولو لم يغتصب عثمان

قيادة البلاد،بالحديد والدماء.

لكن هذه المحاولات باءت كلها بالفشل رغم أنها استمرت قرابة النصف قرن من الزمن أولا لان القيم الإسلامية كانت بمثابة الحصن المنيع بما يحمله من فضائل ترقى بالنفس البشرية وتجعلها في منأى من كل تلويث  خاصة وان الشيوعية هي بناء هرمي غير قابل للتبعيض يرتكز بعضه على بعض ومجرد التفكير في التخلي عن لبنة واحدة من الكتلة فان البناء ما يفتأ أن يتصدع وينهار وهو ما حدث للكتابات الشيوعية التي لقيت نفورا انتهى بالفشل رغم أن المثقف الشيوعي العربي تبني بعض المبادئ الإسلامية ظاهريا  وتفادى قدر الإمكان الخوض في  المادية والديالكتيكية  بما تحمله من تفسيرات تلغي كلها القدرة الإلهيّة  وبالتالي وجود خالق .

الكتابات اليسارية ونظرتها للقارئ العربي

خلال الحقبة الماضية حين أحكمت الثقافة اليسارية سيطرتها على الكتابة “شعر نقد رواية ” في الجزائر خاصة ظهر ما يسمى بلغة التمجيد والإطراء بين منتسبي هذه الفئة فانحرف النقد عن رسالته حين ولج حضن الأيديولوجية السياسية ،إنّ المطلع على الدراسة النقدية بعنوان  الطاهر وطار- تجربة الكتابة الواقعية الرواية نموذجا- للكاتب واسيني الأعرج سنة 1989سيلاحظ ذلك الإفراط في تمجيد كتابات الروائي الطاهر وحتما سيدرك أن النغمة واحدة وإن اختلفت آلة العزف قليلا ،إنها لغة اليسار بما تحمله من رؤى متطرفة لا تقبل إلا الصور التي تعكسها العين اليسارية وهو أمر دأب عليه كتاب اليسار ونقاده في خطة موحدة لجعل الفكر الشيوعي أمرا واقعا، يقول الناقد واسيني الأعرج في كتابه هذا :” لقد استطاع الطاهر وطار . بتجربة ثورية جيدة . وهو بلا شك “(يكتب بنفس تقدمي واضح لا يحتاج إلى تزكية أو شهادة إثبات)”.أن يفتح مرحلة جديدة .لتطور الواقعية الاشتراكية في الرواية الجزائرية ذات التعبير العربي .مستفيدا من ثقافته التراثية والحديثة . الجيدة .ومن واقعه الذي يعيشه بعمق “[25] ونحن في الحقيقة  لا نتطلع إلا صدور غير مثل الأحكام الغير مؤسسة لعلمنا أن المثقف اليساري لا يرى نفسه إلا في خدمة الكتلة الجماعية لتغيير الواقع وفق رؤية موحدة وقوة متضامنة في صراعها مع العدو “غير اليساري” لأن الحقل الشيوعي لم يترك للمثقف داخلة  مجالا واسعا لتقبل الرأي المخالف أو للتحرك والاجتهاد من أجل التأقلم مع المستجدات بل ألزمه بخدمة منظومة سياسية اقتصادية جامدة لا يمكن له تجاوزها أبدا ولكن يمكن أن نتساءل هنا هل كان سيكون لواسيني الأعرج نفس الأحكام لو أجرى الدراسة اليوم في ظل تراجع الشيوعية وانكسارها في أرض العرب بعد أن كان يراها واقعا ؟ .. حتما لن يعترف بوهم الواقعية الاشتراكية ولكنه سيبرر الفشل على أنه مجرد انهزام في معركة من معارك الحرب على البورجوازية الإقطاعية.

والحقيقة أنهم جميعا لا يقبلون أن تقرأ أعمالهم وأفكارهم إلا بعين يسارية ترى ما يرون وتتوقف حيث يقفون وإلا صنفوا الناقد النافذ من منظومتهم النقدية متطرفا و ظلاميا وإرهابيا  إذا كان ذا انتماءات إسلامية ومتعصبا رجعيا إذا كان قوميا عربيا وبورجوازيا إمبرياليا إذا كان غربي التفكير .ودخيلا إذا كان حديث عهد بالأدب .

واذكر هنا تعليق لأمين الزاوي على مقال لي بموقع الرواية الجزائرية الذي انتقدت فيه تصريحاته المعادية للجوائز الأدبية العربية البوكر و كاتارا وفي مجرى الحوار تحدثتُ عن رواية الطلياني باعتبارها حازت على جائزة البوكر 2015 رغم أيديولوجيتها الشيوعية التي لا علاقة لها بواقع المجتمع التونسي حسب رأيي كقارئ عربي فوجئت بالرجل وهو يرد بنرفزة اليساري المتطرف الذي يرى نفسه فعلا غرامشي الأدب التنويري حيث كان رده كالأتي :”العزيزة تونس / تونس المسعدي و الدوعاجي و العربي و الشابي و الطاهر قيقة و ابن عاشور… تونس التنوير / تونس المقاومة/ تونس المرأة المجتهدة المناضلة الشريفة/ ها هي معرضة للإرهاب لأن فيها فكرا داعشيا يتسلل إلى الطلبة باسم مصطلحات علمية و لكن في عمقه فكرا وهابيا يريد ربط تونس بورقيبة بزمن بول الإبل و الرقية و أكل الخنفوس … و هذا الذي نقرأه من هذا المدعو أبو يونس الطيب؟؟؟؟ في مثل هذه الخطبة جزء من هذا الوباء على تونس الجميلة / تونس التي لن تستسلم للإرهاب سياسيا كان أو ثقافيا أو أمنيا / محبتي لتونس التنوير و المقاومة”[26]

الملاحظ أن الكتابات الشيوعية بإيديولوجيتها المتسلطة وكأنها في عمومها إنما تشكل معلبة للاستهلاكيات القراءاتية الشيوعية فقط دون غيرها لأن كُتابها لا يستطيعون النفاذ خارج أطرها المحددة بدقة حتى وهم يبذلون الجهد في إبداع النص فإنهم لا يولون الأهمية للقارئ الآخر “غير يساري ” لأنهم اعتقدوا  من فوقيتهم أن القارئ العربي الآخر “مجرد كائن سلبي تُلقى على ذهنه النصوص فيتقبلها ويستجيب لها دون إدراك واع لمقاصدها. لأنهم لا يؤمنون بأن التلقي هو اجتهاد أيضا يوازي اجتهاد المبدع ويعني هذا أن لا قراءة واحدة للنص مادام هناك اجتهاد”[27] وأن المعنى سيحصل للقارئ  بعد انبعاث  القارئ في طلبه واجتهاد في نيله “[28]

لعله الانضباط الحديدي “اللينيني”الذي يرزح تحته مبدعو اليسار هو الذي  يصنع منهم مجرد قاطرات لا يمكن لها مغادرة السكة قيد أنملة وتحت أي ذريعة كانت فالذي حدث  في هذا العملين الروائيين (الطلياني/اللاز) هو أن التوظيف الإيديولوجي في الحقل السياسي هيمن حتى كاد يقصي الوظيفة التبليغية أو التواصلية العامة بالكلية  ويشكل من الرواية مقالة مطولة ليحل محلهما كتنظير ماركسي بحت ،تماما كما أقصى الراوي دور خصومه السياسيين في متنه الحكائي وأعدمهم  وصنع من المجتمع التونسي ذا الانتماء العربي الإسلامي مجتمعا مغتصبا في جسده ، في قيمه وسلوكه ،مجتمعا (société de prostitution )  لا يمت بأي صلة لتراثه وما من شك أن الجيل الثاني لو قدر له قراءة هذه الرواية ستتجسد لديه صورة تاريخية مخالفة بالكلية للواقع التونسي والعربي على السواء , كلها تفسخ وانحلال تماما الأقوام السابقة التي تحدث عنها القران الكريم كقوم لوط وعاد وثمود.

وبالفعل هنا وكالكثير من النصوص التي أبدعها اليساريون  نجد “أن السلطة والايدولوجيا توأمان لا ينفصلان على حد تعبير الدكتور منذر عياشي يحنو أحدهما على الآخر فالسلطوي يتخذ من الايدولوجيا طريقا ويجعلها له وجاء فيمارس باسمها متعة لا تعد لها متعة إنه يقصى ويخصي ،ويتهم وينفذ الأحكام ويجعل نفسه حارسا أمينا على رحم الكتابة فلا يلد نص إلا وللايدولوجيا فيه/ومنه نصيب”([29]) لأن المفاهيم الإيديولوجية لطبقة معينة إذا ما أخذت كحقيقة مطلقة  تقاس بها الإيديولوجيات الأخرى كانت إيديولوجية سياسية كما هو الحال في الروايتين فقد وجدنا الراوي المبخوت و وطار على حد سواء لم يبدعا نصا روائيا وإنما نصا دعائيا من خلف الأقنعة العديدة التي يتخفيان وراءها لتقديم العمل السردي  فصنعا مجتمعا متخيلا مفترضا قائما على صراع أيديولوجي وهمي يصب في نفس الاتجاه فرضت فيه قوانين الأقلية الشاذة كايدولوجيا متسلطة ” اليسار في الوطن العربي “([30]) على الأغلبية “لا أيديولوجية لها داخل النص وكل ذلك باسم النضال الثوري وهو تجسيد لمفهوم ﻣﺎﺭﻛﺲ القائل “: ﺍلإيديولوجيا ﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﻣﻘﻠﻮﺏ ﻭﻣﺸﻮﻩ ،ﻭﺟﺰﺋﻲ ﻭ ﻣﺒﺘﻮﺭ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ،ﻭﻫﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻹنساني الحقيقي([31])“الكائن الموجود في الواقع العربي “الذي لا يمكن أن يكون في هذه الرواية إلا ذلك المجتمع التونسي ذو الانتماء العربي الإسلامي ،ويقينا أن هذا الاستنتاج لا يستنبط إلا من خلال  قراءة القراءة الجماعية “الرأي العام ” الأغلبية ” وفي كل الأحول فهذا (الاستنتاج) لا يصنع من المبدع في هذه الحالة مفكرا فاسدا أو منظرا شاذا لأنه ينطلق من موقعه كأي سياسي يساري ضمن حركة نفْيٍ للعالَم القائم فهي قناعة ذاتية سليمة في نظره مرتبطة بظروف ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭتاريخية ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ، أفرزتها البرجوازية الإقطاعية المتخيلة التي تؤرق وتنغص عليهم حياتهم لأن ” ومن ثمة يعتقد أن الدفاع حق مشروع فيسرف في  التعبير الإيديولوجي المباشر فلا يسلم عمله بذلك من التبشيرية والخطاب الدعائي باعتبار أن الإيديولوجيا ﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ يمارسها ﺍﳌﻔﻜﺮ ﺍﳌﺪﻋﻲ ﺑﻮﻋﻲ ﺯﺍئف”([32]) وأيضا لا يعني ذلك أن شكري المبخوت فاقد للسيطرة في تعامله مع شخوصه داخل واقعه المتخيل في المتن الحكائي وإنما الإشكال في كونه لم يخض في عملية السرد بأسلوب مهني “الروائي” فزيادة عن غياب إيديولوجيات معارضة فإنه لم يكلف نفسه مشقة ليقوي من الوسائل الفنية التمويهية التي تلهي القارئ عن معرفة ما يجري من تواطؤ ضد ملكاته  الإدراكية[33] وإما لأن ملكة الكاتب  الإبداعية متواضعة فلم تمكنه من شد انتباه القارئ  باستعمال وسائل إبداعية تسعر المتلقي مثلما صنع الروائي عبد الرحمن منيف في نصه “شرق المتوسط “ففيه نلمس قوة النضال اليساري وتضحيات معتنقيه ولكن ليس بشكل صادم للواقع والموروث اللذين يحيطان فكان الخطاب إبداعيا كانت فيه إيديولوجية اليسار حاضرة ولكنها مموهة في صراعها مع الجلاد وهو يسلط شتى أنواع التعذيب على معتنقيها فحضيت بتعاطف المتلقي غير اليساري عكس ما حدث في رواية الطلياني ففي كل مراحلها وبنظرته الفوقية المتعالية يرفض الراوي التنازل عن نزعته اليسارية مرتديا عباءته السياسية ومدافعا بضراوة عن أفكاره الحزبية الضيقة إلى الحد الذي صارت فيه الرواية مجرد مقالات سياسية دعائية فلسفية مبعثرة تربطها مشاهد جنسية تتميز بالتفاصيل أو كما يصفه رولان بارت مجرد  “نص متعة ” بالنسبة لليساريين أو الباحثين عن مشاهد الجنس ،ونص المتعة على حد تعبير رولان بارت هو ذلك  “النص الذي يجعل الضياع حالة وهو الذي يحيل الراحة رهقا “ولعله يكون مبعثا لنوع من الملل فينسف بذلك الأسس التاريخية والثقافية والنفسية للقارئ نسفا ثم يأتي إلى قوة أذواقه ، وقيمه وذكرياته فيجعلها هباء منثورا وأنه لا  يظل به كذلك حتى تصبح علاقته باللغة أزمة “[34]

 *****

[1]السكاكي(1983) ، ص:277، عبد العزيز عتيق(1985)، ص: 186

[2]رواية الطلياني شكري المبخوت ص13

[3]رواية الطلياني شكري المبخوت ص 16

[4] دراسة نقدية لرواية “الطلياني” بقلم الكاتب والمترجم الجزائري مولود بن زادي

[5]رواية الطلياني شكري المبخوت ص51/52

[6]رولان بارت لذة النص ترجمة الدكتور منذر عياش الطبعة الأولى 1000/12/1992صفحة 34

[7]رواية الطلياني شكري المبخوت  ص11

[8]الدكتور حميد لحمداني النقد الروائي والايدولوجيا  من سوسيولوجيا الرواية إلى سوسيولوجيا النص الروائي  ص21

[9]عالم الرواية والمنظورات والبعد السيكولوجي كتاب الزمن والرواية جان بويون

[10]رواية الطلياني شكري المبخوت ص44

[11]الدكتور حميد لحمداني النقد الروائي والايدولوجيا  من سوسيولوجيا الرواية إلى سوسيولوجيا النص الروائي  ص39

[12]الأدب والإيديولوجيات – عمار بلحسن – ص 19 20 المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر 1984

[13]الدكتور حميد لحمداني النقد الروائي والايدولوجيا  من سوسيولوجيا الرواية إلى سوسيولوجيا النص الروائي  ص40/41  ومرجعه في ذلكp.machery pour une théorie de la production littéraire p.153/154

[14]الدكتور حميد لحمداني النقد الروائي والايدولوجيا  من سوسيولوجيا الرواية إلى سوسيولوجيا النص الروائي  ص32ومرجعه في ذلك Renée Balibar les français  fictifs Hachette ed littérature  1974 p.33

[15]حسن محمد حسن، النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت، ماركيوز نموذجا، دار الوفاء لدنيا للطباعة والنشر، مصر، الطبعة الأولى، 2001، ص. 205.

[16]حميد لحمداني النقد الروائي والايدولوجيا  من سوسيولوجيا الرواية إلى سوسيولوجيا النص الروائي  ص40/41  ومرجعه في ذلك Mikhaïl Bakhtine  la poétique de dostoïevskien p85/86

[17]شكري المبخوت رواية الطلياني ص51

[18]شكري المبخوت رواية الطلياني ص52

[19]الطاهر وطار اللاز ص216

[20]الطاهر وطار اللاز ص 119

[21]القصة الجزائرية المعاصرة  عبد المالك مرتاض  الجزائر 1990  ص 234

[22]  السيمياء والاستعارة في شعر المعارضات مقاربة سيميائية في تحليل النصوص وعلاقتها بمرجعياتها الملخص نشر هذا البحث في مجلة سيميائيات ( مختبر السيميائيات ـالجزائر(

[23]كتاب .كلارا زيتيكن ” ذكريات عن لينين غوسبوليتيزدات ترجمة دار التقدم موسكو 1905 لينين في الثورة والثورة الثقافية  1966 مركز دراسات و أبحاث الماركسية واليسار.

[24] الأمية والوعي التقليدي وفشل اليسار ساهمت في تفشي الإسلام السياسي صحيفة العرب  نُشر في 16/06/2014، العدد: 9591، ص(13)

[25]الدراسة النقدية بعنوان  الطاهر وطار تجربة الكتابة الواقعية الرواية نموذجا للكاتب واسيني الأعرج المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر سنة 1989 ص 30 ومرجعه في ذلك استعراض غير نقدي -الثقافة الجديدة .يصدرها الحز الشيوعي العراقي . بيروت . عدد1/2, جافني فبراير (كانون الثاني . شباط ) 1980. ص :147

[26]تعليق الأديب أمين الزاوي على مقالتي بعنوان تصريحات الأديب الجزائري أمين الزاوي المعادية للجوائز الأدبية العربية،هل هي مجرد أحد أوجه الصراع الأيديولوجي المنشورة بصفحة الرواية الجزائرية

[27]د .محمد مبارك استقبال النص عند العرب الطبعة العربية الأولى 1999 دار الفارس للنشر والتوزيع عمان الأردن  ص 37

[28]د .محمد مبارك استقبال النص عند العرب الطبعة العربية الأولى 1999 دار الفارس للنشر والتوزيع عمان الأردن ص133ا

[29]حوار مع الدكتور منذر عياشي  مقدمة لكتاب رولان بارت  لذة النص  ص13

[30]غازي الصوراني لماذا يتكرر فشل أحزاب وفصائل اليسار العربي في الانتخابات الديمقراطية مقالات وأراء موقع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين  25/04/2015

[31]Marx – Engels. L’idéologie allemande. Editions. Social. Paris. P : 20.

[32]  53Marx – Engels. L’idéologie allemande. Editions. Social. Paris. P :

[33] الدكتور حميد لحمداني النقد الروائي والايدولوجيا  من سوسيولوجيا الرواية إلى سوسيولوجيا النص الروائي  ص43

[34] رولان بارت لذة النص ترجمة الدكتور منذر عياش الطبعة الأولى 1000/12/1992 ص 38

اترك رد