صدر كتاب جديد للأب بشارة إيليا الأنطوني بعنوان “ما وراء الحب” عن دار الأهلية، مؤلف من 124 صفحة من الحجم الوسط، وهي قصة مزيج بين الواقع والخيال، لكنها بعيدة كل البعد عن عالم الوهم.
لوحة الغلاف بريشة الأب المؤلف، كما تضمن الكتاب رسومات بريشة الفنان روكز تنوري. على الصفحة الرابعة كتبت الأخت نهى بارود معرفة بالأب إيليا: “هو ذاك الراهب المستفز، يشاكس بلادة التقاليد الراكدة فلا هو يلين فيعصر، ولا هو يقسو فيكسر، يداري المألوف ولكنه يجرؤ على محرمات لا تغني عن جهل وضياع، ولا تحصن معرفة وإيمان”.
وأضافت: “عرفته، لا تبهره الأشياء، ولا تهزمه الأخطاء فيترك التجارب أن تصوب المسيرة، عرفته يسعى إلى ما وراء الأشياء، إلى الغايات الكبرى، فلا تخدعه المظاهر، ولا يغريه بريقها، ودائما تحكمه رؤية النهايات التي تنجلي فيها الحقائق السامية بحلاوتها ونقائها وسموها”.
وقالت الدكتورة ناتالي الخوري غريب: “اختار الكاتب لقصته إطارا سرديا، والراوي هو الكاتب والبطل، ليخبرنا أن الكهنوت ليس فلسفة لاهوتية معقدة بل تتجسد في بساطة الحب كما في بساطة التعبير عنه، قولا وحبا وكتابة، في قصة تجعلنا نتسلل إلى حضن الدير وحضنه، وتعرفنا إلى طريقة عيش المتنسكين فيه، المتعبدين لله، واتجاه تفكيرهم وصلواتهم وأشغالهم وأحاديثهم وكبواتهم وارتقائهم وتجدد إيمانهم والتكرس لله”.
أضافت: “استطاع المؤلف في نص قصصي مكثف مشوق أن يجعلنا نعيش الأسرار الكنسية بأبعادها الروحية بعيدا من النمطية والوعظية والكلاسيكية، وكيف يعطى الإنسان سر الكهنوت، ليصبح الإنسان ـ الكاهن، وصراعية الجسد وشجونه والروح ومتطلباته، والنفس وشكوكها وأسئلتها، وموهبة التمنطق بكلام الحق والحكمة والعظة بين التحضير والإرتجال ونعمة الروح القدس والتشجيع، ومفعول الكلمة في النفس ودعوتها إلى التأمل. وتاليا من أسرار الكنيسة التي وضح أبعادها اضافة إلى سر الزواج، سر الإعتراف وماهية الخطيئة وأبعادها الثلاثية في نسبية ارتكابها، بين اللاهوت التقليدي واللاهوت المتمرد إذا جاز التعبير في قراءة الحب الإنساني وتأويل أبعاده وأسبابه”، معتبرا إياه “حالة وجودية لا بد منها يمر به المكرس. فمن لم يختبر الحب الأرضي، يصعب عليه فهم الحب الإلهي. من قال إن على المكرس أن يكون بلا قلب ويزرع قلبا من حجر؟”.
وفي التمهيد، يقول الكاتب: “إن الحب أعظم شعور، حين وجد، وجدت الحياة. الحب هو أول شعور على الإطلاق، يشعر به الإنسان وهو في الحشا، عند أول غمرة، وأول نظرة تقع عليه، من والديه وأحباب عائلته. أجمل ما وضع الله في أعماق الإنسان، هي تلك البذرة التي تنمو بالحب وتعيش من أجل الحب، وتتفاعل وتعمل وتبقى في الحياة، طالما هذه النسمة تتفاعل مع ما وراء الحب. الحب يحمل الذات إلى ما بعد الذات، معه تنهدم حواجز الزمان والمكان، لا بل الحدود كلها، لتصل إلى عمقها في قلب اللامتناهي، حينها نتحد بالمطلق، خالق السماء والأرض، الذي يريد استمالة الأبدية من خلال الحفاظ على الوجود الإنساني من الإندثار. لولا ما وراء الحب لما كانت الحياة. إنها أساس تجربة الحكمة والعالم، الزواج والنسك. سحر الحب يكمن في غموضه، ومن شدة ولع الإنسان وشغفه بالحب، يجاهد ويتحدى الممنوع. ما خلق الله شيئا في الوجود، لو لم يكن هو جوهر الحب. الحب الحقيقي لا ينتهي مع انتهاء هذا الزمان. جميل أن تحب وتحب، ولكن الأجمل أن تتذوق طعم ما وراء الحب”.
اشارة الى أن الكتاب هو الثالث للكاتب، وسيتم توقيع هذا الكتاب الجديد “ما وراء الحب” على مسرح مدرسة الأنطونية في المروج، يوم غد الجمعة في 8 تموز السادسة مساء، وستلقى خلاله مداخلات من قبل الرهبانية الأنطونية بشخص الرئيس العام الأباتي داود رعيدي والمحامي كميل طانيوس والاستاذ نجيب الخراط ويديرها الأستاذ جورج راشد.