بشير بن شيخا
(أديب وشاعر- الجزائر)
(1)
هيا نعبث بأشيائنا الجمـــــــيلة،
حتى نصير أطفالا في غمرة الألعـــاب.
هيّا نُحدث ألحانا من أنفاسنا العميـــقة،
حتّى نرقص من فرط الأنغــــــام.
هكذا صيّرنا الحب لوحة صافيــــــــــة، من عمق تصافينا.
(2)
كدُرّة تعشق الأنوار في ليـــــــالينا.
كزهرة تعشق الشمس في بساتـــــينا.
هيّا نسبق خيــــــــلاتنا الشريدة،
حتى نصل قبل جفاء تلاقيـــــــنا.
هكذا أمسينا بالحب دمية سابحة في حلم أمــــــــــانينا.
(3)
صوتك قطعة شعرية نفيـــــــسة.
فتبدين كروضة أقحوانية رقيــــــقة.
تبعثين آهات نسيـــــــمية منعشة،
ابتسامتك يا حبيبتي أضحت لها معانيــها.
هكذا يحي الحب فينا اشعــــــــــاره الحالمة، من فرط تداعينا.
(4)
هيّا تبختري بثوب أعراسك الجمــــيلة،
حتى ألمس فيك خفايا الجمال الدّفـــينة.
هيا احبسي عبرات عيني السّخـــــينة،
حتى أُشفى من نوبات صدري السقيــمة.
هكذا يُسحرنا الحب دائمـــــــــــــا من نشوة تناغينا.
(5)
كوميض البرق أنت، تُضيئين ثم تُظلمـــين.
كشمس الضحى أنت، تُصبحين ثم تُمســين.
كأنّك الرعود بالورى، تُضحكين ثم تُبكــين.
كأنّك صبية بالدُمى، تحفلين ثم تعبثــــين.
هكذا أرضى بطيف ألوانــــــــــك، كلؤلؤة في بحر ليالينا.
(6)
هيّا اُشرقي بنار حبك والحميمـــا
حتى أشتعل فيك نارا، ونورا مبينـــــا.
يا نسمة ربيع، ترشنا الياسمينـــــــا
يا طلعة صبح، تزفّنا التباشـــــــيرا.
هكذا بالحبّ نبني عش أفراخنا الجديدة، من عطف أحـــــــانينا.
(7)
أنت نسمة العليل في الغدوّ والـــرواح .
أنت روضة الزهر في فلق الصبــــاح.
يا نغمة تشدو في القلب ألحـــــانها.
يا نسمة ترسم في النّفس ألوانهـــــا.
هكذا دنيا المحبة تأتينا هداياها الجميلة، مالم نفقد الأمل فيــــــها.
(8)
أبعثك رونقا صافــــــيا من جديد.
أتملّى في وجهك الصّـــــارخ كجليد.
أصرّ على فهم خرافاتك السـّــــاحرة.
أصبرّ على جفاء لحظاتك القـــــاسية.
هكذا أنت دوما، تسخرين من مواعيد تلاقـــــــــــينا.
(9)
كأنّك ربوة يُداعب النّسيم أزهـــارها.
كأنّك وردة يغسل النّدى أجفــــانها.
يا مرأة تتغذى من الحب أحلامــــها.
يا امرأة تظفر من الشوق أغــــزالها.
هكذا يسمو الحب في ذاتنا العميقة، من سموّ تســـــــامينا.
(10)
لا بدّ أن نوقظ ذواتنا من فصــول الملل.
لابدّ أن نبصر حكمة الله في خلية النّـحل.
لن يستمر هذا حالنا كسـل فقط وجدل.
لن نكون إلا صفحة خالدة، للحب والأمل.
هكذا حبيـبتي تتجلى حقيقتنا، من غفلة تنـــــــــاسينا.