محمد محجوبي
(أديب وشاعر- الجزائر)
في الواجهة رجل وامرأة لوجهيهما تقاسيم زمان موجوع بتفاصيل رمادية ‘
في الحجرة الأخرى الابن الكبير يستكثر صراخ الاطفال ‘ هو لا يزال طفلا يتمدد في اسئلته الأخرى ‘ يتلهى حزنه الصغير ببضع تسميات ادوية تنتفخ بها الوصفة الطبية لزوجته المريضة ‘
ابن آخر متزوج يحتجب عن الرؤية ‘ لكنه يترك صفيرا في الرؤوس من شدة الشجار وهلع الجيران ‘
في زاوية أخرى غير بعيدة ‘ يتكوم ابن آخر متزوج يمسح شاربيه بفراغ البطالة ‘ عياله يصنعون حدثا مغايرا لرتابة الجدران القاتمة ‘
البنت الاخرى المتزوجة التي اوعزت لأطفالها ايقاعا آخر من لعب العيال تتقاذفها امواج خصاص مظطرد في المواسم القاسية ‘ عندما كانت ابنتها الصغيرة الى باب المدرسة تذرف على محفظتها دموعا ‘ تخترق صفحات الكتاب المدرسي ‘ تظل الصغير موبوءة بشهقات امها ‘
الكل غير متناسب مع الطقوس
طقوس ممدودة كثعبان زمن مستفز عدواني بسمومه الفتاكة
في مسار المتزوجين ‘ مسارات اخرى تجلب للقلب مهالكه الخبيثة
وبين مسار ومسار
يصوتون حزنهم لا اختيار
تبقى فقط تلك الواجهة التي تربك قلوب كل العيال من جيل وأجيال