ليكن وجهي أيقونية إلهيّة

mouanes

البروفسور الأب يوسف مونس

لاهوت الوجه

وجهنا ايقونتنا الى العالم وفي العالم لاننا نحن صورة الله الذي خلقنا على صورته ومثاله. نحن ايقونة الهية نحمل على وجهنا وسماً الهياً وخاتماً سماوياً. بعد ان خلق الله الكون وما فيه ورأى ان كل شيء حسن، قال لنخلق الانسان على شبهنا وصورتنا ومثالنا وجبله كائناً منتصباً لا يدب ولا يزحف وزينه بعقل وقلب يفكر ويشعر ويحس ولا تقوده فقط غريزته بل حكمة عقله وحب قلبه وعندما سئم آدم من وحدته وغربته، القى الله عليه سياساً واستقل ضلعاً من ضلوعه وخلق له شريكة عمره ورفيقة دربه واكتمال معناه الوجودي: حواء، في شراكة كينونية وتكامل انساني وعاطفي وجسدي.
حواء الأخر الشبيه والمفترق

وكانت حواءهذا الآخر الشبيه والمفترق وعيناها هذه النافذة او الايقونة التي يُطلّ منها آدم الى عقلها وقلبها وحبها… منذ البدء كان هذا الآخر أيقونة الحب والنافذة المطل على تبادل الوجدانات والمعاني. الاخر هو الأيقونة المفتوحة على سرّ السماء وسر الله في سر اللقاء والحب.
المسيح ايقونة الله

والانسان ايقونة المسيح

المسيح ايقونة وحب الاب والانسان وجه ايقونة المسيح في الجائع والعطشان والعاري والمشرد والغريب والمريض والحزين والموجوع والمسكين والمتألم في جسده وفي روحه وفي مجتمعه.
وجه الانسان في قصة الخلاص والالم والموت والقيامة والفداء اصبح هو الاثر الحقيقي لايقونة المسيح والروح القدس والبنوة للآب السماوي.

christ

وجهنا اثر الالوهة

هذا هو لاهوت وجهنا امام الناس وامام السماء. انه اثر الالوهة متجسداً في صيرورتنا وفي حياتنا. كل تجريح او تشويه او تدمير او الغاء او اعدام لهذا الآخر في وجهه كأثر الهي وحضور سماوي روحاني هو تدمير لصورة الله واثره، في ايقونة نظرنا ووجهنا وحياتنا هذا اللاهوت لاثر الوجه كأيقونة الهية وتجسيداً لحضور المسيح فينا كتب عنه بطريقة رائعة المفكر اللاهوتي برونو شني BRUNO CHENU في كتابه «La Trace d’un visage censuere on, Paris 1992»
وفي مقاله العام
«A santeur de Visage La vie spirituelle, Juillet Aout 1973, pp485 – 501.
كما كتب عن هذا الموضوع: Oliver Clement: Le visage interieur Paris, Stock 1978.
و Jacques Ellul: La parole Humileo, paris, Senil 1981 Hans URS Bon Balthasar, la gloire et la croix, Jane I, Paris, Auliver 1965.
Emmanuel Levinas, Totalite et infini, La hHAYE Mertinus, Nl jhoff 1961.

christ 1

المسيح صورة الله وليس فقط كلمة الله

المسيح هو صورة الله وجه الله وليس فقط كلمة الله. تأنس الله في المسيح يسوع ليس فقط في الكلمة بل في المنظور… يسوع ليس فقط كلمة نصغي لها ونسمعها بل وجه نراه وننظر اليه ونلتقي به ونعرفه ونبحث عنه ونلتقيه ونحبه ونقع تحت سحره وهو مرآة الوجه الالهي الابوي وحضور قوة الروح القدس الساهر على كنيسة وشعب الله. وحده هذا الوجه الالهي هو الاستمرار والثبات في وجه رياح الزوال والعبور والتغيير. هو الوحيد الذي ليس في العابر Ephemere ولا في الزائل ولا في المتغير لانه وجه الحب والعطاء والفداء والحدث الدائم هو اطلالة هذا الوجه من تتابع الظروف الى استمرارالحياة في الله اله الجمال هذا الاله الذي اخذ وجه انسان في يسوع الناصري في المدى الجغرافي والتاريخي واقام العلاقة مع الانسان وتردد فيها ارتجاجات الخلق منذ الجبلة الاولى لآدم انسان مجبولاً من جسد ونفس ولحم وروح وحياة. فتصبح البسمة والنظرة والسلوك والصوت مادة روح هي متلازمة للصورة الالهية والايقونة الازلية المتجسدة في يسوع وفي الانسان.

الكنيسة حضور الله

الكنيسة شعب الله، جسد المسيح السري، ليست مجموعة اجساد متجاورة بل اسرارية تواصل وتناول قربانية لهذه الاجساد في المسيح يسوع الذي صار واحداً منا ولم يعد كلمة تسمع لكن وجهاً ينظر اليه ولو كان لا وجه له ومتردياً و مخذولا من الناس ورجل اوجاع. انه للايقونة – الوجه الالهي الانساني المتجسد في كل انسان.

اترك رد