مُورِيس وَدِيع النَجَّار
(أديب وشاعر- لبنان)
الزَّمَنُ سَيْلٌ مِنَ الهُنَيْهَاتِ الهَارِبَه..
إِنِ اهْدَوْدَرَ، وَتَدَافَعَ، فِي وَادٍ عَمِيْقٍ لا تَحُفُّهُ إِلاَّ الصُّخُوْرُ، وَالرِّمَالُ، وَالمُنْبَطَحَاتُ الجُرْدُ، انْتَهَى، إِلَى مَصَبِّهِ، وَلَيْسَ إِلاَّ الدَوِيُّ، وَالرَّذَاذُ المُتَبَخِّرُ فِي الشَّمْس..
وَإِنِ انْسَابَ، رَقْرَاقًا، فِي مَجَالِي السُّهُوْبِ، وَمُنْعَطَفَاتِ السُّفُوْحِ، وَالحَوَاكِيْرِ العِطَاشِ، خَلَّفَ، فِي إِثْرِهِ، الثَّمَرَ، وَالأَرَجَ، وَمِهْرَجَانَاتِ الأَلْوَان..
فَمَا الجَدْوَى مِن السَّاعَاتِ المُنْسَلَّةِ إِنْ تَهَالَكَت فِي التَّوَافِهِ، وَانْتَهَت وَالجِرَابُ سَقَطٌ وَفِيْر؟!
***
رَبِيْعُ الزَّمَنِ أَنْ يُوَشِّيَ وُجُوْدَنَا بِأَعْذَبَ مِن السَّمَرِ، وَأَحْلَى مِن وَشْوَشَاتِ الهَوَى سَاعَةَ يَجْنَحُ الأَصِيْلُ، وَتَعْبَقُ الخُزَامَى، وَتَعْذَوْذِبُ النَّسَائِم..
حَصَادُ الزَّمَنِ أَنْ تَغُصَّ الثَّوَانِي بِالجَمَالاتِ، وَيَتَكَثَّفَ المَدَى بِالعَطَاءِ، وَتَرْتَعِشَ الشِّفَاهُ بِصَلَوَاتِ الخَيْر!
***
مَنْ يَزْرَعِ الزَّمَنَ فِي التُّرْبَةِ الصَّالِحَةِ يَقْطِفِ المَوَاسِمَ الشَّهْد؛ وَمَنْ يَزْرَعِ الزَّمَنَ فِي الجُلْمُوْدِ العارِي يَحْصُدِ الرِّيْحَ، وَيَجْنِي الهَبَاء!