أحمد انعنيعة
(شاعر- المغرب)
في خريف العمر جلست تنشدني
تسمعني أصوات ناي
تنتظر مني عود ثقاب
تنتظر تماس الفصول
تنتظر زمان الغيث على الافئدة
لتصلي على وقع الاجساد في نقطة آمنة
جلست تنفخ في القرب المثقوبة
تنفخ الريح بقوى معاكسة
تجري بدون أرانب سباق
تجري بخطى مشاكسة
عاشقة الحكمة ومراتب الجمال
لا مدح يجوز فيها ولا إطراء
لا إنشاء بقي فيها ولا إغراء
تجري…تجري
نسيت الطول والعرض وغي العمق
نسيت شكل الصبابة ولون العشق
تجري من حيث لا تدري
تجري نحو الكمال وقد نسيت تفاصيل الجزئيات في أمري
غاضبة تهجوني عدوا لذوذا
وتغرز قبحا في قلب كان محبوبا
اختلط فيها الكذب الأصفر الأبيض
نسيت في مدارج النبوغ أصحاب الوحي والرسالات
فرسمت التماسيح بحجم البراغيث
نسيت أبجديات الارقام
فقدت نفسيات وذهنيات آليات الكلام
جاءتني بدلالات لا تفهمها شفتاي
تخلط العيون لتكفنني بكل حنان
لا حرف منها يماثلني
نسيت كيف ترسم حماقة لساني
بنت الخيام على أراضيها بكل أمان
نصبت الحبال تلو الحبال
كانت طوفانا يكفن غواني
تطرز قوالب خيالي
أقامت حربا على فوضى القبح
أقامت حربا على أشواقي
فعطل عذابها قلبي وهي ترتسم ملامحي
أسقطت كل إغراءاتي