قِراءَة فى قَصِيدَة “عَرَائِسُ الحَيَاة” للشّاعرة نَدى نِعمه بَجاني
مدريد- د. محمّد.م خطّابي
(كاتب، وباحث، ومترجم،وقاصّ من المغرب، عضو الأكاديميّة الإسبانية – الأمريكية للآداب والعلوم – بوغوتا- (كولومبيا).
هذه القصيدة – التي نشرتها جريدة ” الأنوار” الزّاهرة الغرّاء بتاريخ 22مارس(آذار) 2016. كانت الشّاعرة ندى نعمه بجاني قد أهدتها إلى روحِ أُمّها الرّؤوم، كما أهدتها إلى جميع الأمّهات الرّاائعات، الصّابرات، القانتات،وكانت قد ألقتها في الحفل التكريمي الذي نُظّم بمناسبة عيدالأمّهات الذي أقامته لجنة روّاد الشّرق في قصر الأونيسكو مساء السّابع عشر من شهر آذار الفارط 2016 ، برعاية السيد وزير الثّقافة اللبناني المحامي ريمون عريجي، وبالتّعاون مع بلدية بيروت، وبحضور لفيف من الشخصيّات الرسمية، والسياسية، والدينية ،والعسكرية، و صفوة من الإعلاميين، والأدباء، حيث تمّ تكريم أمّهات رائدات في مختلف المجالات، والقطاعات المدنية والعسكرية.
لا الطّيبُ، لا الوَرْدُ، لا المِسْكُ وَلا العَنْبَرْ.. لا الغالي، لا النَّفيسُ، لا العِرفانُ يُضاهي قَدْرَهُنَّ، وَلا شَيْءَ يُذْكَر … عَرائِسُ الحَياةِ هُنَّ، أُمَّهاتُ الدُّنْيا، في الأَفْئِدَةِ حَلَلْنَ وَالكَوْنُ بِهِنَّ تَجَمَّلْ..
إنّما أولادنا أكبادنا..
فى عيد الأمّ تقف الشّاعرة، والأديبة اللبنانية الرّقيقة ندى نعمة بجاني شاهدة فى هذه القصيدة العصماء على بذخ العطاء الذي لا يفترّ، وبحر السّخاء الذي لا ينضبّ ” لستّات الحبايب ” اللائّي سهرنَ الليالي، ونسجنَ خيوط الأمالي، ونثرنَ بذورَ الأماني ، ورافقنَ نجومَ الدّجى فى الأيام الحالكات، وسمرنَ فى الليالي المدلهمّات ، ليطبطبنَ ، ويرعيْنَ فلذات أكبادهنّ ، وأبنائهنّ، وبناتهنّ، وصبيانهنّ، وصباياهنّ ، بالحُنوّ الرهيف، والعناية الشاملة ، ووقفنَ صامداتٍ فى وجه هبوب الرّياح العاتيات، ،ولئن رأينَ أولادَهنّ أو بناتهنّ من فلذات أكبادهنّ وهي على الأرضِ تمضي ، فلن تثنيهنّ غفوةٌ، ،ولن يهدأ لهنّ بالٌ، ولئن هبّتِ الرّيحُ على بعضهم أو بعضهنّ لامتنعت أعينُهنّ عن الغمضِ .!
يقف القارئ مشدوهاً أمام هذا الفيض العاطفي الباهر ، وهذا الشلاّل الشعريّ الغامر،وهذا البيان الساحر الذي يتدفّق كفوّارة من ظمإ، ويتفّتق كماءٍ زلال عذبٍ سلسبيل ،كمُزْنٍ خيّرٍ مُتساقطٍ من علياء السّماوات ، ينزل علينا بأرقّ المشاعر المُترفة، وبأرقى الأحاسيس المُرهفة ، محمَّلاً بأجمل الشّيم، والصّفات، والشّمائل، وبأنبل السّجايا، والمزايا، والفضائل التي تطبع تلك التي لا تتوانى برهةً، ولا تتماطل لحظةً، ولا تتراجع هنيهةً فى التضحية بالنفس والنّفيس من أجل إسعادنا ، وإرضائنا، ودرء الأخطار، وردّ الأضرار، وإقصاء العلل، والمحن، والأمراض، والبلايا، والرّزايا عنّا.
أحنُّ مخلوقٍ جادت به الحياة
هذه التباريح ، والإجهاشات ، وهذه الإفصاحات ،والأحاسيس الجوّانية البلّورية، الصافية، النقية ، تنثال على قلوبنا وشفاهنا،شفيفة ، لطيفة، عفيفة فى تعابير آسرة، وأساليب ساحرة كأنها جواهر منضودة ، أو لآلئ مكنونة ، أو أعقاد منظومة من داناتٍ مرجانيةٍ، وجُماناتٍ أرجوانيةٍ، تزيّن، وتكرّم، وتبجّل،وترصّع، وتتوِّج أحنَّ مخلوقٍ جادت به الحياة …إنهنّ عرائس الحياة ، إنّها الأمّهات الطيّبات، يصدحن بأجملَ الأناشيد الرّائعات ، وتغنّي أعذبَ الألحان فى الليالي الحالكات لبنيهنّ الأباة، وبناتهنّ الكريمات.. “إنهنّ فى أفئدتنا حَلَلْنَ فإذا الكَوْنُ بِهِنَّ تَجَمَّلْ..” .!
أمام هذا الفيض الهائل من العواطف الجيّاشة، والأحاسيس المرهفة نحو الأمّ الرّؤوم فى كلّ زمان ومكان.. لا يسعني والحالة هذه إلاّ أن أهنّئ شاعرتنا، وأديبتنا الأنيقة ، إمرأة تحت الشمس، وأغرودة النور والضياء ندى نعمه بجاني على هذه القصيدة البيانية التي تنبئ قارئها منذ أسطرها الأولى أنّها،أو، وكأنّها قُدّت من سويداء قلبها الطهور .
لقد سبق لي أن طربتُ، وشغفتُ، وقرأتُ فى فترات متباعدة أشعاراً ،وأبياتاً،وقصائدَ، ومقطوعات، وشذرات ، ونظرات، وعِبارات، وعَبَرات، وفقرات ، ومقالات، وخواطرَ من روائع إبداعاتها الثرّة ،وبدائع نظمها الشيّق، فى شتّى مجالات الحياة، فشدّني الشّوقُ إلى أحرفها اللجينيّة ، وكأنها أحرف معبّأة بفيضٍ من المِسك والعنبر، أومن عَبق الياسمين،وعَبير الأقحوان والرياحين، فوقفتُ فى العديد من المرّات على إبداعٍ جميل ، وإنتشيتُ بمعانيه السامية، وإستمتعتُ بكروم دانيّة من شِعرها الذي يطربك من أوّل وهلة ،فى لمح من البصر ،وفى رمشٍ من العين، فتقف مبهوراً أمام شاعريّتها الفذّة ،وأدبياتها الملهَمة، وأيقنت أنها حاضرة فى عالم الأدب، والخلق ،والعطاء، والإبداع داخل بلدها الجميل لبنان الجميل الأغرّ وخارجه .
ينبوعُ رحمةٍ ونبعُ حنان
الإبداع الشّعري فى هذه القصيدة يسافر بك فى الآفاق البعيدة،مزداناً بألوان شفقية زاهية، ويطوي بك المسافات السرمدية النائية،مكلّلاً ببركة، ورضى، ودعوات الأمّهات القانتات ، فالموضوع الذي تعالجه، وتخالجه الشاعرة فى هذه القصيدة ليس كباقي المواضيع اليوميّة المتواترة،والمتكرّرة والمعتادة، التي تترى، وتمرّ بنا مرّ الكرام ، بل إنه موضوع ” الأم” ينبوع الرّحمة، ونبع الحنان ، إنه ” المخلوق” المبارَك الذي بجّلته وجلّلته جميع الديانات السّماوية. جاء فى التنزيل الحكيم :”وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه وبالوالدين إحسانا إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناحَ الذلّ من الرحمة وقل ربّ إرحمهما كما ربّياني صغيرا “…
الأمّ الرّؤوم فى هذه القصيدة تبدو لنا نِبراساً ينير لنا الطريق، ومِشعّلاً يضيئ لنا دياجي الظلام فى متاهات دروبنا الحياتية الوعرة،ودهاليزها المعتمة، المحفوفة بشتّى ضروب المخاطر، والصّعاب، والمشاقّ، والأهوال ، الشّاعرة بيراعها، وببراعتها تدعو القارئ، بل تجرّه إليها فى لطفٍ ودعةٍ ،وبلغة سلسة مريحة ، مدبّجةٍ بحُلو البيان ، ومزيّنة بعذب التبيين، تحلّق به فى سماء الخلْق الجميل، والعطاء التلقائي ،فى إنسياب أثيريّ بهيج ، كفوّارة من ظمأ ، أوشلاّل منهمر محمَّلٍ بماءٍ زلالٍ سلسبيل عذب ينفذ إلى أعماقِك، ويدغدغ عواطفَك، ويحرّك لواعجَك،ويدعوك للتأمّل المجنّح الفسيح،وللخيال الطليق، ويحلّق بك فى عوالم الكلمة المباركة الطيّبة،التي كانت فى البدء،” في البدء كانت الكلمة “، وتطوف بك فى رحاب المحبّة،والمودّة، والدلال، وتلبسك غلالة قصيدها اللاّزوردية الشّفيفة ، وكأنّها تحطّ بك فى واحة فكرية ،تتفيّأ ظلالها الوارفة ،وتتنسّم في مناكبها أطايبَ الصّبا العليل، فى وادٍ وارفٍ سقاه مضاعف الغيث العميمِ، وتحنو عليك حنوّ المُرضعات على الفطيم ، وتصدّ الشمسَ أنّىَ واجهتكَ، فتحجبها عنكَ، وتأذن للنّسيم، إنها قصيدة تعيد هوسَ الإفصاح، وتعود بدهشة البّوح إلى ينابيعهما الأولي الصّافية، ذلك أنّ ديدنها،وغايتها تجسيم مفهوم قولة الرّسول الأكرم المأثورة “الجنّة تحت أقدام الأمّهات” وهي العبارة التي كانت تأخذ بمجامع شاعر زحلة، ومبدع لبنان الكبير سعيد عقل رحمه الله،الذي كان يحلو له أن يُردّدها كلَّما فَكَرَّ بأمّه، والتي كان يعتبرها أجملَ قَولِ قُرِىء عن الأمّ في كتاب.
أجلُّ عيدٍ، وأعظمُ إحتفالٍ
وبالرّغم من إنفعال الشّاعرة وتفاعلها مع موضوعها الشيّق عن جدارةٍ وبحماسٍ متوقّد، فإنّها تحدّثك بلغة شعرية راقية،رزينة، رصينة عن الأمّ والأمهات، وعن كلّ التضحيّات الجسيمة التي قدّمنَها بصدرٍ رحب ليس لبيوتاتهنّ، أو لمنازلهنّ، أو لأزواجهنّ، أو لأولادهنّ، أو لبناتهنّ، بل للقرىَ، والضّيع، والمداشر، والعشائر، والأرباض، والحواضر، والمدن،وللوطن الغالي فى مختلف الأوساط الأسرية، والعائلية، والتربويّة ،وفى سائر المرافق، والميادين المدنية، والمجالات ، تضحياتهنّ فاقت كلّ التضحيّات، وعطاؤهنّ بذّ كلّ العطاءات، لذا فإنّ أجلّ عيدٍ، وأعظم إحتفالٍ عند الشّاعرة هو عيدها، وحفلها، لردّ الجميل لها، والإعتراف بأفضالها وفضائلها، ثمّ تغدو كلّ الأعياد،والمناسبات عندها مجتمعة فى بوتقة عيد واحد هوعيدها..فإذا بها تصدح شاديةً بأعلى صوتها ونبراتها : (.. فَيا عيدًا زَها كَما في السَّماءِ، وَأَعْيادَ الوُجودِ اخْتَزَلْ ..لا عيدَ إلاّ حينَ نَذْكُرُهُنَّ، وَلا عيدَ إِلّا حينَ تَضْحَكُ مُهَجُ الأُمَّهات .. لُجَيْناتُ الجَبينِ، بِالصَّبْرِ أَفْنَيْنَ أَعْمارَهُنّ.. وَالجَبينُ نَدِيٌّ، يَذْرِفُ عَرَقَ العَطاءِ دونَ كَلَلْ…) هكذا تحتفي وتحتفل الشّاعرة بأمّ الأعياد ،وأجلّ المناسبات، فيندّ شِعرها بباقات من الحنين المُفعم بأجمل الأحاسيس المُرهفة ….والمزدان بمزهريّات ضوئيّة زاهية ، زاهرة، مترفة ،غامرة ،مُترعة برقيق المشاعر، وأرقى التبريكات السّماوية ، ولا غرو، ولا عجب فحبّ الوالدين من حبّ الله تعالى .
الجُود فى قوافيها
إنني كثيراً ما أعود جذلاً، فرحاً، بلهفة ، وبشوق لأقرأ ، أو بالأحرى لأعيد قراءة شذرات من هذه الأحرف الملتاعة فى هذه القصيدة ، فالشّعور بفداحة البعاد عن الوالدين هو أقسى ما يمكن أن ينزل على المرء، ويغدو النّأي عنهما أكثر إيلاماً ،وأحرّ مضضاً ،وأقسى مرارة، فالقارئ الذي تمعّن فى هذه القصيدة لابدّ أنه راجع إليها ،عائدٌ لها، وإلى أبياتها،ومعانيها بلا عجلة، وبلا قلق، وبلا تذبذب، ليغُوص فيها ،بتأنٍّ، وتؤدةٍ، ،رويداً..رويداً فالدرّ كامنٌ فى بواطنها، والجود طافح على قوافيها .. هذا ما وقع لي، وحتماً لمعظم القرّاء الأصفياء، والقارئات الكريمات الذين، واللاّئي أسَرَتْهُم (نّ) حلاوة سحرها ،وتملّكتهم (نّ) طلاوة بيانها ، لم يستطيعوا،أو لم يستطعن منها فكاكاً،..إحتسوا الجَمَالَ جرعةً …جرعة.. وأستمتعوا بمعانيه الجليلة، وتمعّنوا مبانيَه الجميلة هنيهة…هنيهة ..أدنُوا منه ، واستنشقوا عبيرَه وشذاه ، فهذه “القصيدة” التي طلعت بها علينا الشاعرة ندى فى هذه المناسبة الكريمة نعود إليها لننعم بنسيمها العليل الذي يملأ أنفسنا، ومسامّنا، وكياننا، ووجداننا متعةً، وروعةً، وإنتشاءً، وبهاء،وأماني.. وتصل هذه الأماني مداها، وتبلغ منتهاها فتغدو فى عُرف الشّاعرة (.. كُلُّ أَفْراحِ الأَنامِ مَقْرونَةٌ، بِمَلائِكَةٍ، سَكَنَتِ المُهُدَ، وَأَنْجَبَتِ الوُلْدَ، وَمَواكِبَ الأَمَلْ ..). وكأنّي بها تصل سدرة المنتهى، وتطول،وتطوف بعلياء السّمت البعيد، وترتقي أعلى المنازل، وتتبوّأ أسمى المراتب فى تكريم الأمّ والأمومة، فتقول فى أبيات خافقة، دافئة، دفقة،ومتدفقة ..( تِلْكَ المَلائِكَةُ تَبارَكَتْ يَدُ خالِقِها، إِذْ أَتَتْ بِالحُبِّ مُنْذُ الأَزَلْ…)..( فَلْنُقْسِمْ بِاسْمِ الإنْجيلِ، وَبِحَقِّ القُرْآنِ، وَبِجَميعِ المُقَدَّساتْ، وَلْتَشْهَدِ الدُّنْيا مَعَنا، أَنَّهُنَّ، صَلَواتٌ تُتْلى صُبْحًا وَمَساءْ..).. (وَهُنَّ، هَمَساتٌ تَسْمَعُها النُّفوسُ دونَ الآذانْ، نَبْتَعِدُ عَنْهُنَّ فَلا يَبْتَعِدْنَ.. وَإِنْ غِبْنَ عَنِ العَيْنِ، فَمِنَ القَلْبِ هُنَّ لَسْنَ غائِباتْ… لَهُنَّ نَرْفَعُ التَّكْريمَ، وَالمَكْنونَ بَأَبْهى الحُلَلْ.. ) …
لَهُنَّ نَرْفَعُ التَّكْريمَ
“عرائس الحياة”.. كونها قصيدة تتعلق بالأمّ، وتعالج موضوع الأمّ وتكريمها فقد إنسابت كلماتها فى روعة وبهاء… إنّها باقات بلّورية شفيفة متلألئة غامرة بفيضٍ من الجمال الأخّاذ الذي يطير بك فى الأفق البعيد، ويحوم بك فى الفضاء اللاّزودي الفسيح ، ثمّ سرعان ما ينسكب هاطلاً كأتيٍّ منهمرٍ من فوهات هذه التعابير الشّعرية المنمّقة ،المُخضوضبة برذاذ حروف آسرة ، وبشذى و(ندى) كلماتٍ ساحرة، و نسائم عبقة مقتدّة من فكرٍ مستنير..
وإحتفاءً بعيد الأمّ ، تُضاء كلّ القناديل، وتوقد كلّ الشّموع فى محفل مخمليّ .. فإذا كلّ الكلمات فى القصيدة حبلىَ بالجمال وملأىَ بالمحبّة التي قيلت فيها، وفى حقّها ،هذه الكلمات تقف خشوعةً، متراصّةً فى صفوفٍ متساويةٍ، منحنيةِ الهامة ،مطأطئة الرّأس والقامة، إجلالاً ،وجذلاً، وإبتهاجاً وإكبار،ًوإحتفالاً بنبع الحياة الرّقراق، وبمنبع الرّحمة والحنان ..عرائس الحياة .
وبالجملة..مثلما كان مستهلّ هذه القصيدة مسكاً، فإن الشّاعرة أبت إلاّ أن يكون ختامها مسكاً كذلك.. (وَإِنْ غِبْنَ عَنِ العَيْنِ، فَمِنَ القَلْبِ هُنَّ لَسْنَ غائِباتْ)…(عذباً نَبْتَعِدُ عَنْهُنَّ فَلا يَبْتَعِدْنَ. لَهُنَّ نَرْفَعُ التَّكْريمَ، وَالمَكْنونَ بَأَبْهى الحُلَلْ..).
على الرّغم من شحط المزار، والنأي هن الدّيار، وعلى إمتداد الزّمن والمسافات، ومهما طالت بنا الأسفار، وأضنانا الحلّ والتّرحال، فدائماً يزداد إستمتاعنا بمثل هذا الشّعر الجميل، ويزكو إعجابنا بهذا المَعين الفيّاض، وإنتشاؤنا بهذا العطرالخُزاميِّ الفوّاح .