«مدينة الزبالين» في القاهرة

mouannes

البروفسور الأب يوسف مونس

مدينة الزبالين
ما لا يمكن تخيله او ان يتصوره عقل هو هناك في «مدينة الزبالين» في القاهرة، جبال من النفايات والفرح والرضى. جبال من النفايات وجبال من العيش برضى وفرح والتسليم للارادة الالهية دون تململ او تذمر. شاحنات تتسابق لتفرغ حمولتها من النفايات و«الزبالة» وعائلات تسكن بين النفايات وعليها علامات النظافة والكبر والانفة لانها تعيش بكرامة من عمل يديها في فرز النفايات وتوضيبها منذ سنين عديدة. عائلات واطفال تسكن بين هذه النفايات وقد زرتها شخصياً وكبر حبي لها واحترامي، وتقديري لكرامتها الشخصية والانسانية لانها صنعت من «صناعة» فرز الزبالة والنفايات مصدر رزق لها وللعيش الكريم مع عيالها ولو كان في جبال النفايات وتلال عالية من الزبالة ورائحة قاتلة ومصدر للامراض والاوبئة.

نشيد الفرح

والمفرح ان هناك كنيسة قبطية يرتفع صليبها في وسط جبال من القمامة.
فالكنيسة حاضرة بمدارسها ومتطوعيها الكثير ينتشرون في جميع شوارع «مدينة الزبالين» يعلمون، يربون، ينشئون يغسلون ارجل الاولاد كما فعل السيد المسيح ويقومون ليلعبوا الاولاد ويقدموا لهم الملبس والمأكل والتنشئة والفرح، اي نشيد الفرح والكرامة في وسط مدينة الزبالين.

ربنا موجود

لان هناك «ربنا موجود» و«الصبر طيب» وهنا الايمان الكبير والتسليم لارادة الله. وهنا عملت الاخت «عمانوئيل» الفرنسية وتتبع خطاها «ماما ماغي» المصرية مع مجموعة من المتطوعين المصريين يخدمون بفرح وحب وكبر بين قومهم وشعبهم العظيم.

هنا كان ايضا سمعان الخراز وهناك الكثير من الجمعيات والمؤسسات والحركات الاهلية التي شعرت بمسؤوليتها الاجتماعية والانسانية والوطنية والمسيحية وسمعت رسالة الكنيسة بالتضامن والتكامل الاجتماعي لمساعدة هؤلاء «البشر» احتوتهم بالانسانية وبالايمان بالله.

god

بعد ان قضى الوباء على الخنازير والتي كانت تعيش مع الناس ومع الكلاب في غرفة واحدة وعلى حصيرة واحدة ومع الدجاج والاولاد واحيانا مع معزية سوداء وكلب ابيض…

المتطوعون
ومحبة الخدمة
والشركة

ادهشتني مجموعة من المتطوعين وقد التقيتها ورأيتها شخصياً تغسل ارجل الاطفال وتقدم لهم الطعام، وتعلمهم القراءة والكتابة، والغناء والنظافة والتركيب. ادهشتني لياقتهم المصرية وحسن استقبالهم لي وترحيبهم بالقضاء والبسمة والتصفيق وبثياب انيقة جديدة نظيفة.

انه الرضى، انه الفرح، انه كبر النفس، انه «الصبر الطيب» شركة ومحبة وخدمة انه «ربنا موجود”.

ارجع ثاني

ودعوني بالقبل والزهور وبالدموع في اعينهم وتمنوا علي، «ان ارجع ثاني» وانا لكثرة تأثري فاض الدمع من عيني وانفطر قلبي بعد ان صورتهم لبرنامج «تحيات» في تيلي لوميار ونورسات وبرفقة الصديق المخرج الفنان ايمن فايز عطيه وصديق السفر في مصر امجد نظمي ملاكي الحارس هناك.

القناعة غنى

تركت «مدينة الزبالين» وفي بالي كلام الكتاب المقدس «مباركة ارض مصر» و«ادخلوا ارض مصر آمنين» وفهمت الكلام الاخر بالرغم من الفقر والزبالة و«التعتير» الكبير ان الفرح ممكن وان القناعة غنى وان الرضى بركة والنعمة رحمة و«تكتيك نعمتي» والقناعة والصحة والعمل كنوز لا تغني وانه يمكن العيش بفرح ورضى وبتسليم لارادة الله وحب مصر وكنيسة مصر وشعب مصر وارض مصر… تحيا مصر التي استقبلت الشعوب وفتحت لهم قلبها وابوابها وخاصة انها استقبلت في الماضي الكثير من المهاجرين اللبنانيين واليوم عادت تستقبلهم تكرم عيشهم واقامتهم وهم يحبون مصر ويعرفون فضلها وجميلها.

madinat al zabalin

اترك رد