“من نسم الذاكرة” للدكتور أنيس مسلم… هروب إلى الوراء

georges chami

جورج شامي

(أديب وروائي- لبنان)

“يا صبّابين الشاي زيدو حلاتو”

“يلّلي ما بيعشق وبيسكر بالله لشو حياتو”

هذا القولُ الماجنُ، بدونِ منازع، لا ينطبقُ على الدكتور أنيس مسلَّم، ولا على عالمِهِ القصصي، ويدحضُه قولٌ آخر للشاعرِ العجب، سعيد عقل وفيه: “أنيس مسلم في كلِّ أقاصيصِه، شأنُه في كلّ مؤلّفاتِه، نبيلٌ، نبيلُ، تقرأهُ، كأنّكَ تقرأ الشرف”.

بين هذا القولِ وذاك، أجدُ نفسي حائراً مضعضعاً ومرتبكاً، في أية منزلةٍ أُنزل قصصَ “من نسمِ الذاكرة” التي نحنُ بصددِ مناقشتها.

ويعودُ سببُ حيرتي إلى أن عميدي الدكتور مسلَّم طوّقَ مجموعتَه القصصيّةِ هذه، وهي الثانية في سُلّم إنتاجِه الجامعي والابداعي، بمقدّمةٍ تُعتبرُ من عيون المقدّمات الروائع في الأدب الأكاديمي الراقي… وإن جاءت فعلاً في غيرِ موقِعِها مشحونةً بهواجسَ تشبهُ إلى حدٍّ بعيدٍ، زناراً ناسفاً من آخر طراز، يشفع به انه زنار رحيمٌ غيرُ معدٍّ للانفجار… وإذا إنفجرَ من قربٍ أو من بعدٍ يُرهبُ ولا يقتلُ وإلاّ لكانَ مصيرنا كُلّنا الليلةَ في كونٍ آخر!

ولا أبالغُ إذا قلتُ إن هذه المجموعةَ شكّلت بمضمونِها عوائقَ عصيّةً على الاقتحامِ الانتحاري… وسدّاً منيعاً استطاعت أن تشبكَ به جمهرةً من أئمّةِ الكتّاب والمفكّرين العالميين: قُدامى ومحدثين، استعنتَ بهم للدفاع عن مفهومك القصصي!

لقد أبهَرْتَني بنظرياتٍ، كنتَ بغنى عنها، عن كيفيةِ كتابةِ القصّةِ القصيرةِ… وأسقَطَّني في لججِ “الذاكرة” على أنها الينبوعُ الحيُّ لمثلِ هذه القصصِ… ممّا جعلَني أتمثّلُ نفسي فقيراً هندياً على رصيف النزع، مكسورَ الخاطرِ، مكسورَ الجناحِ… لا تنفعُ معه كلُّ المقوّماتِ والمقوياتِ لإنقاذهِ من براثنِ الموتِ البطيءِ داخلَ أسوارٍ وعوائقَ، سبيلُ النفاذِ إليها أضيقُ من خَرمِ الأبرة!

وخيّلَ إليّ، لأولِ وهلةٍ انني في حضرةِ “ساحرٍ” عالميٍّ، من طرازِ “هوديني” أو “كوبرفيلد” يهوى الخديعة، وإن باستطاعتِه أن يُخرجَ من بلعومهِ حبلاً من المناديل الملوّنة.. أو يُلملمُ من وراءِ أذُنَي الرائي عدّةَ بيضاتٍ صالحةٍ للأكلِ الهنيء… أو يستخرجُ من منديلٍ في قبضتِهِ، عدّةَ حماماتٍ وديعةٍ مختلفةِ الأحجام ترفرفُ فوق رأسه.. وتحطُّ على كتفَيْهِ وهو يرقصُ، أو يَمشي على الجمر… كما أنّ عليه أن يتحلّلَ من روحِ العجوزِ العرّافةِ التي تُعلّقُ بإحدى كتفيها “جراباً” فيه من كلِّ أنواعِ الخداعِ والشعوذة والمطيبات ما يغري!

للأسف، أو لحسن الحظ، لا شيء من كل هذا قد حصل!

باستثناء الوعظِ والارشادِ والترويجِ والترغيبِ الذي يتلاقى حيناً مع المقوّلةِ الخداعةِ التي تجمعُ الحزنَ والفرحَ في خلطةٍ واحدةٍ: “إقرأ تفرح… جرّب تحزن”!

ولكن “الذاكرةَ” التي “سيّدَتَها” و”أمّرتها” والتي لا تنسى دورَها النبيل، أيقظَتْ فيَّ صفةَ “الدرويش” التي أطلقتَها عليّ منذ ما يقاربُ الأربع سنوات… ودَفَعَتْ بي إلى “الدروشةِ” مع أبطالِ “أقاصيصكَ العشَرة… متذرّعاً بالقيمِ، وبالأخلاقِ، ومقاومةِ الشهوة، والتصدّي للإغراءات، ونِصبَ عيني َّشعارٌ واحدٌ راسخٌ: “التجربة الإبداعية، كالتجربة الشهوانية”: الأولى بدايةُ الصعودِ إلى القِمَّةِ، والثانية بدايةُ السقوطِ في الإثم!

boock

غلاف الكتاب

لقد دَفعني هذا الواقعُ إلى التساؤل: هل أبطالُ مجموعتِك “من نسم الذاكرة” متحرّرون من أغلالِ الأنانيةِ، وإغراءاتِ المصالحِ، ومضايقاتِ الاقنعة التي تفرضها الحياة الاجتماعية؟

وهل هم بعيدونَ عن المكرِ والمداهنةِ والرياءِ ومشتقاتِها وأكثرَ قرباً من البداهة… وكأنهم يعودونَ إلى الطفولةِ بل إلى البراءة ببعدَيها الجمالي والخلقي؟

وهل يخضعونَ لإرادةِ النظام الذي تفرضُهُ عليهم القصّةُ، أيةُ قصة، فلا يحاولون إعادة تركيب العالم حسب اقتناعهم ومسوغاتهم العقلية أو وفق ميولهم ورغبات قلوبهم!

من هنا يمكنُ إنزالُ قصص “من نسم الذاكرة” في منزلةٍ لا تتخطّى الأبعدَ من التسامي… ولا تغرقُ في تلافيفِ الإطراءِ والتمويهِ باعتبارها قصصَ “الصدفة” لا قصصَ “الذاكرةِ” المسترجعة، بفضلِ الوقائعِ المكتسبة والمتجلّدة المتجمّدة التي اعتمدتها يا صديقي، وتبنَّيتَها وتدلُّ دلالةً واضحةً على حبِّ التستُّرِ عندك، وتفادي المواجهة التي تكشفُ مسارَ الشخوص وطباعَهم والوقائع!

لا أنكرُ، يا عميدي الأنيس، انك قد بالغْتَ في الصناعة، وتقديمِ الشكل على حساب المضمون… وأشهدُ لكَ بأنكَ تُتقنُ احترامَ التراتبية، وتجهدُ في بناء القصة، بناءً راسخاً فلا تعمُّها الفوضى، ولا تخرجُ شخوصُكَ عن الانضباطِ في عقلانيةٍ باتَت من تقليعاتٍ اندثَرَتْ، وظاهرةٍ نادرةٍ في زمن انقلبت فيه المقاييس رأساً على عقبٍ وباتَت الغرائبيةُ سمةَ العصر بامتياز!

إزاء هذه الحال يمكن الجزم بأن روحَ الكاتب عندَك قد لفَّتْ بعضاً من فتوّتك في أوراقٍ رانَ عليها الذبول!

عالمُ القصّة، أيّها العميد، مفتوحٌ على كلِّ الاحتمالاتِ والتجاوزاتِ، وهو عالمٌ نهمٌ متحركٌ بسرعةٍ ضوئية، ولا يُقتصر على نوعٍ دونَ آخرَ سواءَ وقَعَ في 7100 كلمة أو في عشرِ كلماتٍ أو عشرة مجلداتٍ… ولا تحدَّهُ موازينُ، وليس هو معادلةٌ رياضية!

انه عالمٌ مُكيّفٌ، رقّاصٌ، غير متكلّسٍ، ويضيرُهُ أن يبنى على عالم من الخوف المعشّشِ في حواشيهِ مع الهواجس!

انه يتسعُ لكلِّ مداراتِ الإنسانِ ومشاغِلِه ولواعجِهِ، لكل حروبهِ وأفراحهِ ومآسيه، وكلِّ انتصاراتِهِ وهزائمِهِ، وكبواتِهِ، لكل حبهِ وأحقادهِ ونزواتِه التي لا نرى لها أثراً بارزاً في مجموعتك “من نسم الذاكرة”!

وبقدرِ ما أفرحني انك بدّلتَ من نمطِكَ السابقِ ونمطِك الحالي، ولو تبديلاً سطحياً، وانكَ اعتمدتَ مقاييسَ خاصة في اختيارِ مواضيعكَ، فعدتَ إلى الذاكرة… وخفايا الذاكرة، وبراءةِ الذاكرة… وشرفِ الذاكرة… وما تحملُهُ من خياناتٍ وتأويلاتٍ في الحفظ والتخزين والتحنيط… وشحنتَها بالأحاسيسِ والمشاعرِ والتلمسات المجلّدة بفضل تقادمِ الزمنِ فخرجت كلاسيكية تحجّرَ عليها طمى الإبداعِ والاستطرادات والاشكالات وكلها اكسسواراتٌ فقَدت قيمتَها في البهرجِ الإنشائي المستطابِ والمغالاةِ في التأنق، وفرضَتْ نفسَها في غير موقعها! كأنها عارضات في واجهات زجاجية لكل أنواع البدائل الرجالية والحريمية الجامدة!

نصوصُكَ نظيفة.. الأحداثُ على بساطَتِها نظيفة.. خواتيمُ الوقائع نظيفة… ولكنها هامدة خالية من أية جدّةٍ أو طرافة… وقد غابَ عنها الشحنُ العاطفي، والنبضُ الآسر والنداوة… فلا تشفعُ بها نهايةٌ ولا تشفعُ بدايةٌ وتظلُّ حالاتُ الصّدْم حتى داخل مغارة الذات، والتوغّلِ في أرجائِها ودهاليزِها، كما تحدّده أنتَ، مفقودةً…

ويدعوني إلى التساؤلِ، أين كنوزُ ذاتِكَ التي حلمتَ يوماً بالعثور عليها، ولماذا أخفقتَ في إبرازها؟ وهل تتطابق مع ما توصلت إليه السرديات الحديثة التي يُمكنُ حصرُها بتيارينِ رئيسيينِ معاصرينِ بالسردية!

التيارُ الأولُ طوَّرَه الألسُنيُّ الفرنسيُّ جوليان غريماس، وحصرَ همَّه في تشكيلِ مضمونِ الحكاية، بما يرويه النصُّ وتشكيلاتُه العميقة، وقد عُرف هذا الاتجاهُ بـ”سيميائية السرد” الذي تُنجزُ فيه دراسةُ لوحاتِ السردِ والشخصياتِ بوصفِها عوامل وممثلين.

واعتُبر غريماس القصةََ القصيرة “عبارةً” أو “جملةً بسيطةً” قابلة للتحليلِ كعمليةِ انتقال من حالة سابقة، إلى حالة لاحقة، بينما بقيتَ أنتَ مع قِصصِكَ في حالةِ استرجاعٍ ولم تنتقل إلى حالةِ استباق!!!

أما التيارُ الثاني فقد اهتمّ بـ”شعريَّةِ السردِ” أو “الخطابِ السرديِّ” وهو الخطاب الذي يدرس الراوي والمنظور وبناء الزمان والمكان.

***

لماذا ابتعدتَ يا صديقي الكبير عن عالمِكَ؟ ألأنَّ قصصَكَ التي استللتُها من “الذاكرة” كانت مادة للهروبِ إلى الوراء؟ أم لأنك اتخذتَ منها مرآةً تعكسُ لوحاتٍ ذابلة بجمالاتها وبشاعاتها تذكّر بالبكاء على الأطلال؟ والاستسلام للتاريخ!

وعلى الرغمِ من انكَ تحدّثتَ عن أماكنٍ كثيرةٍ، وأمداءٍ فسيحة ذاتُ مدلولات متعددة… وعلى الرغم مما تتمتَّعُ به شخصياتُ قصصكَ من قدرةٍ على الحركة، فقد آثَرتَ وحدةَ المكانِ على وحدةِ الحدث من جهة… ولم تساعِدْ من جهةٍ أخرى في الكشفِ عن الحالةِ الإنسانيةِ وانعكاساتِها على الظاهر المرئي، لذا يبرز المكان محركاً للذات وانفعالاتها من ناحية وعلاقتها مع الآخر… ومثبطاً للهمم من ناحية ثانية!

***

على امتدادِ ستينَ سنة، من تاريخِ كتابة أول قصة في المجموعة عام 1956 إلى اليوم!

أيْن الزلغوطة التي تحوَّلت على عقودٍ نشيداً يثير حماسةً وأهميّة:

زحلة يا دار السلام               فيكي مربى الأسودي

عَ الضيم والله ما منام            الموت ببوز البارودي

وأين:

زحلة زحلة زحلتنا               وشرب العرق عادتنا

والبردوني ميّتنا                   بتعطي لذة وبرودة

***

ستون سنة، يا عميدي، بويلاتها ومآسيها وشهدائِها وأبطالها، وجبنائها وأيتامها، لم تستوقفك…

حتى ربّة الكرمة… حائمة تبكي، وتتأوَّهُ وما من معزّيها!

ألَمْ تكن هذه المسافةُ الزمنيَّةُ كافيةً لتنالَ شرف الأذكار؟

أين الأشاوسُ المنافحونُ عن أرضِهِم وأعراضِهم، لا يهابون الموت، راسخون كالطود الشامخ، بينهم وبين الله كلام؟

أينَ شرفُ النضالِ والشهامةِ والكيفِ وحبِّ الحياةِ والفرحِ؟ ولماذا مسحتها من قاموسك؟

***

إذا كان القاصّ الماهر، يا عميدي، يأبى أن يجعل من قصصه وسيلة ترفيه لإرضاء القارئ، فهو يُجدّ ليقيمَ بواسطةِ كتاباتِه علاقةً جديدةً مع الواقعِ، علاقةً قائمةً على فهمِ المجتمع وتحسينه، فهل سعَيتَ يا عميدي من خلالِ منظورِكَ القصصي إلى جعلِ قصصكَ أكثر إنسانية… وأكثرَ التصاقاً بالوقائع المروية؟

أنا لَمْ أَلمُسْ ذلك.. وأنتَ لم تدخلْ التجربةَ وتعاني من الألمِ، وفاتَك أن تُدركَ أن أي تغيير يبدأ من السعي نحو الأفضل، وليس في الاستسلام للماضي… لم تحاول أن تتحدّى الظلم في واقعه.. ولا أن تساعدَ المهمّشين.. ولم تسعَ من خلالِ فعلِ القصِّ المتمظهرِ بالمنظورِ الايديولوجي، إلى تحقيق غايتك الاجتماعية، وهي الإصلاح والتحديث! إصلاحُ مجتمعكَ المختنق بالفسادِ والحقدِ والكراهيةِ والغشِّ والنميمةِ والقتلِ والعنفِ… والى خلق مكانٍ مغايرٍ وزمانٍ وإرادات مغايرة!

أنتَ يا عميدي لم تسعَ، مع كلِّ ما تتمتَّعُ به من مقدرة، والزمانُ زمانُك… والذاكرةُ ذاكرتُك… وقناطيرُ النجاحِ تُثقلُ كاهلَكَ لأن تضيفَ شيئاً جديداً إلى الحياة، فضلاً عن انك أردتَ أن تعبّرَ عن الذاتِ وعن قلقِها تجاهَ هذا الواقع الذي حوّلها إلى دُمى لا قرار لها، وساوى بين المنظورِ الموضوعي والمنظورِ الذاتي مؤكّداً على أن الإنسانَ يعكسُ صورةً حيّةً عن بيئتِهِ سواء أكانت مشوّهةً أو مستقيمةً، تفوحُ منها الروائح الكريهة حيناً، وحيناً مطيّبة!

هل نجحتَ، يا عميدي، من خلال هذه الاقاصيص في إيصال انفعالات شخصياتك بعفوية، وأبرزهم شخصيةُ الأمِّ والدتك؟

وهل تمركَزَتْ هذه الانفعالاتُ في المشهدِ الذي يُمكنَ أن يشكّل البؤرةَ الصلبةَ في العمل القصصي بأكملِه باعتبارِه العنصرَ الأساسي الذي إتّخذْتَهُ لتصبَّ فيه الأحداث، حيث تتفاعلُ العلاقات القائمة بين الشخصيات وتتكثّفُ الحالةُ حتى النهاية، فيتنوّعُ الزمانُ بين “الماضي – الأزمة” و”المستقبلِ – الفراغ” الذي لا يُقدّم حلاً، في حين أن الحاضرَ كان بمنزلةِ ولادةٍ جديدةٍ وانبعاثٍ جديد؟ وهنا يصبح دور الذاكرة مفقوداً تماماً؟

يا عميدي، الغنيّ بالنبل، لقد قتلتَ أبطالَكَ حين حشرْتَهم في خلايا الذاكرة، فهيمنْتَ عليهم حالاتُ الاستسلام لواقعٍ مفرّغ من أي طموح… لا يستفزًّهم فقرٌ أو فاقةٌ أو كآبة أو قلق، أو بطولة، أو اضطهاد، أو شجاعة أو امل بمستقبل باهر أو نجاح واعد!

القصةُ، وخصوصاً القصةَ القصيرةَ لا تحتملُ قيوداً ولا حدوداً، ولا تخضعُ لكوتا معيّنة، ولا يحدّدُها عبقريٌ من كتّاب القصة، ولا يفيها حقّها شاعرٌ أو فيلسوفٌ مهما علا شأنه، أو كاتبٌ فذٌّ أو أديبٌ فائقُ الموهبةِ أو فاقدُ الموهبةِ!

هي لا تطلبُ شفاعةً من أحدٍ… ولا تستجدي الإحسانَ على أبواب المعابد…

لا أحدَ من هؤلاءِ قادرٌ وحده أن يقدِّم الإسنادَ الذي اعتمدتَه أنتَ بكاملِ رضاك لتبرير مواضيعكَ التي غَلَبت عليها الجماليةُ الإنشائيةُ التقريريةُ المفرطةُ بسرديّتِها دون منازع، غيرُ مقيمة أيّ اعتراض أو عوائق في سبيلِ نقضها! فلم يتسلَّلْ النضجُ إلى تقاسيمها وبقيت عجراء… وكرَّسَتْها مسحةُ القِدَمِ أيقونةً يرشحُ زيتُ العنجهيةِ والكبرياءِ من مسامها بانتظارِ أن يصدرَ بحقِّها قرارُ تطويبها.

أنها، على أية حال، لمستحقةٌ، على الرغم من كلِّ الصعوباتِ والعراقيل!

اترك رد