د. عماد عبد اللطيف
(كاتب وباحث- مصر)
منذ أسبوعين عانيتُ آلامًا مستمرة في المعدة، ظنتها آلام القولون. ولأنني عشتُ حياتي أروض نفسي أن أتعايش – مبتسمًا- مع آلام الحياة؛ فقد صبرت ثلاثة أيام متواصلة. وحين ذهبت إلى المستشفى، في نهاية المطاف، أدركتُ أنني قد تأخرتُ إلى حد كبير.
فقد كانت الآلام ناتجة عن التهاب الزائدة الدودية التي انفجرت بفعل إصراري على تجاهل الألم، وأدت إلى وضع صحي فيه درجة من التعقيد. وقد قررتُ أن أشارككم درسًا علمتني إياه هذه التجربة التي لم تنته بعد. وأتوجه بحديثي – تحديدًا – إلى أصدقائي وصديقاتي ممن اختاروا التعايش مع الألم فلسفةً للحياة، وربطوا بين “الرجولة” الحقة والمعاناة في صمت. فأقول لهم: نحن بالفعل نتألم – صامتين – لأجل أشياء كثيرة. إننا نتوجع لأجل البشر الذين تشردوا من بلادهم، أو سُلبوا حق الحياة الآمنة فيها؛ نتألم من أجل مقدرات الأوطان التي تُهدر، نعاني من أجل القيم الإنسانية المسفوحة في أرجاء الأرض، ومن أذى الآخرين ممن نُحسن إليهم. كل هذا نفعله بكثير من الصمت والصبر. لكن حين يتعلق الأمر بصحتنا وصحة من هم مسئولون منا، يجب أن نرفض التعايش مع الآلم، إلا إن كان قدرًا مقدورًا لا مفر منه. رجاء لا تتجاهلوا نداء أجسادكم حين تتوجع، فالصبر على ألم جسدي محدود، ربما يكون سببًا لآلام أخرى غير محدودة. رجاء ارعوا أجسادكم، فهي عدتنا لمواجهة هذا العالم.